وافقت اسرائيل يوم الاحد على وقف ملاحقة 180 من نشطاء حركة فتح المطلوبين الذين تعهدوا بوقف الهجمات ضد اسرائيل في اطار المساعي التي تقودها الولاياتالمتحدة لتعزيز الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وفي مجمعات أمنية فلسطينية بالضفة الغربية بدأ عشرات من نشطاء كتائب شهداء الاقصى المرتبطة بحركة فتح توقيع تعهدات مكتوبة بأنهم سينبذون العنف. وسلم بعض النشطاء أسلحتهم. وقال منيف الريماوي وهو واحد من قياديي الاقصى بعد أن وقع هو ونحو 35 نشطا مطلوبا التعهدات في مدينة رام الله بالضفة الغربية انه يريد أن يعيش حياة طبيعية دون الاغتيالات والاعتقالات الاسرائيلية. وذكر مسؤولون اسرائيليون ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت يعتزم الاجتماع مع عباس يوم الاثنين في القدس على الارجح لمناقشة برنامج العفو وغيره من اللفتات الاسرائيلية. وقال صائب عريقات وهو مساعد لعباس ان من المحتمل عقد اجتماع يوم الاثنين. وتريد واشنطن من أولمرت أن يبدأ سريعا محادثات السلام التي تعثرت لفترة طويلة مع عباس بعد سيطرة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بالقوة على قطاع غزة الشهر الماضي لكن اسرائيل أحجمت حتى الان عن مناقشة قضايا الوضع النهائي مثل مصير القدس والحدود ووضع اللاجئين الفلسطينيين. وقالت ميري أيسين المتحدثة باسم أولمرت ان اسرائيل وافقت على قائمة تضم اسماء 180 فلسطينيا مطلوبا "تخلوا عن الارهاب...وسيسلمون أسلحتهم وفي اطار العلاقة الامنية الجديدة النامية فستتوقف اسرائيل عن ملاحقتهم." وقال وزير الامن الداخلي الاسرائيلي أفي ديختر "هذا ليس تنازلا وانما محاولة لتغيير الاجواء. اذا ثبت لسوء الحظ أننا على خطأ فباستطاعتنا أن نعيد الاوضاع الى ما كانت عليه." والى جانب العفو عن نشطاء كتائب شهداء الاقصى قالت اسرائيل انها وافقت على طلب عباس بالسماح لنايف حواتمة زعيم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الذي يعيش في دمشق وفاروق القدومي القيادي البارز في منظمة التحرير الفلسطينية الذي يعيش بالمنفى في تونس بدخول الضفة الغربيةالمحتلة. كما طلب عباس من اسرائيل أن تسمح بدخول الاف الاسلحة الجديدة وما يعرف بلواء بدر وهو قوة تتبع فتح وتتمركز في الاردن بهدف تعزيز الامن. وقال مسؤولون اسرائيليون ان هدفهم تقوية عباس والحكومة التي شكلها الشهر الماضي في الضفة الغربية لتحل محل حكومة تقودها حماس التي فازت في الانتخابات التشريعية عام 2006. وذكرت أيسين أن اسرائيل ستسلم عباس أيضا قائمة نهائية بأسماء 250 سجينا سيفرج عنهم من السجون الاسرائيلية. وسيكون أغلب هؤلاء من فتح لكن بعضهم سيكون من جماعات غير اسلامية بينها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. وأضافت أن جميع النشطاء المئتين وخمسين لايزال أمامهم عاما على الاقل متبق من مدد عقوباتهم. وندد اسماعيل هنية زعيم حماس في غزة الذي لايزال يعتبر نفسه رئيسا للوزراء بما وصفه بالرشا السياسية التي تهدف الى زيادة الانقسامات الداخلية. وفي مدينة نابلس بالضفة الغربية قال مدير الامن الوقائي أكرم الرجوب ان الفلسطينيين الذين وردت أسماؤهم على قائمة العفو وقعوا على وثائق التزموا فيها بعدم تنفيذ هجمات بعد الان. وأضاف أن بعضهم سلم مسدساته وأسلحته. وقال زكريا الزبيدي قائد كتائب شهداء الاقصى في مدينة جنين لرويترز " الاجهزة الامنية الفلسطينية ابلغتني ان اسمي على القائمة وسواء كان اسمي على القائمة او لم يكن فانا لا اثق بالاسرائيليين ولكني ملتزم بالقرار السياسي للقيادة الفلسطينية واريد ان اعطي فرصة للحكومة لكي تتحرك سياسيا." وقال أبو يزن وهو قيادي بالكتائب في جنوب الضفة الغربية لرويترز انه سلم سلاحه وانضم الى قوة الشرطة الفلسطينية. ولم يوافق جميع النشطاء على توقيع التعهد. وقال علاء سناكرة وهو قيادي بكتائب الاقصى قرب نابلس انه رفض التوقيع لان اسم أخيه لم يرد بالقائمة. وتعهد سلام فياض الذي عينه عباس رئيسا للوزراء الشهر الماضي بكبح جماح النشطاء في الضفة الغربية ولكنه قال ان نجاح ذلك مرهون بموافقة اسرائيل على التوقف عن ملاحقة النشطين. من ادم انتوس (شارك في التغطية ألين فيشر ايلان وأري رابينوفيتش ودان وليامز في القدس ومحمد السعدي وعلي صوافطة في رام الله وعاطف سعد في نابلس وهيثم التميمي في الخليل)