يتوجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى ليبيا يوم الاربعاء لمحاولة تسهيل العلاقات بين ليبيا والغرب وتعزيز مصالح فرنسية في الدولة الغنية بالنفط. ويوم الثلاثاء أفرجت ليبيا عن خمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني أدينوا بتعمد إصابة مئات الاطفال الليبيين بفيروس إتش.اي.في المسبب لمرض الايدز وذلك بعد اتفاق شراكة بين ليبيا والاتحاد الاوروبي. وغادر الستة ليبيا الى بلغاريا على متن طائرة فرنسية برفقة زوجة ساركوزي ومهد الإفراج عنهم الطريق لزيارة الرئيس الفرنسي. وأبدى ساركوزي رغبته في مساعدة ليبيا على الانسجام مرة اخرى مع دول اخرى بعد ان عزلت لأكثر من ثلاثة عقود بسبب اتهامات غربية بدعمها الارهاب. لكنه سيسعي أيضا لمتابعة مصالح بلاده التجارية في ليبيا وتوسيع نطاق النفوذ الدبلوماسي الفرنسي في افريقيا. وقال سعد جبار خبير الشؤون الليبية وهو محام جزائري مقيم في لندن "بالطبع سيحصلون على بعض العقود خاصة بالمطار والتكنولوجيا المتقدمة في أي مجال يبرع فيه الفرنسيون." وتابع "النفط والغاز والبنية التحتية. وعلى العكس ..فلو لم يفعل ساركوزي ما فعله لاستلزم الامر منهم وقتا طويلا لكي يجدوا مجالا لهم في ليبيا." وتدهورت العلاقات بين فرنسا وليبيا عقب هجوم على طائرة فرنسية في عام 1989. وأدانت فرنسا ستة ليبيين غيابيا ولكن طرابلس نفت أي مسؤولية عن الحادث. وتحسنت العلاقات حين رفع الغرب العقوبات عن ليبيا في عام 2003 إثر تخليها عن برامح لأسلحة الدمار الشامل. وزار ساركوزي ليبيا في اكتوبر تشرين الاول عام 2006 كوزير للداخلية ولكن ظل سجن الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني عقبة أمام تطبيع العلاقات. وقال فرانسوا هيسبورج رئيس مؤسسة الدراسات الاستراتيجية في باريس "كان الفرنسيون حريصين بشدة على دخول سوق الاسلحة الليبي وامكانية بيع (الطائرة) رافال بالتحديد." وتابع "ولكن طالما كان هؤلاء الابرياء محتجزين كرهائن بالفعل في الدولة الليبية لم يكن اي من ذلك ليحدث." كما أجرت ليبيا اتصالات مع اريفا الفرنسية لتطوير طاقة نووية. وقال متحدث باسم اريفا يوم الثلاثاء "تلقينا طلبا". وصرح مصدر دبلوماسي فرنسي بأن من "المحتمل" توقيع بعض العقود خلال الزيارة. ونفى ساركوزي اي صلة بين الافراج عن الممرضات والطبيب وتقديم تكنولوجيا نووية لليبيا. وتتنافس ليبيا وفرنسا لبسط نفوذهما في غرب ووسط افريقيا منذ نحو اربعة عقود ولكن ربما تتاح لهما فرصة الآن للتعاون. وقال جبار "بالنسبة لدارفور سيعمل الليبيون مع ساكوزي عن قرب ... تتمتع ليبيا بنفوذ في السودان." ويتوقع ان يناقش ساركوزي خططه لإقامة اتحاد متوسطي قبل توجهه للسنغال والجابون. من انا ويلارد 25 يوليو 2007