يشكل السجن بجدرانه ومكانه في كل زمان ومكان وفي تونس بالخصوص حلقة ربط بين جملة من الحلقات السالبة للحرية التى تتسم كلها بالتنكيل والإرهاب والقمع والتعسف واالظلم المقنن. للوصول لهاته الحلقة القاهرة المميتة تسلك سلطات القمع والدكتاتورية سبل عدة وطرق مفبركة تسهر على تنفيذها بدقة وبكل الوسائل من مراقبة وتجفيف لأ قلام حرة لكتاب وأدباء وصحفيين وحتى الشبكة العنكبوتية مشبوهة ومراقبة ويزج من أجلها في السجون . فالمراقبة والإيقاف والتعذيب وما أدراك ما التعذيب في أبو غريب التونسية والمحاكمات الصورية ومن ثم الى الحلقة المميتة السجن وما بعد السجن تستحق كل طريقة من هاته الطرق لوحدها مقالات بل مجلدات مليئة بالدماء والانات والاهات الفظيعة والتي يمكن أن تقطع لك تذكرة بدون عودة الى عالم ربما يكون لك أحسن مما انت فيه عاجلا أم اجلا (الموت) - نتذكر هنا سياسة الموت البطيء ومن السجون الى المقابر المتبعة بإتقان في تونس - في السجن وراء القضبان لا تملك ان تنظرالى هذا العالم الذي قهرت عليه بعين البراءة بل يأخذك شعور مبهم بالخطر والخوف مما يدور حولك من ظلم وإجرام وإحتقارلنفس بريئة ليس لها من ذنب الا انها كريمة حرة أبية . هاته السجون التي خبرها الأبطال الأحرار في تونس لم تزدهم ويلاتها وقمعها ومحاولة اسكاتهم الا إصرارا على المضي الى الهدف المنشود بعزة وإباء.