قال عبدالرحمن شلقم وزير الخارجية الليبي ان ردود افعال بعض الكتاب في وسائل الاعلام العربي بعودة العلاقات الليبية الأميركية سببه ان بعضهم ينطلق من خدمة أنظمة عربية لا تريد الخير لليبيا والشعب الليبي, وترى ان وجود علاقة قوية بين ليبيا والولاياتالمتحدة سيكون على حساب علاقة هذا النظام او ذاك بالادارة الاميركية، والاخر يستفيد من ليبيا عندما تكون في معارك مع الآخرين معتقداً بأن ذلك يوفر له مصالح مادية هي اقرب الى الابتزاز. واوضح شلقم في لقائه مع مجلة الكفاح العربي أن الكثير من زملائي وزراء الخارجية العرب اتصل مباركاً ومرحباً بهذه الخطوة. لأن العلاقة بين ليبيا وأميركا ستخدم القضايا العربية. وان أي وجود ليبي سياسي وثقافي واقتصادي في الولاياتالمتحدة سيكون جهداً مضافاً الى الجهود التي تخدم القضايا العربية. وبيّن وزير الخارجية الليبي أن النقاش مع الامريكان كان حول القضايا الاقليمية والدولية مفصولاً تماماً عن القضايا الثنائية، ولا توجد اي شروط امريكية على ليبيا سواء ما يتعلق بسلام الشرق الاوسط او حصر العلاقة مع السلطة الفسطينية بجناحها الرئاسي لا الحكومي وذلك في معرض رده على سؤال المجلة. وتابع الوزير نحن نسلم بخيارات الشعب الفلسطيني, وانطلاقاً من هذا الاعتبار استقبلنا قبل اسابيع رئيس «حماس» خالد مشعل ووزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار، وان دفع المساعدات للشعب الفلسطيني في ليست محلا للنقاش مع احد وهي قضية سيادية. واضاف ان بريطانيا قامت بدور الوسيط في المفاوضات بينا وبين امريكا في البداية لكن بعد ذلك انطلقنا بلقاءات ثنائية. وبدأنا بمناقشة كل الملفات الى ان وصلنا الى ما وصلنا اليه. وبخصوص قضية لوكربي قال شلقم ان ليبيا لم تخرج منها بأقل الأضرار لكنها خرجت بأكبر الفوائد ، واعتبر ان الطريقة التي عالجت بها بلاده ازمة لوكربي كانت بقمة الشجاعة والحكمة والمسؤولية. بل مثلت مدرسة ذكية من مدارس ادارة الأزمات ومعالجتها. وقال شلقم انه لا تعارض بين المطالبة بتعويضات عن العدوان الامريكي على ليبيا عام 86 وبين العلاقات مع الولاياتالمتحدة ، وسيبقى هذا العدوان الأميركي مداناً على مدى التاريخ ولا يستطيع أحد أن يلغيه ونحن ما زلنا نقيم الاحتفالات بذكرى المعارك مع الطليان. ونحيي ذكرى استشهاد شيخ المجاهدين عمر المختار. وما زلنا نطالب ايطاليا بالتعويض على استعمارها لليبيا. ومع هذا لنا علاقات دبلوماسية مع ايطاليا, وهي شريكنا الاقتصادي الأول في العالم وفي ما يتعلق من اعلان بعض الدول العربية انها لعبت دورا في اعادة العلاقات بين ليبيا وأميركا قال شلقم " اطلاقاً. لا يوجد دور لأي دولة عربية, لقد كانت ثمرة مفاوضات ثنائية ومباشرة ومضنية وطويلة" .