قالت عائلة رجل سعودي ضرب حتى الموت داخل مركز احتجاز تابع لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية ان من الضروري اخضاع الهيئة المثيرة للجدل لقيود مشددة. كان سلمان الحريصي البالغ من العمر 28 عاما توفي في الرياض الشهر الماضي بعد أن احتجزته هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي هيئة مستقلة مع 11 من أفراد أسرته للاستجواب بشأن اتهامات بحيازة خمور. وقالت السلطات هذا الاسبوع ان أحد أفراد قوة الهيئة سيحاكم بخصوص وفاة الحريصي لكنها برأت ساحة عشرة اخرين. وما زال سبعة اخرون قيد الاستجواب بخصوص الحادث الذي سبب حرجا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وفي حادث آخر توفي رجل يبلغ من العمر 50 عاما بأزمة قلبية بينما كان في مركز احتجاز تابع للهيئة في بلدة تبوك خلال الشهر الجاري. وبدأت عائلته في اتخاذ اجراءات قانونية. وقال علي الحريصي أحد أشقاء سلمان السبعة "احنا عندنا جهاز اسمه هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. أمر بالمعروف يعني أنا امرك بالمعروف بالرفق .. بكل أدب." وأضاف "أي عمل لابد انه فيه من الضبط والربط والتوجيه الصحيح ومعاملة المجتمع ومعاملة البشر بسواسية" وجادل بضرورة ان يبرز افراد الهيئة بطاقات هويتهم. وقال الحريصي انه يعتبر هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر جهازا ساميا "في خدمة المجتمع وفي مساعدة الناس لمساعدة أنفسهم على الحق. لكن المشكلة .. أفراد وأسأل الله أنهم قلة وأنا على يقين أنهم قلة." ويتمتع أفراد الهيئة بسلطات واسعة لفرض حظر على المخدرات والخمور والدعارة تخولهم التدخل لمنع الاختلاط بين الرجال والنساء غير المحارم في الاماكن العامة. ويقول رجال الدين ان الهيئة تلعب دورا محوريا في تطبيق الشريعة لكن منتقدين يقولون ان رجالها يشكلون تحديا للحقوق المدنية. ووصف أفراد عائلة الحريصي لرويترز كيف داهم أكثر من عشرين من أفراد الهيئة منزلهم في أحد الاحياء الفقيرة بالرياض الشهر الماضي بحثا عن خمور. وقال خالد الكعبي (24 عاما) وهو واحد من 12 شخصا ألقي القبض عليهم في تلك الليلة "ضربة واحدة جاءت بالعصا وبعدين صار الضرب بالرجل وباليد ... أكيد انهم هايجين .. هذا مو طبيعي .. صاروا يضربون عشوائيا والضرب أكثر شيء على سلمان." وذكر أنهم قالوا لهم "أنتم مخانيث .. عبيد .. هذا مستواكم" وأضاف أنه كان هناك نساء من أقاربهم في المنزل. وقالت السلطات هذا الاسبوع ان تسعة من المحتجزين سيمثلون أمام المحكمة بتهمة ترويج وحيازة الخمور وحيازة مخدرات بقصد التعاطي ومقاومة الاعتقال. وتقول العائلة ان السلطات لم توجه اتهاما رسميا بعد لاي من أفرادها. وقال الكعبي انه شاهد لاحقا اثنين من أفراد هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يضربون سلمان لنحو ساعة في أحد مكاتب الهيئة. ولم ترد الهيئة بعد على طلب لرويترز لاجراء مقابلة لكن نائب رئيسها ابراهيم الحويمل أبلغ قناة الجزيرة القطرية هذا الاسبوع أن سياسة الهيئة تحظر العنف في عمليات الاستجواب وتضمن التحقيق في أي انتهاكات تقع. وقال محمد الحريصي والد سلمان والبالغ من العمر 73 عاما "أنا الان أطالب بالقصاص ... في الذي سببته الهيئة" وأضاف أنه ظل محتجزا لعدة أيام بعد وفاة ابنه. "شعوري طبيعي .. شعوري اتكدر .. الناس ما عندهم ضمير .. لو كان عندهم ضمير ما سووا (ما تصرفوا) بالطريقة دي. اذا عندهم استدعاء يطرقون الباب ويطلبوا أبوه ويقولوا لابوه سلمه لنا." من أندرو هاموند