إشتبك الجيش اللبناني يوم الاحد مع متشددين يتمركزون في مخيم للاجئين الفلسطينين في شمال لبنان حيث قتل 48 شخصا في اسوأ عنف دموي داخلي منذ انتهاء الحرب الاهلية التي اندلعت بين عامي 1975 و1990. وقتل 23 من جنود الجيش و15 مسلحا في الاشتباكات التي اندلعت قبيل الفجر قرب مخيم نهر البارد وتوسعت الى مدينة طرابلس السنية في شمال لبنان. وقال وزير في الحكومة ان الاشتباكات مع جماعة فتح الاسلام التي تقول الحكومة انها مدعومة من سوريا تبدو في هذا الوقت محاولة لعرقلة خطوات الاممالمتحدة لتشكيل المحكمة الدولية لمحاكمة المشتبه بتورطهم في اغتيالات سياسية بلبنان. وقالت مصادر أمنية ان 15 مسلحا من المتشددين قتلوا حين اقتحمت القوات مباني في طرابلس كان بعضهم يتحصن بها. واضافوا ان اربعة متشددين سلموا انفسهم بعدما كان يعتقد انهم قتلوا في المخيم. وقال مسؤولون فلسطينيون في المخيم الذي يضم 40 الف لاجيء ان عشرة مدنيين على الاقل قتلوا واصيب 50. ولم يصدر تأكيد من مسؤولين لبنانيين لمقتل مسلحين داخل المخيم. وقال مصدر عسكري ان الجيش استهدف مواقع المتشددين في المخيم بنيران الدبابات وقذائف المورتر والاسلحة الرشاشة. واصيب أكثر من 20 جنديا اجمالا. وطلبت اللجنة الدولية للصليب الاحمر السماح لها بدخول المخيم. وقالت فرجينيا ديلا جوارديا المتحدثة باسم اللجنة لرويترز "لم نتمكن (من الدخول) بسبب القتال الشرس. لا نعرف كم عدد من أصيبوا هناك في الداخل." وقالت جماعة فتح الاسلام السنية ان الجيش "قام بهجوم غير مبرر" على عناصرها. وجاء في بيان للمكتب الاعلامي لحركة فتح الاسلام وصل بالفاكس لرويترز "اننا نحذر الجيش اللبناني من مغبة استمرار الاعمال الاستفزازية ضد مجاهدينا التي سوف تفتح عليه وعلى لبنان كله نيرانا وبراكين لن تغلق الا باذن واحد أحد." ولم يتسن للوكالة التأكد من صحة البيان. وشدد الجيش قبضته حول مخيم نهر البارد منذ ان اتهمت السلطات اربعة اعضاء سوريين في جماعة فتح الاسلام بزرع قنابل في حافلتين في منطقة مسيحية بالقرب من بيروت في فبراير شباط. وقتل ثلاثة مدنيين في هذه الهجمات. وتضم جماعة فتح الاسلام في صفوفها لبنانيين وسوريين وفلسطينين. وزعيم الجماعة فلسطيني. وربط وزير الشباب والرياضة احمد فتفت الذي كان يتحدث في مدينة طرابلس يوم الاحد بين الاشتباكات وما قال انه مسعى لعرقلة خطوات انشاء المحكمة الدولية لمحاكمة المشتبه بهم في اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري. وخلص تقرير للامم المتحدة الى ضلوع سوريا ومسؤولين لبنانيين في مقتل الحريري. وتنفي دمشق اي دور لها في الاغتيال كما تنفي اي علاقة لها بفتح الاسلام التي يقول زعيمها شاكر العبسي انه لا يوجد اي علاقة تنظيمية للجماعة مع تنظيم القاعدة لكنهما يتفقان على مقاتلة "الكفار". وقالت سوريا انها اغلقت معبرين حدوديين مع شمال لبنان بسبب العنف في المنطقة. وبقي المعبر الرئيسي مفتوحا. وقال فتفت لتلفزيون المستقبل اللبناني المؤيد للحكومة "هناك من يحاول خلق بلبلة امنية يحاول ان يقول فعلا للرأي العام العالمي انظروا.. اذا بتت المحكمة فسيضطرب الامن في لبنان." ووصفت جماعة 14 اذار (مارس) المناهضة لسوريا والتي تهيمن على الحكومة العنف بأنه هجوم "اجرامي" يأتي ترجمة للتهديدات التي أطلقها رأس الحكم في سوريا باحراق لبنان اذا تشكلت المحكمة الدولية. ووزعت الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا الاسبوع الماضي مشروع قرار بتشكيل المحكمة الدولية. وقال الجيش ان الاشتباكات بدأت عندما هاجم اعضاء فتح الاسلام مراكز الجيش في محيط المخيم وفي طرابلس شمال لبنان. وأرسل الجيش تعزيزات الى محيط مخيم نهر البارد ولكنه لم يقتحم المخيم تمشيا مع اتفاقية تعود الى عام 1969 تحظر على قوات الامن اللبنانية دخول المخيمات الفلسطينية. وأظهرت لقطات تلفزيونية لمبنى في طرابلس اقتحمه الجيش اللبناني جثثا احترق بعضها وسط حطام متناثر. وذكرت مصادر امنية ان قوات الامن تحاول أيضا اعتقال عدد من اعضاء فتح الاسلام المشتبه بانهم سطوا على بنك في المدينة يوم السبت. وكانت مجموعة منهم اعتقلت. وتشكلت الجماعة العام الماضي من مسلحين انشقوا عن جماعة فتح الانتفاضة المؤيدة لسوريا. من نزيه صديق (شارك في التغطية مكتب بيروت)