أحمد الحلبي ليس كأي شرطي مرور عادي فقد تخلى الرجل المتدين الملتحي عن عمله كبائع حلوى ليصبح عضوا في القوة التنفيذية التابعة لحركة المقاومة الاسلامية (حماس). ونجح الحلبي وزملاؤه في حماس في الإطاحة بخصومهم من حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس رغم أنهم يفوقونهم عددا بنسبة تصل الى أربعة الى واحد وذلك خلال أقل من أسبوع من الاقتتال بين الفصيلين. وقال دبلوماسيون ان سوء التخطيط من جانب فتح وتأخير اسرائيل دخول شحنات أسلحة الى غزة منحا الغلبة لقوات حماس الأقل عددا لكن دوافعها أقوى. وقال الحلبي الذي يتضمن عمله حاليا تنظيم المرور أمام مقر عباس المهجور في مدينة غزة "لم يكن المال دافعي. أردنا أن نحمي الناس." وبعد الهزيمة الساحقة التي منيت بها قوات فتح لم يعد للقوة التنفيذية البالغ قوامها 6000 فرد خصم يعتد به. ورد عباس على الاستيلاء على قطاع غزة الساحلي بالقوة باقالة الحكومة الوحدة التي قادتها حماس وتشكيل حكومة جديدة في الضفة الغربيةالمحتلة. ثم أعلن عباس حظر القوة التنفيذية التي يشير اليها خصومها في سخرية باسم الميليشيا السوداء أو البشمركة وهو تعبير معناه الحرفي "الذين يواجهون الموت" لكن فتح تستخدمه بمعنى القاتل المأجور. وقال اسلام شهوان المتحدث باسم القوة التنفيذية ساخرا في مكتبه الجديد الرحب داخل المقر الرئيسي السابق لقوات الامن الموالية لعباس ان الرئيس الفلسطيني أصدر قرارات مماثلة من قبل. وكان المكتب الذي يجلس فيه شهوان البالغ من العمر 28 عاما والمليء بأثاث مغطى بالجلد الاسود يستخدمه اللواء جمال كايد القائد المخضرم لقوات الامن الوطنية التابعة لعباس في غزة. واعتقلت حماس كايد ومسؤولين أمنيين آخرين. وقالت حماس انه نال "عفوا". وقال شهوان ان القوة التنفيذية كانت تملك سلاحا لا تملكه فتح وهو الايمان. وذكر أن قوات فتح كانت مسلحة ببعض الأموال والسجائر. وتقول واشنطن ان القوة التنفيذية وجناح حماس العسكري تسلحهما وتمولهما ايران وحلفاء اسلاميون آخرون. وقال شهوان ان رجاله كانوا مشغولين بمهام الشرطة العادية مثل مكافحة المخدرات والجرائم الصغيرة وتقليل اختناقات المرور لا بقتال فتح. وتقع تلك المهام في العادة على عاتق الشرطة لكن كمال الشيخ قائد الشرطة الموالي لعباس كان قد منعها من تنفيذ أوامر حكومة حماس. وقال للتلفزيون الفلسطيني الذي يسيطر عليه عباس في رام الله بالضفة الغربية حيث مقره ان كل من يطيع أوامر حماس سيقال ويحرم من أي حقوق. ويرى أفراد من القوة التنفيذية حاليا على الطرق الرئيسية يوجهون حركة المرور. بينما استولى اخرون على معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر حيث تولوا تفتيش الحقائب وختم جوازات السفر يوم الاثنين. وأغلق المعبر منذ ذلك الحين. وربما كان الفوز في معركة الشوارع هو الجزء السهل. وتواجه حماس حاليا مشكلة ادارة قطاع ساحلى يعتمد على المساعدات ومعزول اقتصاديا ودبلوماسيا لا من قبل اسرائيل وقوى غربية وعربية رئيسية فحسب بل ايضا من الضفة الغربيةالمحتلة حيث مقر حكومة الطواريء التي شكلها عباس. لكن معظم رجال شهوان لا يساورهم القلق فيما يبدو. وأمام مقر عباس وقف 20 من أفراد القوة التنفيذية يلوحون ببنادقهم في الهواء ويهتفون معا "الله غايتنا والجهاد سبيلنا والقران كتابنا والاستشهاد أغلى أمانينا". وقال زياد الشنباري الذي كان يعمل سائقا لسيارة أجرة ثم أصبح يشارك في دوريات في شوارع غزة ضمن صفوف القوة التنفيذية انه انضم الى القوة أملا في دخول الجنة لا من أجل المال. من نضال المغربي