دمر السلاح الجوي الاسرائيلي مقر قيادة أمني تابعا لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في مدينة غزة يوم الخميس وقتل في الضربة الجوية الاسرائيلية اثنين على الاقل وجرح أكثر من عشرين. وتصاعد الدخان من المبنى المدمر في قلب مدينة غزة الذي شهد اقتتالا فلسطينيا على مدى ستة أيام من العنف الذي دفع الفلسطينيين الى شفا حرب أهلية شاملة. وأعلن الجيش الاسرائيلي انه نفذ هجوما جويا بمدينة غزة يوم الخميس وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي "يمكنني أن أؤكد أننا نفذنا هجوما جويا." وذكر سكان غزة وراديو حماس أن الهدف كان مبنى تابعا للقوة التنفيذية لحركة حماس التي تخوض مع فتح صراعا على الهيمنة الامنية في الاراضي الفلسطينية. وصرح متحدث باسم القوة التنفيذية بأن شخصين على الاقل قتلا وجرح أكثر من 20 ومازال البعض محاصرا تحت الانقاض. وقبل الضربة الجوية قالت ميري ايسين وهي متحدثة باسم ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي "كفانا. ستتخذ اسرائيل اجراءات دفاعية لحماية مواطنيها من صواريخ حماس هذه". وأصيب اسرائيليان على الاقل اصابات طفيفة من جراء اطلاق الصواريخ على بلدة سديروت في جنوب اسرائيل. وفي وقت سابق قالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان عددا محدودا من الدبابات والعربات المدرعة عبرت حدود غزة "لكنها لم تدخل للقيام بعملية هجومية." وبعد ان تراجع الاقتتال الفلسطيني في غزة اليوم الخميس عقب التوصل الى اتفاق جديد لوقف اطلاق النار وقع اشتباك جديد بين مسلحي حماس وفتح قتل فيه فلسطيني واحد على الاقل بينما هددت اسرائيل بتصعيد هجماتها على نشطين يطلقون صواريخ عبر الحدود. وأعقب أحدث اتفاق لوقف اطلاق النار يعلن في غزة منذ اندلاع الاشتباكات بين حماس وحركة فتح التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس انخفاض ملحوظ في مستوى العنف في باديء الامر. ثم اندلعت المعارك في بلدة رفح بجنوبغزة خلال تشييع جنازة نشط من حماس وقال شهود ان مقاتلا مواليا لفتح قتل. كما اصيب عدد من الاشخاص من بينهم شاب اصيب اصابة حرجة. وفي وقت سابق من يوم الخميس أعلنت حماس أن أحد أعضائها أصيب بالرصاص اصابة حرجة في قطاع غزة يوم الخميس رغم اتفاق الهدنة بينها وبين حركة فتح. واتهمت حماس مقاتلين ملثمين من فتح بتنفيذ الهجوم الذي وقع بمدينة غزة. ولم يرد رد فوري من فتح. وفي واقعة منفصلة اتهمت فتح مسلحين من حماس بخطف خمسة من أعضائها في خرق للهدنة التي تهدف الى منع الانزلاق الى حرب أهلية فلسطينية. وقتل أكثر من 40 شخصا في موجة الاقتتال الداخلي التي بدأت الجمعة وهي من أسوأ موجات العنف التي شهدها الفلسطينيون فيما بينهم. ويلزم عدد كبير من سكان غزة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة منازلهم منذ يوم الجمعة الماضي بينما كان المسلحون يتقاتلون على ارصفة الشوارع ومن فوق أسطح البنايات لفرض هيمنتهم. وظل العديد من المتاجر والمدارس مغلقا. وزاد الاقتتال الداخلي من معاناة الفلسطينيين الذين يتعرضون لعقوبات غربية فرضت على الحكومة التي تقودها حماس. ويرفض اولمرت اجراء محادثات سلام الى ان تعترف حماس بالدولة اليهودية وتنبذ العنف. ومن المرجح ان يلغي عباس سفره الى غزة اليوم الخميس لاجراء محادثات أزمة مع اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني وهو من قادة حماس. ولا يعرف الى اي مدى ستنجو حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت بين حماس وفتح قبل شهرين وكيف ستعمل. واقترح احمد يوسف المستشار السياسي لهنية ان تدعو السعودية ومصر قادة فتح وحماس لعقد قمة لتضميد الجروح. وبعد وساطة سعودية وافقت الحركتان في مكة على تشكيل حكومة وحدة دون حسم لقضية السيطرة على أجهزة الامن الفلسطينية والقوة التنفيذية التي شكلتها حماس وهي قضية يدور حولها الاقتتال بين الفصيلين. وفي اسرائيل يواجه اولمرت مشكلة اخرى. فهو يجاهد للبقاء في منصبه بعد ان انتقد تقرير رسمي اداءه في الحرب التي نشبت بين اسرائيل وحزب الله في لبنان العام الماضي ويتعرض الان لضغوط عنيفة لوقف الهجمات الصاروخية دون التورط في صراع اخر غير حاسم. وفي الوقت نفسه يعلم اولمرت ان القيام برد عسكري اسرائيلي واسع النطاق في غزة يمكن ان يؤثر على مسار الصراع الدائر على السلطة بين فتح وحماس. وتريد اسرائيل لعباس ان ينتصر لكن المساعدة المعلنة لفتح يمكن ان تأتي بنتائج عكسية اذا تمكنت حماس من تصوير عباس على انه متحالف مع الدولة اليهودية التي يعتبرها غالبية الفلسطينيين العدو الحقيقي. وتوعدت الحكومة الاسرائيلية برد شديد على الهجمات الصاروخية. وقتل في ضربات جوية اسرائيلية امس الاربعاء خمسة من نشطي حماس. وأعلن مسؤولون اسرائيليون ان الدولة اليهودية لا تعتزم ضرب القيادة السياسة لحماس كما قللوا من امكانية قيامها بهجوم بري متواصل وصرحوا بأن الارجح هو ان تقوم اسرائيل بعمليات سريعة تدخل وتخرج خلالها من غزة في محاولة لاقامة منطقة عازلة.