قتلى ومصابون في تدافع بمعبد هندي    غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف مواقع مختلفة في سوريا    علماء يحذرون.. وحش أعماق المحيط الهادئ يهدد بالانفجار    دعما للتلاميذ.. وزارة التربية تستعد لإطلاق مدارس افتراضية    تفاصيل الاحكام السجنية الصادرة في قضية "التسفير"    الدوريات الأوروبية.. نتائج مباريات اليوم    جلسة عمل بين وزير الرياضة ورئيسي النادي البنزرتي والنادي الإفريقي    نصف نهائي كأس تونس لكرة اليد .. قمة واعدة بين النجم والساقية    ملكة جمال تونس 2025 تشارك في مسابقة ملكة جمال العالم بالهند    مهرجان «كنوز بلادي» بالكريب في دورته 3 معارض ومحاضرات وحفلات فنية بحديقة «ميستي» الاثرية    عاجل: ألمانيا: إصابة 8 أشخاص في حادث دهس    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    تحيين مطالب الحصول على مقسم فردي معدّ للسكن    الاتحاد الجهوي للفلاحة يقتحم عالم الصالونات والمعارض...تنظيم أول دورة للفلاحة والمياه والتكنولوجيات الحديثة    عاجل: بينهم علي العريض: أحكام سجنية بين 18 و36 سنة للمتهمين في قضية التسفير مع المراقبة الإدارية    القيروان: هلاك طفل ال 17 سنة في بحيرة جبلية!    تحسّن وضعية السدود    معدّل نسبة الفائدة في السوق النقدية    اللجنة العليا لتسريع انجاز المشاريع العمومية تأذن بالانطلاق الفوري في تأهيل الخط الحديدي بين تونس والقصرين    مأساة على الطريق الصحراوي: 9 قتلى في حادث انقلاب شاحنة جنوب الجزائر    تونس تسجّل أعلى منسوب امتلاء للسدود منذ 6 سنوات    عاجل: إدارة معرض الكتاب تصدر هذا البلاغ الموجه للناشرين غير التونسيين...التفاصيل    عاجل/ تحويل جزئي لحركة المرور بهذه الطريق    تونس تستعدّ لاعتماد تقنية نووية جديدة لتشخيص وعلاج سرطان البروستات نهاية 2025    اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير لتأمين صابة الحبوب لهذا الموسم - الرئيسة المديرة العامة لديوان الحبوب    النّفطي يؤكّد حرص تونس على تعزيز دور اتحاد اذاعات الدول العربية في الفضاء الاعلامي العربي    عاجل/ زلزال بقوة 7.4 ودولتان مهدّدتان بتسونامي    الشكندالي: "القطاع الخاص هو السبيل الوحيد لخلق الثروة في تونس"    الليلة: أمطار رعدية بهذه المناطق..    جريمة قتل شاب بأكودة: الإطاحة بالقاتل ومشاركه وحجز كمية من الكوكايين و645 قرصا مخدرا    مدنين: مهرجان فرحات يامون للمسرح ينطلق في دورته 31 الجديدة في عرس للفنون    عاجل/ تسجيل إصابات بالطاعون لدى الحيوانات..    غرفة القصّابين: أسعار الأضاحي لهذه السنة ''خيالية''    منوبة: احتراق حافلة نقل حضري بالكامل دون تسجيل أضرار بشرية    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    مختصون في الطب الفيزيائي يقترحون خلال مؤتمر علمي وطني إدخال تقنية العلاج بالتبريد إلى تونس    فترة ماي جوان جويلية 2025 ستشهد درجات حرارة اعلى من المعدلات الموسمية    الانطلاق في إعداد مشاريع أوامر لاستكمال تطبيق أحكام القانون عدد 1 لسنة 2025 المتعلق بتنقيح وإتمام مرسوم مؤسسة فداء    حزب "البديل من أجل ألمانيا" يرد على تصنيفه ك"يميني متطرف"    جندوبة: انطلاق فعاليات الملتقى الوطني للمسرح المدرسي    فيلم "ميما" للتونسية الشابة درة صفر ينافس على جوائز المهرجان الدولي لسينما الواقع بطنجة    كلية الطب بسوسة: تخرّج أول دفعة من طلبة الطب باللغة الإنجليزية    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تحرز ذهبيتين في مسابقة الاواسط والوسطيات    خطر صحي محتمل: لا ترتدوا ملابس ''الفريب'' قبل غسلها!    صيف 2025: بلدية قربص تفتح باب الترشح لخطة سباح منقذ    تطاوين: قافلة طبية متعددة الاختصاصات تزور معتمدية الذهيبة طيلة يومين    إيراني يقتل 6 من أفراد أسرته وينتحر    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    الجولة 28 في الرابطة الأولى: صافرات مغربية ومصرية تُدير أبرز مباريات    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    ريال بيتيس يتغلب على فيورنتينا 2-1 في ذهاب قبل نهائي دوري المؤتمر الاوروبي    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    "نحن نغرق".. نداء استغاثة من سفينة "أسطول الحرية" المتجهة لغزة بعد تعرضها لهجوم بمسيرة    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إستراتيجية إستعمال السلطة لمنحرفي الحق العام في التصدي للأحرار

وتستمر محنة النساء و الرجال في بلدي تونس إذ:
في كل يوم تطالعنا الأخبار القادمة من بلدي بجديد آلة الشر التي لا تتوقف عن طحن كل من يعترض طريقها في هستيريا وجنون متصاعدين لا تعرفان الكلل و لا الملل و لا يردعها رادع من قيم و لا أعراف و لا مواثيق و قد طالت الأحياء و الأموات على السواء بلذة سادية لم ينج منها حتى الجماد مما تشيب له رؤوس الولدان..
دوامة ليس لها قرار حشرت السلطة في بلدي فيها رجال الأمن و المواطنين على حد سواء و لم يسلم من عبثها حتى الجمادات كما ذكرت و قد أصرالمجانين في بلدي على إدخال هاته الجمادات التاريخ من باب الشنقال* عندما تصر عناصر من جلاوزة الشر( و في محاولة يائسة لمنع الدكتور المرزوقي من حقه في التنقل في بلده صحبة زواره) إلى سيارة أحد الزوار فتستنجد بشنقال لرفع السيارة وإخفاءها بعيدا عن الأعين أو عندما يعمد بعض منحرفي الحق العام إلى كسرالسيارة التي أقلت كل من العفيفة سامية عبو و الدكتور المرزوقي و الصحفي سليم بوخذير و الأستاذ سمير بن عمر إلى السجن المدني بالكاف لزيارة سجين الحرية الأستاذ محمد عبو.
عندما يحدث ذلك في بلدي تدرك دون حاجة إلى كثير عناء كيف أن حالة الهستيريا التي استبدت بالنظام أبت إلا أن يكون للجمادات نصيب منها في التدمير و كأنما قطع الأرزاق و انتهاك الحرمات الجسدية و الإعتداء الصارخ على كرامة المواطنين و سجنهم لم يعد كافيا فلا بد إذا من أن تكتمل عناصر الحالة المرضية لتخرج لنا في أكمل صورة و أتمها فتدخل بفضل ذلك السيارات حلبة التاريخ من باب الشنقال في سوسة أمام منزل الدكتور المرزوقي ( وهي (أي السيارة) للأستاذ طارق العبيدي) و من باب العصي و الحجارة في الكاف بشهادة بوابات السجن هناك( و هي للأستاذ سمير بن عمر) ليقع تحطيمها على أيدي منحرفي الحق العام الذين تنادوا لكي لا يفرقوا بين البشر و الجماد أمام السجن المدني بالكاف فيعنفوا الجميع ويتشفوا منهم.
فيصبح حينئذ من المضحكات المبكيات أن تدخل في قاموس السياسة في بلدي كلمات مثل شنقال* و عاهرات و منحرفي الحق العام و العصا و الحجارة...( إلى أخر القائمة التي يبدو أن لا نهاية لها) في التصدي للأحرار و ممتلكاتهم و الله و حده أعلم ما الذي ستضيفه السياسة في تونس إلى القاموس السياسي العربي لتعكس هذه القائمة من الكلمات بؤس السياسة في بلدي و تكون شاهدة عن الزمن الرديء فتمطرنا مظامينها بحكايات شبيهة بتلك التي يتحدث عنها التاريخ زمن محاكم التفتيش في أوروبا القرون الوسطى عندما يصادر المستبد من الإنسان؛ بسبب فكرته؛ كل شيء: دينه و عرضه و ماله و سلامته الجسدية و النفسية فيتحول الحر في بلدي؛ وهو المبتغى و المرام لدى سلطة تونس؛ إلى عبيد العهد الفرعوني كما تصوره الأفلام السينمائية يفعل بهم المستبد كل شيء و يستكثر عليهم الآهات و الأنات عبر تلك السياط التي تنزل على الضهور نزول الحمم و الصواعق عقابا لكل من سولت له نفسه الصراخ من الألم أو الإستغاثة من ثقل ما اكره على تحمله فليس له إلا السوط تجلده به جنود فرعون فإما أن يسكت و لا يشتكي و لا يتأوه و إما يسقط صريع السياط
هو التاريخ إذا يوشك أن يعيد نفسه في سياق مغاير و بأشكال مختلفة وبأناس آخرين فيكشف عن حالة من تنكر إبن آدم لبشريته وإنسانيته عندما يأبى إلا أن يتأله فيتغول فكأن الزمان ليس زماننا و المكان ليس المكان!.
أما إلتجاء السلطة إلى منحرفي الحق العام و عدم الإكتفاء بالمائة و خمس و ثلاثين ألفا من رجال الأمن في بلدي للتصدي ''لشرذمة'' من أحرار تونس فذلك مبحث آخر يجد صداه في المقاربات السياسية و أدوات تحليلها كما يجد صداه في المقاربات النفسية التي لم تعد لي رغبة في أن أكسر* بها رأس القارئ المسكين الكريم بعد أن سبق و أن كسرت بها رأسي.و لكني أستسمحكم عذرا هذه المرة لأتحدث قليلا و باختصار!!!عن البعض من هذه المقاربات ؛ على أن لا أعود إليها بعد اليوم أبدا!! (أعلم أني لا أستطيع!!).
و مقال اليوم يخص المقاربة السياسية بإعتماد مفهوم الإستبداد كأداة من أدوات التحليل فأقول على بركة الله:
لن أتناول ما يحدث في تونس من وجهة نظر التحليل الميكيافيلية كأداة أفهم من خلالها ممارسات السياسة في بلدي أو جانبا منها فقد خضت جزئيا في الموضوع عندما تعرضت بالتحليل لموضوع العفو الرآسي الأخير(تونس نيوز 9نوفمبر2006/ الوسط التونسية)... كما لن أتناول كذلك ما يحدث من منظور مفهوم الديماغوجيا في خطاب السلطة و ممارستها فقد تم ذلك عندما تعرضت لموضوع الحجاب (تونس نيوز18أكتوبر2006 و الحوار نت ) ولكني سأتناول هذا الذي تفتقت عليه عبقرية مهندسي الشر في بلدي من منظورالإستبداد السياسي
فما السبب إذا لإلتجاء السلطة في بلدي إلى الزج بجحافل من منحرفي الحق العام في المهمات القذرة في حق الأحرار مكان رجال الأمن وعلى مرآى و مسمع من الجميع هذه المرة؟.
ربما يتفق معي القارئ الكريم على أن للإستبداد .ثالوثا مقدسا وهو: مركزية القرارات/ قلب الحقائق و تزييفها في الخطاب / الخداع والإرهاب في الممارسة. إلى كل ذلك ينضم جهاز دعائي قوي يغطي على الفكر و الممارسة و يبررهما ديماغوجيا في آن واحد و تلك من عجائب الإستبداد و مفارقاته في تونس..
فبإمكاني إنطلاقا من ذلك فهم ما يحدث من إلتجاء مهندسي الشر إلى منحرفي الحق العام للتصدي للأحرار.
كيف ذلك؟
ما سأقوله هومجرد مقاربة للفهم لا أكثر و لا أقل كما أحب أن تكون العادة:
أولا: زج السلطة بمنحرفي الحق العام و بعض من عاهراته في التصدي للأحرار يترجم رغبةها في إقناع الرأي العام الدولي بالخصوص بأن الشعب التونسي رجالا و كذلك نساء ملتف حول خيارات وإنجازات العهد الجديد ( و الذي أصبح يسمى الآن العهد السعيد وقد يسمى لا حقا بمشيئة الله تعالى العهد البائد ) وأنه تبعا لذاك الإلتفاف؛ لن يسمح هذا الشعب بأي حال من الأحوال ''لشرذمة'' من الأشرار و المناوئين المدعومين من الخارج أن تعكر صفو الأمن العام و تهدد مكاسب المجتمع المدني.
لذلك قرر الشعب رجالا؛ و نساء كذلك؛ و ما يزال يقرر تقريرا( باعتبار أن القرارات دوما بيد الشعب في تونس) أن يهب هبة رجل واحد غيور على بلده وأن ينزل إلى الشارع من أجل التصدي الشجاع لأعداء الأمة دون إيعاز من أحد أو دفع من زيد أو عمر؛ و هذا ما يحدث عادة في الدول الديمقراطية و منها تونس إذا أحس الشعب بخطر يهدد مكتسباته..
و عليه فخير من ينوب عن الشعب للقيام بهذه المهمة النبيلة ( باعتبارأن هذه المهمة؛ من وجهة نظر النظام التونسي؛ يمكن وضعها في خانة فروض الكفاية) هم جحافل منحرفي الحق العام و بعضا من عاهراته حتى لاأظلم البقية الباقية منهن..
وعليه مرة أخرى أفهم كتونسي'' متفهم'' لماذا تتنقل هذه الجحافل في مجموعات خلف الدكتور و من معه يتابعونه كظله أو يقطعون طريقه ويرهبونه بشتى الوسائل إلى درجة تعنيفه يوم الخميس7ديسمبر مع سامية عبو و سليم بوخذير و الأستاذ سليم بن عمر أمام سجن الكاف مستندين في ممارسة فنون الهرسلة و الإيذاء إلى خبراتهم الطويلة في السجون التونسية باعتبارهم من خريجي مدرسة بن علي في فنون إحترام الإنسان أينما كان و مهما كان سنه و قدره و جنسه و لونه في الخارج والداخل على حد سواء!!!
و عليه أيضا إذا حدث و أن استطاعت هذه'' الشرذمة'' فك الحصار و إبلاغ صوتها إلى العالم حول ما يحدث لها ولتونس فإنه سوف لن يعسر على السلطة في أن ترد بالقول بأن الشعب التونسي نساء و رجالا هو الذي إختار أن يرفض هؤلاء المعارضين و أن يكنسهم كنسا ونحن نحترم مثلكم (الخطاب موجه من السلطة إلى الرأي العام الغربي و دوله) إرادة الشعوب و شكرا (عاصفة من التصفيق تتلو أوتوماتيكيا مثل هذه الخطاب لو ألقي أمام نواب الشعب!).
هكذا يتضح الركن الأول و الثاني من الثالوث المقدس للإستبداد في بلدي ممثلا في محاولة خداع الرأي العام الغربي و قلب الحقائق و تزييفها بمحاولة يائسة لإيهام العالم بأن المسألة مرتبطة بمبادرة للمواطنين الرافضين لشرذمة من المعارضة التي لا دأب لها سوى المس من سمعة البلاد و تهديد مكاسب المجتمع هذا أولا أما ثانيا وهو المؤكد لدى السلطة أنها لا علاقة لها بما يحدث لا من بعيد و لا من قريب!!! (بريءة براءة الذئب من دم يعقوب!).
و الحقيقة التي لا يختلف فيها إثنان و لا تنناطح من أجلها بقرتان أن القاصي و الداني يعلم أن التعليمات الفوقية والمافوقية لمهندسي الشر وا ضحة و جلية و صارمة في دفع رجال الأمن في بلدي إلى إرتكاب البلية في الجمهورية التجمعية الدستورية التونسية و ذلك بدفعهم إلى الإشراف على مايحدث دون تدخل بل وإعطاء معلومات محددة لهؤلاء المنحرفين و حمايتهم إذا إنقلبت الأمور عليهم بل و مكافأتهم على مثل هكذا إرهاب في حق بني جلدتهم من أحرار البلد وتيسير قضاء بعض شؤونهم المدنية!! والتنسيق معهم تنسيقا أخويا حميما من أجل تحقيق النصر بالضربة القاضية على المعارضين!
ثانيا توظيف هذه الجحافل لإرهاب المعارضين يدخل في خانة المحاولات اليائسة للسلطة للتخفيف من تورط رجال الأمن و الحد من مزيد إغراقهم في المهمات القذرة بعد أن تردد وجود إحتجاجات هنا و هناك في صلب المؤسسة الأمنية في تونس جراء تصاعد الإنتهاكات الغريبة عن مجتمع الزيتونة و قيمه في حق المواطنين والأحرار دون مراعاة حرمات الأعياد و المناسبات الوطنية و الدينية و دون التفريق بين إمرأة أو رجل؛ طفل أو مسن في ممارسة إرهاب الدولة (عد إلى حادثة إشهار السلاح بوجه سامية عبو و ابنيها و راضية نصراوي؛ وعد إلى صورالكدمات على الجسد الغض لإبن أخينا حاتم زروق؛ وانتهاك الحرمات الجسدية و النفسية للمحجبات و آخرها ما حدث في صفاقس للاخت نورة و و ليعذرني بقية المضطهدين في بلدي إن لم أذكرهم كنماذج؛ فضلا عن الضلوع في تركيب الأفلام الجنسية لكيل التهم الأخلاقية للمعارضين و الزج بهم تحت طائلة القانون و تشويه صورتهم لدى مناصريهم
أما عن تلفيق تهم الخيانة والعمالة للخارج لهم فحدث و لا حرج بل وصل الأمر إلى تهديد البعض منهم بإلصاق تهمة المتاجرة بالمخدرات إن هم أصروا على نقدهم للنظام القائم وقائمة الممارسات القذرة لا تكاد تنتهي لو عددتها).....
قلت إذا: لم تر السلطة في بلدي بدا من إيجاد حل يصون صورة رجل الأمن كما ينبغي أن تكون عليه في عادات الدول التي تحترم شعوبها فتفتقت عبقرية مهندسي الشر و إستراتيجييهم في بلدي على فكرة جهنمية يضربون بها سبعة (على وزن سبعة نوفمبر) عصافير بحجر واحد فكانت فكرة إقحام منحرفي الحق العام وبعضا من عاهراته في القيام بالمهمات القذرة و تخفيف جوانب منها عن رجل الأمن (هكذا هي الحلول و إلا بلاش)! مما يحيلني إلى الركن الثالث من أركان الثالوث المقدس للإستبداد في بلدي و هو أن مركزية القرارات والضيق بتحمل تعدد مصادره (عكس ما عليه الحال في الدول الديمقراطية) من شأنه أن يترك المجال للأهواء و الأمزجة في الفصل في قضايا كثيرة تهم البلاد و العباد خذ على سبيل المثال و دون تعليق مني دعوة السلطة في تونس لمجرم الحرب رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق آرييل شارون و قائمة القرارات الإعتباطية و الرعوانية في حق البلاد و العباد تطول...
و إذا عدنا إلى موضوعنا؛ فإنني أقول بأن غياب الشورى و توسيع دائرتها يولد معالجات منحرفة للمشاكل لا دخل فيها للعقل و منطق الأمور؛ لذلك فلا أعجب من أن الحل الأمثل لإسترجاع الصورة الناصعة لرجل الأمن و الإستجابة لإحتجاجاته التي ذكرتها آنفا ( و دائما حسب عبقرية استراتيجيي السلطة) يكون بإعفاءه من بعض المهام القذرة و إسنادها إلى منحرفي الحق العام و بعض من عاهراته(هكذا)! مما لن يزيد الأوضاع على مسرح بلدي إلا تعفنا.
أما إحتجاجات المعارضة( وهي الوجه المقابل لإحتجاجات المؤسسة الأمنية) فتواجه بالعصا أولا وبالعصا ثانيا وبالعصا ثالثا و بالعصا والجزرة رابعا؛ والعصا لمن عصى؛ و لا يلومن المرء إلا نفسه في هذه الحالة! (العصا في المفهوم النوفمبري؛ حاشا شهر نوفمبر؛ هي ما تعرفونه مما تتفتق عليه يوميا قريحة الشرفي حق المواطنين و الأحرار بكل تعبيراتها و أشكالها والتي لم تعد خافية على أحد و لا داعي لأن أجترها لكم من جديد!!).
ثالثا: إن فكرة إختيار فئة منحرفي الحق العام بالذات للقيام ببعض المهام'' الوطنية '' ( حاشى السامعين و القراء الكرام) يجعلني و إعتمادا على الحاسة السابعة لدي (عفوا هذه المرة ليس على وزن سبعة نوفمبر) أقول بأن الفكرة بدت لي مستوحاة من أصدقاء السلطة من الأمريكان اللذين يطبقونها كلما هموا بالقيام بأعمال قذرة خارج بلدهم في شرق الأرض و غربها و أعني من بينها خوض الحرب على العراق و على أفغانستان و الفيتنام سابقا....
ذلك أن التقارير الواردة على صفحات أشهر الصحف الأمريكية؛ وهذا معلوم للجميع؛ تحدثت عن أن وزارة الدفاع بالتنسيق مع وزارة الداخلية وبمباركة من جورج بوش و حزبه عمدت إلى الزج ببعض عتاولة مجرمي الحق العام في أمريكا؛ من المحكوم عليهم بالمؤبد أو الإعدام؛ في أتون الحرب في العراق و في أفغانستان مقابل الحط من العقوبة أو الحصول على عفو يسترد به المجرم حريته إذا حقق النصر أو يفقد حياته في الحرب إذا لم يكن له حظ في الحياة و هو المقابل المكافأة عند حكام العم سام لهذه الفئة من المنحرفين و يقابله في تونس كمكافأة لهؤلاء رخصة كشك بيع سجائر أونصبة خضرة !
هذا وأن عملية إقتباس هذه الفكرة عن الأصدقاء الأمريكان وإعادة إخراجها في ثوب تونسي صميم ليست الوحيدة و سأذكر لكم نماذج أخرى مما اقتبسه مهندسو الشر في بلدي في الجزء الثاني من هذا المقال عندما أحلل استراتيجية استعمال السلطة لمنحرفي الحق العام و بعض من عاهراته من الوجهة النفسية.
هكذا تتبدى لي إذا الخلفية السياسية لإستراتيجية توظيف منحرفي الحق العام للتصدي للأحرار في بلدي و هذا ما إهتدت إلى إقتباسه عبقرية الشر من منجزات الأمريكان ضاربين عرض الحائط بما
عدا ذلك من منجزات في مجالات ما يرقى بالإنسان التونسي!!! فلا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
وفي الختام؛ الذي لن يكون هذه المرة مسكا؛ أعيد قلمي إلى غمده (غطائه) في إستراحة محارب وأترك الصورة؛ و ليس الكلام الذي ألفنا رنينه؛ تنطق لتقدم لكم؛ عبر شريط قصير؛ إخوتي الكرام؛ نموذجا مصغرا؛( و لكنه صدمني شخصيا) عما يحدث في بلدي و أجزاء من أمتنا في حق المواطنين
فحسبي الله و نعم الوكيل نعم المولى و نعم النصير
الشريط أحداثه تدور في إحدى مخافر الرعب بمصر فالرجاء لمشاهدة الشريط الضغط على الرابط المصاحب للصورة أو الضغط على الصورة في آن واحد مع
Ctrl
http://www.youtube.com/results?search_query=egypt
*تكسير الرأس: في اللهجة التونسية يعني إستعارة : الإتعاب و الإزعاج إضافة إلى معناه الأصلي.
*الشنقال في اللهجة التونسية هو رافعة السيارت.
*أستاذ وسجين سياسي سابق-لاجئ حاليا بسويسرا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.