فتح خط جوي مباشر بين تونس و دوالا الكاميرونية    استشهاد خمسة فلسطينيين في قصف لطيران الاحتلال لمناطق وسط وجنوب غزة..#خبر_عاجل    أبطال إفريقيا: الأهلي المصري يقصي مازمبي الكونغولي .. ويتأهل إلى النهائي القاري    حالة الطقس لهذه الليلة..    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    طبيبة تونسية تفوز بجائزة أفضل بحث علمي في مسابقة أكاديمية الشّرق الأوسط للأطبّاء الشّبان    التعادل يحسم مواجهة المنتخب الوطني ونظيره الليبي    بعد دعوته الى تحويل جربة لهونغ كونغ.. مواطن يرفع قضية بالصافي سعيد    عاجل/ ايقاف مباراة الترجي وصانداونز    تسجيل مقدّمة ابن خلدون على لائحة 'ذاكرة العالم' لدى اليونسكو: آخر الاستعدادات    بنزرت: ضبط كافة الاستعدادات لإنطلاق اشغال إنجاز الجزء الثاني لجسر بنزرت الجديد مع بداية الصائفة    مدير عام وكالة النهوض بالبحث العلمي: الزراعات المائية حلّ لمجابهة التغيرات المناخية    توزر: المخيم الوطني التدريبي للشباب المبادر في مجال الاقتصاد الأخضر مناسبة لمزيد التثقيف حول أهمية المجال في سوق الشغل    بطولة الرابطة 1 (مرحلة التتويج): حكام الجولة الخامسة    البطولة الافريقية للجيدو - ميدالية فضية لعلاء الدين شلبي في وزن -73 كلغ    الرئيس المدير العام لمركز النهوض بالصادرات: واقع المبادلات التجارية بين تونس وكندا لا يزال ضعيفا وجاري العمل على تسهيل النفاذ إلى هذه السوق    أكثر من 20 ألف طالب تونسي يتابعون دراساتهم في الخارج    سيدي بوزيد: ورشة تكوينية لفائدة المكلفين بالطاقة في عدد من الإدارات والمنشآت العمومية    منظمات وجمعيات: مضمون الكتيب الذي وقع سحبه من معرض تونس الدولي للكتاب ازدراء لقانون البلاد وضرب لقيم المجتمع    الجزائر تسجل حضورها ب 25 دار نشر وأكثر من 600 عنوان في معرض تونس الدولي للكتاب    المؤرخ الهادي التيمومي في ندوة بمعرض تونس الدولي للكتاب : هناك من يعطي دروسا في التاريخ وهو لم يدرسه مطلقا    وقفة احتجاجية لعدد من أصحاب "تاكسي موتور" للمطالبة بوضع قانون ينظم المهنة ويساعد على القيام بمهامهم دون التعرض الى خطايا مالية    القضاء التركي يصدر حكمه في حق منفّذة تفجير اسطنبول عام 2022    افتتاح المداولات 31 لطب الأسنان تحت شعار طب الأسنان المتقدم من البحث إلى التطبيق    وزارة التجارة تقرّر التخفيض في أسعار فيتورة الصوجا المنتجة محليا    تضم فتيات قاصرات: تفكيك شبكة دعارة تنشط بتونس الكبرى    منوبة: الاحتفاظ بصاحب مستودع عشوائي من أجل الاحتكار والمضاربة    أحدهم حالته خطيرة: 7 جرحى في حادث مرور بالكاف    يلاحق زوجته داخل محل حلاقة ويشوه وجهها    عاجل/ إصابة وزير الاحتلال بن غفير بجروح بعد انقلاب سيارته    القلعة الصغرى : الإحتفاظ بمروج مخدرات    رقم قياسي جديد ينتظر الترجي في صورة الفوز على صن داونز    معتز العزايزة ضمن قائمة '' 100 شخصية الأكثر تأثيراً لعام 2024''    نابل: الاحتفاظ بعنصر تكفيري مفتش عنه    تراجع إنتاج التبغ بنسبة 90 بالمائة    هام/ ترسيم هؤولاء الأعوان الوقتيين بهذه الولايات..    تقلص العجز التجاري الشهري    الشابّة: يُفارق الحياة وهو يحفر قبرا    13 قتيلا و354 مصابا في حوادث مختلفة خلال ال24 ساعة الماضية    السعودية على أبواب أول مشاركة في ملكة جمال الكون    فريق عربي يحصد جائزة دولية للأمن السيبراني    أخصائي في أمراض الشيخوخة: النساء أكثر عُرضة للإصابة بالزهايمر    وزارة المرأة : 1780 إطارا استفادوا من الدّورات التّكوينيّة في الاسعافات الأولية    تُحذير من خطورة تفشي هذا المرض في تونس..    دورة مدريد : أنس جابر تنتصر على السلوفاكية أنا كارولينا شميدلوفا    هرقلة: الحرس البحري يقدم النجدة والمساعدة لمركب صيد بحري على متنه 11 شخصا    أمين قارة: إنتظروني في هذا الموعد...سأكشف كلّ شيء    عاجل : القبض على منحرف خطير محل 8 مناشير تفتيش في أريانة    وصفه العلماء بالثوري : أول اختبار لدواء يقاوم عدة أنواع من السرطان    "تيك توك" تفضل الإغلاق في أميركا إذا فشلت الخيارات القانونية    الرابطة الأولى.. تعيينات حكام مباريات الجولة الأولى إياب لمرحلة "بلاي آوت"    تنزانيا.. مقتل 155 شخصا في فيضانات ناتجة عن ظاهرة "إل نينيو"    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    إثر الضجة التي أثارها توزيع كتيّب «سين وجيم الجنسانية» .. المنظمات الدولية همّها المثلية الجنسية لا القضايا الإنسانية    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    تتويج السينما التونسية في 3 مناسبات في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ليلة سوداء بصفاقس: كيف تحوّل العرس والأفراح... إلى عويل ونواح؟


*
فاجعة، لا هي كارثة بأتم معنى الكلمة، 7 موتى و32 مصابا وجريحا انكب اغلبهم على وجهه لما حصل التدافع من الخلف في الساعة التاسعة و25 دقيقة تقريبا... «الشروق» كانت على عين المكان بالمسرح الصيفي برطيق سيدي منصور قبل الحفل... أثناء السهرة التي توقفت بعد 20 دقيقة تقريبا من بدايتها... بين سيارات الاسعاف وفي أقسام المستشفى، وبين عائلات الضحايا والمصابين الذين زارهم وزير الداخلية والتنمية المحلية ووزير الصحة العمومية بتكليف من الرئيس زين العابدين بن علي ليقدما التعازي وليتقصيا الأسباب ويعاينا الأضرار وسير التدخلات قبل الاجابة النهائية عن السؤال الذي يشغل الجميع: من يتحمل المسؤولية؟
الكارثة بدايتها كانت كما هو معلوم سهرة موسيقية شبابية لمجموعة ستار أكاديمية 4 التي تهيأت لها منذ البداية كل الظروف التنظيمية، لكن الطبيعة أنبأت منذ الصباح الباكر بحصول كارثة فالأجواء كانت غائمة بالمدينة، والشمس لم تسفر عن وجهها الا في وقت متأخر من صباح أول أمس الاثنين.
سير بيع التذاكر كان عاديا الى حدود الساعة الثالثة مساء لما علمنا من مصادر مطلعة أن العدد المقتطع منها فاق ال4 آلاف تذكرة وان العدد الجملي كان في حدود ال9 آلاف وفق ما هو مرخص به من الحماية المدنية بالرغم من ان مسرح صفاقس يتسع في الواقع الى ما يقارب ال12 ألفا، لكن لضمان سير السهرات في ظروف طيبة يتم الاقتصار في العادة على 9 آلاف موزعة بين المدارج والكراسي.
* توافد مبكر على المسرح
بداية وصول الجمهور إلى المسرح الصيفي انطلقت ما قبل الخامسة مساء باعتبار أن جمهور صفاقس تعود على الحضور مبكرا في السهرات الكبرى لضمان مكان قريب من الركح... بعدها توافدت الجماهير من صفاقس والمعتمديات القريبة منها، بل وكذلك من عديد الولايات بالجنوب التونسي، والكل كان يمني نفسه بسهرة رائقة برمجت ليلة يوم عطلة.
في حدود الساعة السابعة مساءتم فتح الأبواب الخارجية لاستقبال الجماهير أبواب المسرح الصيفي الرئيسية عبارة عن بابين: واحد للكراسي ومدخله من الخلف ويطل على البحر، وواحد للمدارج ومدخله على واجهة الطريق الرئيسي سيدي منصور.
الدخول إلى المسرح الصيفي كان عاديا للغاية وقد لاحظت «الشروق» في إطار مواكبتها للحفل ازدحاما عاديا على مستوى مدخل المدارج تفرضه في الواقع السهرات الكبرى التي عادة ما يتم فتح الأبواب فيها مبكرا أي في حدود الساعة الخامسة أو السادسة مساء على أقصى تقدير وهو ما حصل في سهرة صابر الرباعي مثلا في إطار الدورة الأخيرة لمهرجان صفاقس الدولي...
في حدود الساعة التاسعة إلا 5 دقائق ليلا تقريبا، لم يتجاوز عدد الحضور ال6 الاف متفرج بل إن البعض من الذين ألفوا المسرح قالوا إنه لم يتجاوز ال5 الاف وهو رقم تقريبي لا يمكن الاطمئنان إليه كثيرا باعتبار أن ما لاحظته «الشروق» كان يوحي بأن عدد الحضور فاق هذا الرقم على الأقل بألف لكن ما إن دقت الساعة التاسعة ليلا حتى انطلق الحفل وكان خارج المسرح ما يقارب الألفين لم يتمكنوا من الدخول بعد.
انطفأت أضواء المدارج ليتم الاقتصار على أضواء الركح فقط واستمع الحضور في داخل المسرح وخارجه إلى جينيريك «ستار أكاديمي» فهرولت الأقدام لبلوغ الأماكن الأولى وكان لزاما على مقتطعي تذاكر المدارج الولوج إلى داخل المسرح من 4 ممرات داخلية، الممر الرابع منها الذي حصلت فيه الكارثة يقع قبالة الباب الرئيسي المؤدي إلى داخل المسرح لذلك عادة ما يتم ا عتماده أكثر من غيره وبالتالي يشهد اكتظاظا أكثر من بقية المداخل...
ومع ارتفاع نسق الموسيقى ارتفع نسق السير والهرولة نحو داخل المسرح من الجماهير الموجودة خارج المسرح ومن الحضور بالداخل حتى كانت الساعة التاسعة و25 دقيقة تقريبا لما صعدت «شذى» العراقية الركح لتنطلق في الغناء وسط هتافات الجماهير التي كانت أغلبها من الشباب والمراهقين والمراهقات بل وكذلك من الكهول وكبار السن لحظتها كانت كل الظروف شبه عادية في كل المداخل باستثناء المدخل الرابع الذي شهد اكتظاظا وازدحاما كبيرا نتيجة التدافع من الخلف من الحضور الذين ازدحموا للحصول على مقاعدهم.
* خصائص المسرح الصيفي
وحتى يكون نقلنا ووصفنا أكثر دقة، نقول ان كل مداخل المسرح الصيفي بطريق سيدي منصور تنتهي بمدرج ينزل من الفوق الى أسفل تسبقه فسحة صغيرة عادة ما تكون مكانا للوقوف والسير لا للجلوس يتم التأني فيها في الغالب لاختيار المكان المناسب: إما على جنبي الفسحة او فوقها او تحتها وهو المكان الذي لا يمكن الوصول اليه الا باعتماد الادراج «الاسمنتية» أين حصلت الكارثة فالمتأخرون في الصفوف المحتشدة والراغبون في الاماكن الأولية تدافعوا نحو الامام وأعينهم مشرئبة نحو الركح، فكان سقوط بعض المتقدمين من الذين اصطفوا وقوفا في الامام، تداخلت الارجل وتشابكت... وتزاحمت المرافق والأيادي.. وبدأ الصياح والعويل في مساحة لا تتجاوز ال10 أمتار مربعة ارتفع منها الغبار وسط الظلمة وصوت البكاء والصياح الذي لم يكن أقوى من هتافات الجماهير وتصفيقهم ومن أصوات المضخمات التي كانت على درجة عالية من النقاء والصفاء والقوة.
* أجسام متكدسة
هنا في هذا المكان الذي سيبقى شاهد عيان على أول كارثة يشهدها المسرح الصيفي بصفاقس منذ تأسيسه تساقطت الاجسام على «الاسمنت المسلح»، وتداخلت الاذرع والارجل وتطايرت الهواتف الجوالة والاحذية.. هذا فوق هذا، ذاك تحت الآخر، بل مجموعة فوق الاخرى كأنها بنيان متراص هوى بسبب كارثة او زلزال.. نساء، رجال، مراهقون ومراهقات متكدسون ويلتمسون لحظة للفرار وللتخلص من ثقل الاجسام التي كانت تعلوهم بل وتدهسهم وتطبق أنفاسهم.
المشهد لم يتجاوز ال دقائق، اذ تفطن المنظمون الى الحادثة فاشتعلت الاضواء لتكشف عن الدماء والجرحى والمصابين. بل والمحتضرين والموتى.. تشابكت الأوراق وتلخبطت، ولم يعد أحد يعي ما يفعل.. ذهول، استغراب، تساؤل، صدمة، بل إن هذه المصطلحات وغيرها لا يمكنها ان تفسر وتختزل الحادثة التي حولت وفي أقل من دقائق السهرة الشبابية المرحة الى كارثة خمدت فيها أصوات الموسيقى والاضواء المتلألئة وارتفعت الآهات وأصوات سيارات الاسعاف التي كان بعضها على عين المكان وتم تعزيزها في الابان بسيارات مماثلة من الصحة العمومية والحماية المدنية والهلال الاحمر والشرطة والحرس بأزيائهم النظامية والمدنية.
الكل يهرول نحو مكان الكارثة لرفع ونقل المصابين الذين تداخلت دماؤهم وآهاتهم وعويلهم على المحامل والأذرع وفوق الأكتاف ليتم اجلاؤهم خارج فضاء المسرح وتحديدا على مستوى المدخل الرئيسي المخصص للمطربين والضيوف.
هذا المكان تحول الى وحدة علاج واسعافات عاجلة، أطباء، ممرضون وممرضات، مسعفون ومسعفات، أعوان شرطة وحماية.. مسؤولون وإطارات جهوية يتدخلون، يساعدون، يراقبون في هرولة وجري وركض المهم تطويق تبعات الكارثة التي واكبتها «الشروق» لحظة بلحظة..
هذا خارج فضاءات المسرح، أما ما بداخله فكان أكثر لخبطة وتشعبا: أخ واجم يبحث عن أخته بين الفارين والمهرولين، أم باكية تفتش عن إبنها أو إبنتها بين الجرحى والمصابين، صديق حائر يسأل عن صديقه بين الباكين والمجروحين في وقت توقفت فيه كل المكالمات الهاتفية نظرا للضغط على المشغلين الاثنين، فلا «التيليكوم» في الموعد، ولا «التونيزيانا» في الوقت المناسب، فكان لزاما في ظل توقف الخطوط والمكالمات البحث عن الأقارب باعتماد الميكروفون المخصص للفرقة الموسيقية ، كما كان لزاما على من كان فوق الركح الاعتماد على الزميلة عائشة بيار التي كانت حاضرة للتغطية التلفزية أن تهدأ الخواطر في مرحلة أولى وتعلن في مرحلة ثانية عن نهاية الحفل الذي تحول الى مأتم داخل الفضاء وفي أروقة المستشفى الجامعي بصفاقس أين تحولت «الشروق» لتواكب وترصد التدخلات والإسعافات وتستمع الى بكاء الجرحى والمصابين وأهالي الموتى الملتاعين..
وزير الداخلية والتنمية المحلية مرفوقا بوزير الصحة حلا بالمكان بتعليمات من رئيس الدولة زين العابدين بن علي لمواساة أهالي الموتى والتخفيف عنهم في قضاء اللّه وقدره ولمواكبة التدخلات بشكل مباشر وإعطاء التعليمات للإسراع في الاجراءات الخاصة بالموتى والاستماع الى المصابين لفهم أسباب الحادثة بشكل مباشر ومن بين أفواه الملتاعين والجرحى والمصابين..
* من المسؤول؟
لقاءات كثيرة ومباشرة تمت مع المسؤولين الجهويين الذين لم يطبق لهم جفنا حتى صباح يوم أمس الثلاثاء بتعليمات رئاسية واضحة وصارمة، فزاروا عائلات الموتى وبلغوا تعازي الرئيس بن علي وتوصياته في هذه الكارثة التي تعددت أسبابها فحصلت بهذا الشكل القاسي والعنيف. فانطلاق الحفل قبل دخول كل الجماهير قد يفسر الحادثة، وانطفاء الأضواء في المدارج عند بداية السهرة قد يعلّل الواقعة، والبداية المبكرة للسهرة وعدم التنسيق مع هيئة مهرجان صفاقس الدولي التي خبرت المكان قد يبرز أسباب الكارثة، وتداخل كل هذه المعطيات وربما غيرها قد يكون هو التفسير الصحيح والسليم للفاجعة باعتبار أن صفاقس كانت قد شهدت حادثة مماثلة مع فاطمة بوساحة لم تسفر عن موتى ربما للاسباب ذاتها فاتعظ الجميع بالدرس وطبقوه بحذافيره عن ظهر قلب.
في كلمة عاشت صفاقس ليلة سوداء وصفها زوج المتوفاة فردوس القروي عبد الحق العش بالكارثة، وعللها خال الضحية ندى الجراية مراد هدريش بقلة التنظيم والارتجال فيه مطالبا الجهات المعنية بنشر تقرير مفصل لما جد وحدث ليلة اول أمس وبيان أسبابه ليتعظ الجميع بالدرس الذي كان قاس على العائلات التونسية وقد تكون تبعاته سلبية على المهرجانات الصيفية.
* قائمة الموتى وحالات المصابين
الى جانب مساء أمس الثلاثاء، لم يرتفع عدد الموتى الذي استقر في 7 رحمهم الله تعالى وهم الآتي ذكرهم:
نورس القروي العش متزوجة ولها بنت واحدة صفاقس.
ندى الجراية سنة ثالثة تعليم عالي 21 عاما صفاقس.
سنية بن زينة 37 عاما لها طفلان المحرس.
أمل المصفار يتيمة الاب ووحيدة أمها 18 عاما صفاقس.
هناء المسدي 15 عاما تلميذة.
نادية بن صالح ساقية الدائر صفاقس.
هشام صدود أصغر المتوفين سنا 12 عاما احتفل يوم الفاجعة بعيد ميلاده وهديته تذكرة دخول لمواكبة سهرة ستار أكاديمي 4 صفاقس.
وفي ما يخص الجرحى والمصابين، فقد أفادت مصادر المطلعة ل «الشروق» أن عددهم الحقيقي هو 32 وقد غادر 26 منهم اقسام المستشفى يوم أمس الثلاثاء وبقي 6 فقط، اثنان منهم أجريت عليهما عملية جراحية و3 في قسم الانعاش وعون أمن يعاني من اصابات بليغة بعد تدخله رفقة زملائه لايقاف زحف المتزاحمين والمتدفاعين من الخلف.
* مدير دورة الأكاديمية ل «الشروق»: «يجب أن نفهم أسباب الحادث احتراما لأرواح الضحايا»
* تونس «الشروق»: (مريم كادة)
اثر الحادث الأليم الذي جدّ بحفل ستار أكاديمي 4 في صفاقس، صرّح السيد ناجي الباز، مدير شركة ستار سيستام المكلفة بانتاج الطلاب بعد مغامرة الأكاديمية، في لقاء خاص ل «الشروق»:
«أود أن أتقدم بأحر التعازي لعائلات الضحايا. هذا لن يعيدهم للحياة ولكن الغاية من كلامي هو أن أقول لهم أننا نأسف لما حصل وأننا نحبهم من أعماقنا كما ان الذين ماتوا هم أبناؤنا.. كانت نيتنا أن ندخل بعض البهجة على حياة هؤلاء المتفرجين.. لكن حصل الذي حصل.
حسب رأيي، وفي مثل هذه الظروف، يجب حقا أن نفهم طبيعة الحادث الذي وقع. لأننا وأمام روايات متناقضة، لا يمكننا أن نستوعب الحادث أو نجد تفسيرا له. فقد انطلق الحفل قبل موعد بدايته بخمس دقائق. وبعد نصف ساعة، كانت المأساة. أعرف بالأساس أننا لن نعيد الحياة لهؤلاء الضحايا وإنما احتراما لذكراهم وللحياة وكرامة الانسان، يجب أن نفهم الحادث كي لا تقع مثل هذه الحوادث، والمهم كذلك هو ان لا نكتفي بالحديث عن مجرد تدافع لأننا نرى تدافعات عديدة كل يوم دون أن تكون الحصيلة سبعة قتلى.
ربما يكون السبب تقنيا أو لوجستيا نظرا لكثرة أو قلة الحواجز.. نحن لا نعرف إلى حد هذه الساعة. لذا نحتاج إلى تفسير كي لا تنقلب الحفلات إلى مآتم.
من جهة أخرى وبعد أن ألغي حفل بنزرت، قررنا أن نلغي كذلك حفل «بيال» ببيروت.
ويمكننا أن نعود إلى تونس مع ستار أكاديمي 4 في حالة واحدة هي أن يغنّي الطلاب في إطار حفل تذهب كل مرابيحه، وأؤكد على هذا الشرط، إلى عائلات الضحايا...».
* مأتم «ستار أكاديمي» بصفاقس: أخطاء وثغرات... فمن يتحمّل المسؤولية القانونية؟
* تونس الشروق:
أثار هلاك سبعة شبان واصابة 29 اثر تدافع في حفل «ستار أكاديمي» بصفاقس، العديد من الأسئلة والاشكاليات، عنوانها من يتحمّل المسؤولية؟
كل المعطيات تفيد بأن الحفل انطلق قبل انهاء ادخال الجمهور، وبمجرّد أن ظهرت العراقية شذى فوق الركح، بدأ التدافع للفوز بالفرجة، فسقط عدد من المتدافعين تحت الأرجل عند مدرّج الركح ممّا أدّى الى وفاة سبعة وجرح 29 كلهم شبان في العشرين من العمر.
حسب هذه الوقائع فإن هناك مسؤولية تقصيرية بمقتضى القانون، اذ أن عدم أخذ الاحتياطات اللازمة، وخاصة الأمنية والاسعافية، يحمل المسؤولية للمنظم.
فالفصل 217 من المجلة الجنائية ينصّ على أن «القتل غير العمد الواقع أو المتسبب عن تصور أو عدم احتياط او اهمال أو عدم تنبّه او عدم مراعاة القوانين يعاقب مرتكبه بالسجن... والخطية».
فالقضية تأخذ مجراها الجزائي حتى اذا لم يكن هناك فعل ارادي مادام في الحادث قتلى وهنا تأذن النيابة العمومية آليا بفتح بحث تحقيقي لتحديد المسؤوليات ثم احالة من توجه اليه التهمة على معنى المجلة الجنائية وكل القوانين ذات النظر، باعتبار وجود مسؤولية تقصيرية، فالقانون يفترض أخذ كل الاحتياطات في وسائل الأمان والحماية وكان يفترض ان تتم عملية بيضاء قبل بداية الحفل، كأن يجري التدرب على دخول الجمهور، وابعاد الطوابير عن بعضها البعض ووضع حواجز أمان... كما يقع في بعض البلدان.
وما دامت هناك مسؤولية جزائية، فإنه ستتبعها في مثل هذه الحالات مسؤولية مدنية، يطالب فيها الورثة من أهالي القتلى والمتضررين بتعويضات مادية. والمسؤولية المدنية أساسها تعاقدي، فالتذكرة التي تسلّم الى من يريد متابعة الحفل هي عبارة عن عقد بينه وبين المنظم، فالحريف يقدّم مالا لقاء خدمة، وهذه الخدمة يجب ان تكون مؤمنة وقانونية ومطابقة لمواصفات الأمان والسلامة التي تشترطها النصوص المنظمة لمثل هذه الحفلات.
اذن هناك أخطاء واخلالات وثغرات نجم عنها وفاة سبعة أشخاص واصابة 29، ورغم أنه ليس هناك ركن العمد فإن المسؤولية التقصيرية تحمل على المنظم، وهو ما يعني فتح تحقيق، وفي صورة ثبوت التهمة فالادانة فإنه يتأكد القيام بالحق الشخصي.
القضية الآن امام مكاتب النيابة العمومية ومن المنتظر أن تتم الاحالات قريبا.
* منجي الخضراوي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.