فاز المرشح المحافظ نيكولا ساركوزي في انتخابات الرئاسة الفرنسية يوم الاحد مكتسحا منافسته الاشتراكية سيجولين روايال على خلفية مشاركة جماهيرية ضخمة اعطته تفويضا قويا للإصلاح. وتدفق آلاف من الانصار اليمينيين الى وسط باريس للاحتفال بالنصر ولكن وقعت ايضا مناوشات بين المتعاطفين مع اليسار والشرطة في ميدان واحد على الاقل بباريس كما وردت تقارير عن وقوع اعمال عنف متفرقة في ضاحيتين قرب العاصمة. وفي كلمة امام أنصار حزبه تعهد ساركوزي بتمرير برنامجه الاصلاحي ووعد بشن حرب على البطالة وتعزيز الاخلاقيات الفرنسية. وقال إن"الشعب الفرنسي اختار التغيير. سأطبق هذا التغيير لأن هذا هو التفويض الذي حصلت عليه من الشعب ولأن فرنسا تحتاجه ولكني سأفعله مع كل الفرنسيين " متطلعا الى رأب الصدع الذي حدث خلال الحملة الانتخابية. وبعد فرز كل الاصوات تقريبا حصل ساركوزي على 53.1 في المئة من الاصوات مقابل 46.9 في المئة لروايال. وبلغت نسبة الاقبال نحو 85 في المئة وهي اعلى نسبة مشاركة جماهيرية في الانتخابات منذ عام 1981. ويمدد فوزه الملفت للنظر هيمنة اليمين التي بدأت قبل 12 عاما على السلطة ولكنه يمثل ايضا نهاية عصر. وسيتقاعد الآن الرئيس جاك شيراك البالغ من العمر 74 عاما بعد ان قضى فترتين كرئيس لفرنسا وهي قوة نووية تحتل مقعدا دائما في مجلس الامن الدولي. وقدم ساركوزي وهو ابن مهاجر مجري نفسه على أنه "مرشح العمل" متعهدا بتخفيف صرامة القواعد التي تلزم بعدم زيادة ساعات العمل الاسبوعية عن 35 ساعة من خلال تخفيض الضرائب على ساعات العمل الاضافية خلال الليل وتقليل نفقات الخدمة العامة وخفض الضرائب وشن حرب على البطالة. ورأي الناخبون في ساركوزي العنيد زعيما اكثر كفاءة من روايال وببرنامج اقتصادي اكثر اقناعا. وهنأ زعماء الاتحاد الاوروبي ساركوزي الذي وعد باعادة وضع فرنسا في مقعد قيادة أوروبا بعد ان رفض الناخبون الفرنسيون دستور الاتحاد الاوروبي في استفتاء جري في عام 2005. وقال"اليوم فرنسا تعود الى اوروبا." واتصل الرئيس الامريكي جورج بوش بساركوزي ليهنئه بالفوز وقال انه يتوقع قيام علاقات طيبة مع ساركوزي الذي جعل من اولوياته اصلاح الضرر الذي لحق بالعلاقات الفرنسية الامريكية نتيجة التوتر بسبب حرب العراق. وقال ساركوزي ان فرنسا ستكون صديقة لواشنطن. وسيتولى ساركوزي السلطة رسميا في 16 مايو ايار ثم يقوم بعد ذلك بتعيين حكومة ويبدأ في الحملة الدعائية للانتخابات البرلمانية في يونيو حزيران حيث يسعى الى الفوز بأغلبية من اجل تنفيذ الاصلاحات.