قدّم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا والمنبثق من التيار الإسلامي، مرشحين معتدلين الى الانتخابات الاشتراعية المقررة اليوم بغية إعطاء صورة أكثر اعتدالاً عن نفسه، الا أن إقناع الجماهير العلمانية يبدو مهمة صعبة للغاية وفق رأي خبراء. ويعتبر حزب العدالة والتنمية الأوفر حظاً وقد رجحت استطلاعات للرأي فوزه بنسبة 40 في المئة من الأصوات. وهو عمد الى جمع شخصيات سياسية عدة معروفة بتعلقها بقيم اليسار حوله في محاولة منه للابتعاد عن خطابه السياسي المحافظ. فمثلاً، قام منظّر اليسار والأمين العام السابق لحزب الشعب الجمهوري ارتغرل غوناي، المنافس الأبرز لحزب العدالة والتنمية، بتحول جذري بانضمامه الى صفوف حزب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، فضلاً عن نساء ورجال أعمال ليبراليين ونواب سابقين من يمين الوسط يتصدرون قوائم الترشح في دوائر انتخابية عدة. وينفي مسؤولو حزب العدالة والتنمية الاتهامات القائلة بان لديهم «مخططاً سرياً» يقضي في النهاية بتحويل تركيا العلمانية الى جمهورية إسلامية على الطريقة الإيرانية. وقال النائب الشاب أيغمن باغس، الذي أطلق حملته من متحف للفن الحديث في اسطنبول: «نحن نرفض وصفنا بالإسلاميين، نحن في الوسط، وحزب العدالة والتنمية يفوز بأصوات من اليمين واليسار». في حين يصف مراقبون أن الصورة الجديدة «جزء من ديكور الخيانة، فحزب العدالة والتنمية يقوده أساساً وعلى الدوام الاسلاميون»، مشيراً الى ان أردوغان يمسك بحزبه بقبضة من حديد. وعلى رغم رغبة ظاهرة في التغيير وأداء اقتصادي جيد، لم يعرف حزب العدالة والتنمية كيف يتخلّص من الملصق الإسلامي الذي ألصقه به «حماة النظام» أي المؤسسة العسكرية والسلطة القضائية والبيروقراطية، حراس الإرث العلماني لمصطفى كمال (أتاتورك) مؤسس تركيا الحديثة. وأدت بعض الإجراءات المثيرة للجدل التي اتخذتها حكومة أردوغان - ثم عادت عنها - كتلك المتعلقة بتقييد بيع الكحول وبالتشريعات المفسحة في المجال أمام اقامة المدارس القرآنية او التي جرّمت الزنا، الى زيادة التوترات بين غلاة العلمانيين والحكومة. على صعيد آخر، قتل متمردان كرديان هما رجل وامرأة من حزب العمال الكردستاني ليل الجمعة – السبت أثناء مواجهات مع القوات الحكومية في محافظة سيرناك المحاذية للحدود مع العراق وسورية. ونسب بيان «رسمي» الى القتيلين اللذين عثر معهما على مسدسين و4 قنابل يدوية و4 كيلوغرامات من المتفجرات ومواد لتصنيع قنابل، مسؤولية اعتداء بشحنة ناسفة يتم التحكم بها من أسفر عن مقتل ثلاثة جنود في حزيران (يونيو) في المحافظة نفسها.