التقى قائد القوات المسلحة التركية يوم الاثنين برئيسه الجديد المنتخب حديثا في زيارة مجاملة في أعقاب اتهام الجنرال بتجاهل الرئيس بسبب ماضيه الاسلامي. وتوجه الجنرال يشار بويوكانيت الى قصر جنكايا مقر الرئاسة لتقديم التهنئة للرئيس عبد الله جول في أول مقابلة بينهما على انفراد منذ انتخب البرلمان وزير الخارجية السابق في 28 أغسطس اب. وتبادل الاثنان التحية بابتسامة وتصافحا قبل أن يعقدا اجتماعا استمر 45 دقيقة. وتابعت الاسواق المالية عن كثب التوتر بين النخبة العلمانية التي تضم قادة الجيش وبين الرئيس وحزب العدالة والتنمية الحاكم ذي الجذور الاسلامية. ولم يصدر أي بيان في أعقاب اللقاء بين جول وبويوكانيت. وتعافت الليرة التركية من تراجعها في وقت سابق مدفوعة بدرجة كبيرة بتحركات خارجية لتصل الى 1.2960 ليرة مقابل الدولار. وقام الجيش والنخبة العلمانية بحملة علنية في وقت سابق هذا العام للحيلولة دون ترشيح جول بسبب ماضيه الاسلامي ولان زوجته ترتدي الحجاب الذي يعتبره العلمانيون رمزا اسلاميا مثيرا للاستفزاز. وأدت الازمة الى اجراء انتخابات برلمانية مبكرة حقق فيها حزب العدالة والتنمية فوزا ساحقا في يوليو تموز. ولم يحضر كبار القادة العسكريين في تركيا الاحتفال الذي أدى فيه جول اليمين في البرلمان في 28 أغسطس اب ولا أول حفل استقبال له بعد أن تولى الرئاسة الاسبوع الماضي فيما اعتبر تجاهلا لجول. والجيش التركي معروف بتمسكه بالمراسم وانتقدت وسائل الاعلام أسلوب معاملته لجول الذي يتولى أيضا منصب القائد الاعلى للقوات المسلحة. وسعى بويوكانيت للتهوين من شأن الخلاف. وقال وليام هيل الخبير بشؤون تركيا والاستاذ بجامعة سابانجي في اسطنبول "من الواضح أنهم ليسوا راضين عن جول كرئيس لكنهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا بهذا الخصوص الان بعد انتخابه. يدركون أنهم سيضطرون للتعايش معه." وكان الجيش التركي الذي يعتبر نفسه أكبر مدافع عن العلمانية قد أطاح بأربع حكومات في الاعوام الخمسين الماضية مستندا الى تهديدات للنظام الجمهوري. ويخشى الجيش من احتمال أن يسعى جول وحزب العدالة والتنمية لتقويض الفصل الكامل بين الدولة والدين في الدستور التركي. وينفي جول وحزب العدالة والتنمية أن لديهما أي جدول أعمال اسلامي. وقاد جول أثناء توليه منصب وزير الخارجية في حكومة حزب العدالة والتنمية السابقة اصلاحات ليبرالية ضرورية من أجل انضمام تركيا الى عضوية الاتحاد الاوروبي. ويتوقع أن يراقب الجيش والعلمانيون اداء جول عن كثب. وانصب التركيز في الوقت الحالي على دستور جديد مثير للجدل يعكف حزب العدالة والتنمية على وضع مسودته ليحل محل دستور صاغه حكام عسكريون في الثمانينات. وقال هيل "يمكن أن تحدث مواجهات ساخنة اذا اتجهت الحكومة الى الغاء حظر ارتداء طالبات الجامعة للحجاب أو اذا أصبح رئيس الاركان العامة مسؤولا أمام وزير الدفاع بدلا من رئيس الوزراء." من سلجوق جوكولوك 10 سبتمبر2007