رفضت حركة فتح قرار حكومة الوحدة الفلسطينية المقالة بحظر صلاة الجمعة في الساحات العامة في قطاع غزة، ووصفت في الوقت نفسه فتوى رابطة علماء فلسطين في هذا الشأن بأنها "فتوى سلاطين" تعكس ما وصفته ب"الإرهاب الفكري الذي تمارسه حماس". جاء ذلك فيما اتخذت وزارة الداخلية بالحكومة المقالة إجراءات لمنع إقامة صلاة الجمعة بالميادين في القطاع، وتوعدت بملاحقة منتهكي القرار الذي اعتبرت أنه يستهدف فرض النظام والقضاء على الفوضى وأعمال الشغب. وفي تصريح خاص لشبكة "إسلام أون لاين.نت" اليوم الأربعاء قال الناطق باسم حركة فتح في الضفة الغربية فهمي الزعارير: إن صلاة الجمعة المقبلة ستقام في الميادين العامة "وفق ما أراد الله لنا وأمرنا أن نصلي، وأجاز لنا علماء الأمة، بخلاف فتوى مدعي الإفتاء في حماس". وأبدى الزعارير رفضه للفتوى الصادرة عن رابطة علماء فلسطين ووصفها "بفتاوى السلاطين"، قائلا: "إن حماس تمارس شتى صنوف الإرهاب، وها هي تصل للإرهاب الفكري والديني". ودعت فتح -على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية- إلى إقامة صلاة الجمعة في ساحات عامة، للاحتجاج على ما تسميه التحريض الذي تمارسه حماس ضد حركتهم في المساجد، وهي اتهامات رفضتها حماس مؤكدة أن هدف فتح من وراء ذلك إشاعة الفوضى وإعادة مسلسل الفلتان الأمني من جديد إلى غزة. ملاحقة المخالفين وفي المقابل قال إيهاب الغصين الناطق باسم وزارة الداخلية في حكومة الوحدة المقالة في تصريح خاص ل"إسلام أون لاين.نت": إن وزارة الداخلية اتخذت عدة آليات وسياسات لمنع التظاهرات وإقامة الصلاة في الساحة العامة.. وستتم ملاحقة من لا ينصاع للقانون". وشدد على أن قرار المنع يأتي للتصدي لمن يُحاول إعادة الفوضى والفلتان إلى غزة: "هناك معلومات وصلتنا بأن جهات نافذة في رام الله وضعت خطة منظمة لإشعال القطاع". وتابع قائلا: هذه التظاهرات التي وقعت الجمعة الماضي هي أحد أساليب الخطة، إضافة إلى التفجيرات وأحداث الشغب التي حدثت مؤخرا.. ولذا لن نسمح أبدا بغياب الأمن من جديد.. سنحاسب القائمين بهذه الأعمال والمشاركين فيها". وكانت رابطة علماء فلسطين أصدرت أمس الثلاثاء فتوى تحرم فيها إقامة الصلوات في الساحات العامة، الأمر الذي ناقضته فتوى لقاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي بإجازة الصلاة في تلك الساحات. وشبهت الرابطة الصلاة التي دأبت حركة فتح على إقامتها في قطاع غزة منذ 3 أسابيع بصلاة مسجد ضرار الذي أقامه المنافقون في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقد أمر بهدمه. وبررت فتواها قائلة: "إذا كانت النية من الصلاة غرضًا تخريبيًا أو غاية سياسية فيها مخالفة شرعية فكل من يشارك في هذه الصلاة يكون آثمًا شرعًا". وأصيب 12 شخصا، بينهم صحفيان فرنسيان بجروح خلال تفريق تظاهرات اندلعت بعد صلاة الجمعة شارك فيها آلاف الفلسطينيين بدعوة من حركة فتح وفصائل منظمة التحرير في الساحات العامة في قطاع غزة. واعتقلت القوة التنفيذية التابعة لحماس عشرات المشاركين في التظاهرات دون تمييز وفرضت كفالة نحو 250 دولارًا على كل معتقل للإفراج عنه، ولا يزال نحو 50 شخصا قيد الاعتقال.