اجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الاثنين ووعده بسرعة الإفراج عن 250 سجينا في مسعى لتعزيز حكومة عباس في الضفة الغربية في مواجهة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المنافسة. وقالت المتحدثة باسم اولمرت ميري أيسين إن الزعيمين ناقشا "كيفية تحقيق الحل القائم على دولتين" للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. لكن مصادر في مكتب أولمرت ذكرت أنهما لم يناقشا قضايا الوضع النهائي مثل مصير القدس والحدود ووضع اللاجئين الفلسطينيين. واجتمع الزعيمان لمدة ساعتين في مقر سكن أولمرت بالقدس. وقال سامي أبو زهري المسؤول بحماس إن من العار أن يجتمع عباس مع أولمرت ويرفض في الوقت ذاته استئناف المحادثات مع نشطاء حماس الذين سيطروا بالقوة على قطاع غزة الشهر الماضي. ووصفت اسرائيل قرارها بالإفراج عن 250 من السجناء الفلسطينيين غير البارزين وأغلبهم من حركة فتح التي يتزعمها عباس ووقف ملاحقة 180 من نشطاء فتح بأنها بوادر على حسن النية قد تمهد الطريق أمام استئناف محادثات السلام مع عباس. وقالت أيسين إن أولمرت سيقدم قائمة نهائية بأسماء السجناء الذين سيفرج عنهم إلى لجنة وزارية يوم الثلاثاء. وستبدأ إسرائيل الإفراج عن سجناء بحلول يوم الجمعة بعد مراجعة قانونية ستستغرق 48 ساعة. وذكر صائب عريقات وهو مساعد لعباس أن الرئيس الفلسطيني دعا أولمرت للإفراج عن زعماء سياسيين فلسطينيين بينهم مروان البرغوثي وهو أحد قياديي الانتفاضة ينظر إليه على أنه خليفة محتمل لعباس. وسبق أن اجتمع عباس وأولمرت أكثر من مرة كل عدة أسابيع. ويعتبر الجانبان محادثات الزعيمين إجراءات لبناء الثقة. وفي وقت لاحق من يوم الاثنين سيدلي الرئيس الأمريكي جورج بوش بكلمة في واشنطن قال مساعد بارز له إنها ستعيد التأكيد على تأييده لقيادة فتح الطريق إلى دولة فلسطينية تتعايش مع الدولة العبرية. وقال مساعد بوش إن الرئيس سيتحدث أيضا عن دور رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير كمبعوث جديد للجنة الرباعية للوساطة في الشرق الأوسط والتي تتكون من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا والتي تجتمع يوم الخميس. وفي الوقت الذي تسيطر فيه حركة حماس على غزة التي يقطنها 1.5 مليون فلسطيني ورفضها الاعتراف بحل عباس لحكومتها فإن عباس المدعوم من الغرب في حاجة إلى بحث سبل لتعزيز موقفه. وحث سلام فياض الخبير الاقتصادي الذي عينه عباس رئيسا للوزراء الشهر الماضي بدلا من اسماعيل هنية أحد قادة حماس اسرائيل على بدء المحادثات حول حل إقامة الدولتين. وقال فياض في مقابلة مع صحيفة هاارتس الاسرائيلية إنه من أجل إعادة بناء ثقة الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي في عملية السلام فلابد من التعامل مع الوضع على المدى القصير والطويل في آن واحد. وذكر مسؤول إسرائيلي أن نحو 100 من أعضاء فتح المئة وثمانين الذين أوقفت إسرائيل ملاحقهم سلموا بالفعل أسلحتهم ووقعوا تعهدات بعدم شن هجمات ضد إسرائيليين. وأضاف المسؤول أن الاجتماع المقبل بين أولمرت وعباس سيعقد على الأرجح خلال أسبوعين ربما في مدينة أريحا بالضفة الغربية. وتعهد فياض بكبح جماح النشطاء في الضفة الغربية ولكنه قال إن نجاح ذلك مرهون بوقف اسرائيل لعمليات الاجتياح الأمنية. ومن المتوقع أن يلتحق كثير ممن عفت إسرائيل عنهم من نشطاء فتح بقوات الأمن الفلسطينية. وقال أولمرت أيضا إنه سيخفف من القيود التي يفرضها الجيش على حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية. كما طلب عباس من إسرائيل أن تسمح بدخول أسلحة جديدة وما يعرف بلواء بدر وهو قوة تتبع فتح وتتمركز في الاردن الى الضفة الغربية بهدف تعزيز الأمن. من دان وليامز (شارك في التغطية آري رابينوفيتش وادم انتوس ومحمد السعدي في رام الله ووائل الأحمد في جنين)