قررت السويد وضع حد للهجرة الكثيفة للعراقيين الذين اصبحوا في بضع سنوات الجالية الاجنبية الثانية في البلاد وذلك عبر رفض طلبات الاقامة من بعض الرعايا الذين يقيمون في المملكة الاسكندينافية. واعلنت اجهزة الهجرة الجمعة انه بات على العراقيين المتحدرين من وسط وجنوب العراق طالبي اللجوء الى السويد ان يثبتوا انهم مهددون بصفة فردية للحصول على اذن بالاقامة. وحتى الان كان العراقيون المتحدرون من شمال العراق هم الوحيدون الذين يمكن ان ترفض طلبات اللجوء التي يتقدمون بها. واوضح دان الياسون المدير العام لاجهزة الهجرة في السويد لوكالة فرانس برس "اذا لم يكونوا مهددين بصفة فردية او يتعرضون للمضايقة فلن يكون بامكانهم البقاء في بلادنا" مشيرا الى ان الوضع العام في العراق لا يمكن ان يبرر اصدار اذن بالاقامة بصورة تلقائية. ويتزايد عدد العراقيين اكثر فاكثر في التوجه الى السويد الدولة المعروفة باستضافتها للاجئين وحيث لهم اقارب اصلا وصلوا الى البلاد خلال موجات هجرة سابقة. وتستقبل السويد العدد الاكبر من هؤلاء اللاجئين في اوروبا مع اكثر من 80 الف عراقي. ويشكل العراقيون الجالية الثانية من اصل اجنبي بعد الفنلنديين. ومنذ بداية العام الحالي تقدم ما بين تسعة الى عشرة الاف عراقي بطلب للحصول على اللجوء السياسي في السويد كما قال الياسون مقابل 8900 طلب طيلة العام الماضي واقل من ثلاثة الاف طلب في 2005. من جهة اخرى اوضحت اجهزة الهجرة انها اصدرت 4700 اذن بالاقامة الدائمة بين كانون الثاني/يناير وحزيران/يونيو. واضافت "في المرحلة الاولى ستتم دعوتهم للعودة طوعا الى بلادهم بمساعدة الحكومة. واذا رفضوا قد تتم اعادتهم الى بلادهم بالقوة اذا اقتضى الامر". وبحسب الياسون فان هذا القرار مبني على موقف اتخذته محكمة استئناف الهجرة التي تعتبر انه "لا وجود لنزاع مسلح في العراق بحسب تحديد التشريع السويدي". واوضحت ادارة اجهزة الهجرة ان هذا القرار يعود لحالات حديثة للاجئين متحدرين من بغداد ومن جنوب العراق وهي حالات قد يصلح فيها الاجتهاد. وهكذا وجد عراقي من بغداد نفسه امام رفض طلبه للحصول على اذن بالاقامة لانه لم يثبت تهديدا سوى التهديد الذي يواجهه اي من سكان بغداد المعرضة للعنف اليومي. وعلى العكس فان عراقيا كاثوليكيا مهددا جسديا حصل على اذن بالاقامة الدائمة. وياتي قرار اجهزة الهجرة في حين دقت الحكومة السويدية ناقوس الخطر لدى الاتحاد الاوروبي في شباط/فبراير. وكان وزيرا الشؤون الاوروبية والهجرة السويديان دعيا الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي الى استقبال مزيد من طالبي اللجوء الاتين من العراق معتبرين ان السويد لا يمكنها ان تضطلع لوحدها بهذه المسؤولية. وسرعان ما اثار الاجراء الجديد الجمعة انتقادات. واعتبر الامين العام للصليب الاحمر في السويد كريستر زيتيرغن "ان الحكم الذي اصدرته محكمة استئناف الهجرة غير معقول. ان ما يجري في العراق نزاع مسلح يضرب بطريقة عشوائية وان امكانيات توفير الحماية منه معدومة" بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء السويدية. من جهته وردا على اسئلة وكالة الانباء السويدية ايضا قال بيتر والنستين البرفسور المتخصص في الابحاث حول السلام والنزاعات في جامعة اوبسالا "ان ذلك يدعوني الى الاستغراب ان لم اقل الصدمة". واضاف "انها اسوأ حرب في العالم في الوقت الراهن".