مازال الصراع الداخلي يمزق حركة فتح وذلك بعد شهر من فقدها السيطرة على غزة امام حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ويعتقد البعض ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد يفقد أيضا السلطة في الضفة الغربية اذا لم يتم اصلاح حركة فتح التي يتزعمها . ويقول أنصار حركة فتح ان الصراع على السلطة والفساد وإنعدام الزعامة منذ وفاة الزعيم الرمز ياسر عرفات في عام 2005 اسهم كله في الهزيمة التي لحقت بفتح على يد مقاتلي حماس في غزة. وسيطرت حماس على مباني السلطة الفلسطينية في غزة في 14 يونيو حزيران وجعلت سلطة عباس تتقلص الى الضفة الغربيةالمحتلة وهي المنطقة الأكبر من المنطقتين اللتين يسيطر عليهما الفلسطينيون. ونهبت بعض منازل ومكاتب زعماء فتح وفر مئات من قطاع غزة وقال الجناح المسلح لحماس انه"اعدم" واحدا على الاقل من نشطي فتح البارزين. وقال سفيان ابو زايدة الذي اضطر للخروج من غزة بعد ان خطفته حماس وهددت حياته انه بعد مرور شهر لم أر اي تحرك في اتجاه الاصلاح داخل فتح وهذا مصدر قلق كبير . وأضاف انه توجد علامات على ان فتح مازالت لم تفق بعد. وأردف قائلا لرويترز في الضفة الغربية انه اذا ظلت الأمور دون تغيير في فتح فانها تتجه نحو كارثة ثالثة . وقبل فقد السيطرة على غزة كانت فتح قد خسرت بالفعل انتخابات برلمانية امام حماس قبل 18 شهرا في صفعة مذهلة لحركة اعتادت على السلطة دون اي تحديات. ويقول مسؤولون في فتح ودبلوماسيون عرب وغربيون في المنطقة انه اذا لم تتغير فتح الان فقد تنهار وتترك فراغا قد يشغله الاسلاميون . وفي رد على أزمة غزة اعلن عباس في الشهر الماضي حالة الطواريء وعزل رئيس الوزراء الفلسطيني وعضو حماس اسماعيل هنية. ولكن هنية تحدى هذا الامر وشددت حماس سيطرتها على قطاع غزة. وفتح هي مرساة منظمة التحرير الفلسطينية ولكن مصداقيتها تأثرت في نظر كثيرين مع رفض الحرس القديم من الزعماء التقاعد لافساح الطريق امام جيل أصغر. ويأتي الزعماء الاكبر سنا الى حد كبير من الحركة التي أسسها عرفات في المنفى في عام 1965 في حين تمثل الى حد كبير الشخصيات الاصغر سنا جيلا نشأ في ظل الاحتلال الاسرائيلي. ويتهم اتباع كثيرون عباس بأنه بعيد وضعيف اكثر مما يجب ولا يحظى بالسيطرة الشخصية التي كان يتمتع بها عرفات على العناصر المتباينة التي كانت تجعل حركة فتح متماسكة. وكثيرون من اكثر زعماء فتح الشبان تأثيرا اما معتقلون في اسرائيل او انعدمت الثقة فيهما خلال المواجهة مع حماس في الشهر الماضي. ولم يتبق زعماء بارزون في غزة لتحدي حماس في السيطرة على قطاع غزة الساحلي. وناقش مسؤولو فتح الاصلاحات في الاسابيع الاخيرة ولكن البعض يجادل بان التجديد الحقيقي يتطلب رحيل الحرس القديم الذي يسيطر على أموال فتح. وقال ابو علي شاهين المسؤول البارز في فتح ان هؤلاء الذين اسهموا في هذا الفشل لابد وان يستقيلوا. واضاف انه يعتقد انه مازال من الممكن إصلاح فتح ولكن هذا الأمر سيستغرق وقتا . ويرى المبعوث الامريكي السابق في الشرق الاوسط دينيس روس ان هناك حاجة للاصلاح الفوري داخل فتح لتفادي سيطرة حماس بشكل كامل على الحياة السياسية الفلسطينية. وقال "اذا سيطرت حماس فسيصبح الامر حينئذ صراعا دينيا." واردف قائلا في صحيفة اسرائيلية "فتح لن تبقى مسؤولة الا عن الضفة الغربية اذا تغيرت." وقال "عليها انهاء صورة وواقع فسادها. عليها ان تثبت ان بوسعها تقديم حياة أفضل للفلسطينيين وتحقيق الطموحات الوطنية الفلسطينية .اذا لم تفعل ذلك فانها ستخسر في الضفة الغربية." وفي أعقاب الهزيمة في غزة اعترف مسؤولون كبار في فتح بان استمرار سيطرتهم في الضفة الغربية التي يعيش فيها 2.5 مليون شخص يرجع الى حد ما الى القوات الاسرائيلية. وصرحت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني في تصريحات نشرت يوم الخميس بأن أي انسحاب اسرائيلي في الظروف الحالية سيتضمن خطر وقوع الضفة الغربية في براثن حرب أهلية وسيكرر ما حدث في غزة. ويقترح الاصلاحيون في فتح اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة ولكنهم يقولون ان هذا قد يكون مجازفة كبيرة لفتح اذا لم تتغير بسرعة. وقال ابو زايدة ان نتائج مثل هذه الانتخابات غير مضمونة وانه اذا اخفقت فتح في الاصلاح فانها ستخسر . من وفاء عمرو 13تموز/يوليو2007