بدأ الجيش الإسرائيلي في تعبئة قوات الاحتياط التابعة له بعد قليل من توغل قوات مشاة تابعة له إلى الجانب اللبناني في إطار عملية أعلن أنها تستهدف البحث عن جنديين إسرائيليين أسرهما حزب الله بعد مواجهات صاروخية وعسكرية وقعت منذ صباح اليوم الأربعاء 12-7-2006م. ومن جانبه اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت أن الغارات التي شنها حزب الله صباحا على إسرائيل تعتبر عملا حربيا من جانب لبنان وهدد بأن الرد الذي سيقوم به الجيش الإسرائيلي سيكون مؤلما جدا وواسع المدى. وقال أولمرت في مؤتمر صحفي مع نظيره الياباني جونيشيرو كويزومي أن "الحكومة اللبنانية مسؤولة ولبنان سيدفع الثمن" معتبرا أن "أحداث هذا الصباح لا تشكل هجوما إرهابيا بل عملا أطلقته دولة ذات سيادة على إسرائيل بدون أي مبرر". وكانت الإذاعة الإسرائيلية أعلنت صباحا أن قوات حزب الله أطلقت صواريخ كاتيوشا على بلدة زرعيت الواقعة في المنطقة الغربية للحدود بين إسرائيل ولبنان. وأعلنت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي ان الجيش بدأ اليوم الاربعاء في تعبئة قوات الاحتياطي ايذانا بعملية واسعة النطاق لاستعادة جنديين اسرائيليين اعلن حزب الله اللبناني انه اسرهما. وذكرت القناة ان الجيش عبأ فرقة مشاة من قوات الاحتياطي ومن المتوقع ارسالها الى الحدود الشمالية لاسرائيل مع لبنان. وبدأ الجيش الاسرائيلي بالفعل هجوما بريا وجويا على جنوب لبنان اثر اسر الجنديين، وقامت طائرات حربية ومدفعية إسرائيلية بقصف مواقع في الجنوب بعضها مدنية وبعضها تابعة لحزب الله ودمرت في إطار هذه العملية 3 جسور ما ادى الى عزل القطاع الغربي وضواحي مدينة "صور" عن بقية جنوب لبنان وأوقع هذا القصف قتيلين من المدنيين اللبنانيين، وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن هدف تدمير الجسور هو منع مقاتلي حزب الله من نقل الجنديين المأسورين من جنوب لبنان. واعلنت الشرطة اللبنانية ان خمسة مواطنين جرحوا أيضا خلال القصف، واضاف مصدر داخل الشرطة أن المدنيين اللبنانيين قتلا خلال قصف جوي اسرائيلي على جسر القاسمية الواقع على بعد 30 كلم من الحدود اللبنانية-الاسرائيلية. من جانبه أعلن تلفزيون "المنار" التابع لحزب الله أن دبابة إسرائيلية من طراز ميركافا تم تدميرها في جنوب لبنان بعد قليل من دخولها مع دبابتين أخرتين في منطقة عيتا الشعب ورامية قرب الحدود الإسرائيلية، وقال مصدر أمني لبناني إن الدبابات الثلاثة تعرضت لنيران حزب الله وعادت بعدها إلى داخل إسرائيل، وتحدثت مصادر عن مقتل جنديين إسرائيليين داخل دبابة. كما قصفت طائرات حربية ومدفعية إسرائيلية مواقع في جنوب لبنان بعضها مدنية وأخرى تابعة لحزب الله. وادعت مصادر عسكرية إسرائيلية أن قصف جسور في جنوب لبنان غايته منع مقاتلي حزب الله من نقل الجنديين الإسرائيليين المخطوفين من جنوب لبنان. وعلى الجانب اللبناني شهدت مناطق الجنوب وضواحي العاصمة بيروت مظاهرات ابتهاج واطلاق مفرقعات ورصاص ابتهاجا بأسر الجنديين الاسرائيليين. امريكا تدعو للافراج عن الجندين الاسرائيليين وفي أول رد فعل لها دعت الولاياتالمتحدة الى الافراج عن الجندين الاسرائيليين اللذين أسرهما حزب الله على الحدود الاسرائيلية اللبنانية، وقال مساعد وزيرة الخارجية الامريكية ديفيد ولش الذي يقوم بزيارة لمصر للصحفيين ان اسر الجنديين اذا تأكد فانه يمثل "تصعيدا بالغ الخطورة". واضاف "هذا التصعيد يعرض للخطر جميع الجهود التي يقوم بها كثيرون لايجاد حل للموقف الراهن... ندعو الى اطلاق سراح اولئك الذين اسروا اذا كانت هذه الانباء كما نفهم صحيحة". كتائب الاقصى تدعو لمبادلة الجنديين بأسرى وفي الناحية المقابلة طالبت كتائب شهداء الاقصى المنبثقة عن حركة فتح اليوم حزب الله بعدم اطلاق سراح الجنديين الاسرائيليين "رغم كل الضغوط والتهديدات" الا مقابل الافراج عن اسرى في السجون الاسرائيلية. وطالبت كتائب شهداء الاقصى في بيان "الاخوة في حزب الله بعدم اطلاق سراح الجنديين الصهاينة رغم كل الضغوطات والتهديدات فالشعب الفلسطيني والعربي كله امل بالافراج عن كافة الاسرى وانسحاب العدو الصهيوني من كافة الاراضي العربية المغتصبة من قبل المحتل الصهيوني". واضاف البيان "النصر يتجدد على ايدي المقاومة اللبنانية والهزائم تصب جام غضبها على المحتل الغاصب وامال الشعب الفلسطيني واللبناني والسوري تتجدد في الحرية واستعادة الارض المغتصبة من قبل العدو الصهيوني والافراج عن الاسرى من السجون الظالمة الصهيونية". وكان حزب الله أعلن عقب اسر الجنديين الإسرائيليين انه يريد مقايضتهما بمعتقلين في السجون الاسرائيلية. ويأتي اسر الجنديين فيما اسرت ثلاث مجموعات فلسطينية بينها كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة حماس جنديا اسرائيليا في قطاع غزة في 25 حزيران/يونيو. وطالبت هذه المجموعات بالافراج عن الف اسير فلسطيني, مؤكدة على الشرطين السابقين المتمثلين بالافراج عن الاسيرات والاسرى دون الثامنة عشرة في السجون الاسرائيلية مقابل تقديم معلومات عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت.