تبلغ الفئة العمرية ستين سنة فما فوق حاليا في بلادنا 9,5% من المجموع العام للكسان وتفيد المؤشرات الديمغرافية المستقبلية أن هذه الفئة في ارتفاع مستمر وينتظر أن تفوق 15% في غضون سنة 2024 على أن تبلغ خمس السكان تقريبا بعد أقل من 30 سنة من الآن. وتطرح هذه التغيرات الديمغرافية جملة من التحديات من قبيل تزايد الاستهلاك الطبي والضغط على الهياكل والخدمات الصحية مع تزايد الضغط كذلك على أنظمة التقاعد نتيجة انخفاض المؤشر الديمغرافي سواء في القطاع الخاص أو في القطاع العام. بالاضافة الى ذلك يطرح تزايد عدد المسنين في بلادنا تحديا أخر على قدر من الأهمية يتصل ببروز حاجيات جديدة في الرعاية المباشرة والرعاية الاجتماعية للمسن في السكن والتنقل والترفيه والخدمات الادارية وغيرها من احتياجات هذه الفئة. شركات خدمات للمسنين وفي ظل خصوصية وحساسية هذه الفئة وضغط الحياة اليومية الذي قد يؤثر على مستوى تكفل العائلة بالمسن - رغم أن الإطار الطبيعي والمطلوب هو تكفل العائلة والأبناء بالمسن من باب العمل بتعاليم ديننا الحنيف ردا للجميل واعترافا بتضحية الوالدين - تم مؤخرا الاتجاه نحو تحفيز المستثمرين الخواص سيما الشبان منهم على احداث شركات خدمات تعنى بكبار السن، وذلك ببحث امكانية اسنادهم امتيازات خصوصية بعد أن أعدت وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين كراس شروط لاحداث وتسيير المؤسسات الخاصة بإيواء كبار السن، وقد تم احداث 3 شركات من هذا الصنف الى موفى سبتمبر الفارط. بالتوازي مع هذا التوجه نشير الى وجود جملة من الاجراءات الاخرى تهدف الى المحافظة على المسنين في محيطهم الطبيعي في أسرهم من ذلك رصد مساعدات مالية قارة لفائدة المسنين والعمل على الرفع من عدد الفرق المتنقلة متعددة الاختصاصات لمساندة كبار السن في أسرهم عبر توفير الخدمات الصحية والاجتماعية لهم، ويبلغ عدد هذه الفرق حاليا 25 فريقا ينتفع بخدماتها حوالي 3000 مسن. وينتظر العمل مستقبلا على توسيع شبكة الفرق المتنقلة لتشمل المناطق ذات الكثافة السكانية بعد أن استكملت تغطية الجهات وذلك لبلوغ 400 فريق. تأهيل أعوان الإحاطة تشمل أيضا البرامج المستقبلية في مجال العناية بالمسنين العمل على حفز مهن الجوار وتكوين أعوان الاحاطة الحياتية للمسنين والرفع من مستوى نوعية الخدمات من خلال تأهيل الأعوان الحاليين وانتداب أعوان اضافيين متكونين في المجال للارتقاء بنسبة التأطير من عون لعشرة مسنين حاليا الى عون لثمانية مسنين في موفى 2009. تجدر الاشارة كذلك الى أنه في اطار توفير فضاءات ترفيهية لاحتضان المسنين تم الشروع منذ فترة في تجربة احداث نواد نهارية للمسنين بلغ عددها 11 أحدثت من قبل الجمعيات الناشطة في مجال رعاية المسنين وسيتم على امتداد سنوات المخطط الحادي عشر دعم هذه الجمعيات بما يمكن من احداث 26 ناديا إضافيا.