جرت مساء أمس الثلاثاء محادثات بين الرئيس زين العابدين بن علي والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يؤدي زيارة صداقة وعمل لتونس بدعوة من سيادة الرئيس. وافاد الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ان المحادثات التي سادتها مشاعر المودة المتبادلة مكنت من استعراض مسيرة علاقات الصداقة العريقة والممتازة والتعاون المثمر القائمة بين تونس وفرنسا وافاق مزيد تطويرها وتوسيعها. واعرب الرئيسان عن ارتياحهما للتطور المستمر الذي تشهده علاقات التعاون والشراكة بين البلدين في مجالات التعاون الاقتصادي والاستثمار والمبادلات التجارية والتعاون الفني والعلمي. وثمن سيادة الرئيس الاهتمام الذي اولاه الجانب الفرنسي لتحقيق اهداف المخطط الحادي عشر للتنمية واكد على المناخ الملائم لتنمية الاعمال والشراكة وتوسيعها باستهداف قطاعات واعدة كقطاع التكنولوجيات الحديثة والبحث العلمي والصحة واحداث مشاريع جديدة في مجالات الصناعة. كما اكد سيادة الرئيس الاهمية التي توليها تونس لتحسين ظروف اقامة الجالية التونسية بفرنسا. وعلى صعيد اخر تبادل الرئيسان وجهات النظر بشان مشروع الرئيس الفرنسي لانشاء اتحاد متوسطي. وجدد رئيس الدولة ترحيب تونس بهذا المشروع وحرصها على ان يحظى بمشاورات مكثفة بين جميع الاطراف وان تتكامل اهدافه من اجل تنمية متضامنة ومستديمة ودعم عوامل التعاون والامن والاستقرار والسلم بالمنطقة. كما جدد بالمناسبة تعلق تونس بالكيان المغاربي كخيار استراتيجي يستجيب لتطلعات الشعوب المغاربية. وتناولت المحادثات ايضا موضوع الهجرة وسبل تطوير التعاون في هذا المجال والحرص على معالجتها في اطار اتفاقيات تعاون وعبر مساندة جهود الدول المعنية على تحقيق اهدافها التنموية. وتطرق الرئيسان على مستوى اخر الى قضايا الساعة وبالخصوص تطورات الاوضاع بالشرق الاوسط وافاق ايجاد تسوية عادلة وشاملة لقضايا المنطقة ولا سيما القضية الفلسطينية. وقد ابرزت المحادثات توافق وجهات النظر بشان المسائل المطروحة وحرص البلدين على مواصلة دعم التشاور السياسي والحوار بخصوص مختلف المسائل وذلك من اجل تصور افضل لمستقبل التعاون الثنائي تجسيما للارادة المشتركة على العمل في اطار نظرة استراتيجية للعلاقات بين تونس وفرنسا. وكان رئيس الجمهورية الفرنسية السيد نيكولا ساركوزي قد حل بعد ظهر أمس الثلاثاء بتونس في زيارة صداقة وعمل بدعوة من الرئيس زين العابدين بن علي الذي كان في استقبال ضيفه بالمطار الرئاسي تونسقرطاج. وعند مدرج الطائرة تصافح الرئيسان بن علي وساركوزي بحرارة. وحيا رئيسا الدولتين اثر ذلك العلم على أنغام النشيدين الوطنيين للبلدين قبل أن يستعرضا تشكيلة من الجيوش الثلاثة أدت لهما التحية. وصافح الرئيس ساركوزي عقب ذلك الشخصيات التي حضرت لاستقباله وهم بالخصوص النائب الاول لرئيس التجمع الدستوري الديمقراطي والوزير الاول ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس المستشارين والامين العام للتجمع وأعضاء الحكومة ووالي تونس ورئيس بلدية العاصمة. وصافح الرئيس زين العابدين بن علي من جهته اعضاء الوفد المرافق لرئيس الدولة الفرنسية.
