أرسلت الولاياتالمتحدة المزيد من الذخائر يوم السبت الى لبنان الذي يصارع جيشه لكي يتغلب على مجموعة من المتشددين الاٍسلاميين المسلحين المختبئين داخل مخيم للاجئين الفلسطينيين. وقالت جماعة فتح الاسلام المتشددة التي تعهدت بالقتال حتى الموت في بيان ان الامدادات العسكرية الامريكية تتضمن غاز الاعصاب وقنابل عنقودية. وقالت في بيان تلاه ابو سالم طه المتحدث باسم الجماعة انه اذا استخدم الجيش اللبناني اسلحة غير تقليدية فان الجماعة سترد بهجمات غير تقليدية في كل مكان. وقال متحدث باسم الجيش اللبناني انه ليس لديه رد على ما وصفها بالمزاعم الكاذبة والتي لا تستحق التعليق عليها. وقالت مصادر بالمطار ان ثلاث طائرات شحن تابعة للسلاح الجوي الامريكي هبطت في مطار بيروت وأنزلت الذخائر ومعدات أخرى مرسلة للجيش. وكانت ست طائرات من الولاياتالمتحدة وحلفائها العرب تقل مساعدات عسكرية مشابهة وصلت يوم الجمعة. ووصلت الشحنات التي جرى التعهد بها منذ شهور ولكن تم الاسراع بارسالها بعد اندلاع القتال بين الجيش اللبناني والمتشددين من فتح الاسلام في 20 مايو ايار في الوقت الذي عزز فيه الجنود اللبنانيون مواقعهم حول مخيم نهر البارد القاعدة الاساسية للمتشددين. وذكرت مصادر أمنية أن قوات الامن فتشت المباني والمنازل في مدينة طرابلس القريبة وقرى أخرى بحثا عن متشددين ربما تسللوا عبر الحواجز. وصمدت هدنة هشة بين المقاتلين منذ يوم الثلاثاء بالرغم من اشتباكات متقطعة. وأسفر القتال وهو أسوأ أعمال عنف داخلي منذ الحرب الاهلية في لبنان التي استمرت من عام 1975 وحتى عام 1990 عن سقوط 78 قتيلا على الاقل هم 33 جنديا و27 متشددا و18 مدنيا. ويختبيء الالاف الذين فروا من القتال في مخيم قريب للاجئين ومناطق أخرى. وغادر نحو 150 لاجئا معظمهم من النساء والاطفال مخيم نهر البارد يوم السبت. وقال أحد اللاجئين ويدعى عبد العال لرويترز أثناء مغادرته المخيم الذي كان يضم نحو 40 ألف لاجيء قبل الصراع ان الوضع بالداخل مأسوي وأن هناك دمارا شاملا كما تحولت المنازل الى حطام. وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر انها نقلت ثلاث شاحنات محملة بالغذاء والماء والشموع الى نهر البارد الذي ما زال به عشرة الاف لاجيء على الاقل. كما نقلت اللجنة 30 طنا من الغذاء الى 12 ألف لاجيء نزحوا الى مخيم قريب. ووصلت قافلة من 12 شاحنة أيضا من الامارات العربية المتحدة الى المنطقة وبدأت توزيع المساعدات. وتعهد زعماء لبنانيون بالقضاء على جماعة فتح الاسلام التي يقودها فلسطيني لكنها لا تحظى بتأييد كبير بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الذين يبلغ تعدادهم نحو 400 الف شخص. وذكر مسؤولون أنهم يمنحون الوسطاء الفرصة لاقناع المتشددين بتسليم أنفسهم قبل اعطاء أوامر للجيش بالتحرك صوب المخيم. ولا يسمح للجيش اللبناني بدخول مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ومجموعها 12 مخيما وفقا لاتفاق عربي أبرم عام 1969 . وكان الشيخ حسن نصر الله أمين عام حزب الله صرح يوم الجمعة بأن اقتحام مخيم نهر البارد خط أحمر سيدفع البلاد الى دائرة من العنف لا يمكن السيطرة عليها. وحزب الله هو اكثر الجماعات نفوذا بالبلاد لكنه على خلاف مع الاغلبية الحاكمة المناهضة لسوريا. وتوعدت جماعة تطلق على نفسها اسم تنظيم القاعدة في بلاد الشام بتنفيذ تفجيرات في لبنان وهجمات ضد المسيحيين مالم تسحب بيروت قواتها من حول مخيم نهر البارد. وكانت ثلاثة انفجارات هزت بيروت الاسبوع الماضي وأسفرت عن مقتل امراة واصابة نحو 20 شخصا. ويقول زعماء لبنانيون مناهضون لسوريا ان فتح الاسلام هي اداة بيد المخابرات السورية وهو ما تنفيه دمشق والجماعة نفسها. (شارك في التغطية نديم لادقي في بيروت) من نزيه صديق