هنأ زعماء بالاتحاد الأوروبي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالفوز الكبير الذي حققه حزبه في الانتخابات العامة. ووصف الزعماء فوز حزب العدالة والتنمية، ذي الجذور الإسلامية، بأكبر حصة من الأصوات، بأنه "تفويض للإصلاحات التي يطالب بها الاتحاد الأوروبي تركيا لاستكمال محادثات العضوية". وقال رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو إن أردوغان قدم التزامه الشخصي بمواصلة الدفع تجاه الاتحاد الأوروبي. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند إنه من المهم للغاية أن تمد أووربا يدها للحكومة التركية الجديدة. غير أنه لم يرد رد فعل فوري من المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ولا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. يذكر أن زعيمي البلدين البارزين في الاتحاد الأوروبي يعارضان أي عضوية كاملة لتركيا في الاتحاد الأوروبي. وتمكن حزب العدالة والتنمية بزعامة اردوغان من انتزاع اكثر من 46 في المئة من الاصوات وهو ما يزيد بنسبة 12 في المئة عن الفوز الذي حققه في الانتخابات الماضية العام 2004. ولكن بسبب الطبيعة المعقدة للنظام الانتخابي التركي فان حصة الحزب من المقاعد ستنخفض قليلا عن الدورة الانتخابية السابقة ليحصل على 340 مقعدا من اصل 550 . سنسعى لان تكون الجمهورية التركية دولة الحقوق والواجبات ولن نغير أسس دولتنا العلمانية اما حزب الشعب الجمهوري المعارض فقد زاد حصته من الاصوات الشعبية الى 21 في المئة لكن حصته من المقاعد في البرلمان سينخفض بأكثر من ستين مقعدا ليصل الى 112 مقعدا فقط. وبالنسبة لحزب الحركة القومية وهو الحزب الثالث في البرلمان فقد فاز ب 14 في المئة من الاصوات وهو ما يعني سبعين مقعدا في البرلمان. وسيحصل المستقلون على 27 مقعدا بما في ذلك مقاعد النواب ذوي الاصول الكردية. ومن ناحية أخرى فقد تعهد اردوغان بمواصلة النهج الاصلاحي بعد الفوز. وقال اردوغان إن الحزب تمكن من تحقيق انجاز كبير، مؤكدا على ان حزبه سيسعى لترسيخ الوحدة الوطنية وسيحترم دستور تركيا العلماني. غير أن معارضيه كانوا قد أصروا على أن فوز حزب العدالة والتنمية يمكن أن يقوض الأسس العلمانية للدولة التركية. وكانت قد تمت الدعوة للانتخابات بعد أن أعاقت أحزاب المعارضة في البرلمان مرشح حزب العدالة لمنصب الرئيس، مما تسبب في حالة جمود سياسي. وستكون من أول مهام البرلمان الجديد أن يقرر ما يتعين فعله لشغل المنصب الرئاسي. غير أنه رغم فوزه الانتخابي، إلا أن أردوغان يفتقر إلى أغلبية الثلثين البرلمانية التي تمكنه من فرض مرشحه للرئاسة. التشكيلة البرلمانية كما تعهد اردوغان بمواصلة القتال ضد المتمردين الاكراد في شرق تركيا. ووعد أردوغان ب"المضي قدما بالإصلاحات والتنمية الاقتصادية التي واصلناها حتى الآن". وتابع قائلا "سنواصل العمل بتصميم من أجل تحقيق هدفنا (الانضمام) للاتحاد الأوروبي". ونظر إلى هذه الانتخابات باعتبارها بين الأهم في تاريخ تركيا، وتردد أن الإقبال كان مرتفعا بشكل بالغ. ومن غير الواضح كيف سيرد الجيش العلماني الصارم على إعادة انتخاب حزب العدالة والتنمية. وكان الرئيس التركي الحالي ومؤسسته العلمانية قد تعهدا بالتصدي لما اعتبروه أجندة إسلامية للحزب الحاكم. وخلال الأزمة حول الرئاسة، قال الجيش إنه مستعد للتدخل للدفاع عن المنظومة العلمانية التركية. ونفت حكومة اردوجان هذه المزاعم وتقول إن انجازاتها خلال فترة حكمها تؤكد خلاف ذلك. وحققت الحكومة نموا اقتصاديا متواصلا خلال السنوات الخمس الماضية، وفتحت مفاوضات عضوية مع الاتحاد الاوروبي. وقد انتعشت الليرة التركية بمواجهة الدولار بعد الإعلان عن النتائج.