في خطوة لم تكن متوقعة أفيد في تونس أمس أن السلطات أفرجت عن أكثر من 150 عنصراً من المشتبه في انتمائهم للتيار السلفي لمناسبة عيد الفطر. وقدّر محامون عدد المعتقلين في قضايا الإرهاب بأكثر من ألفي شاب غالبيتهم ممن كانوا يعتزمون السفر للقتال في العراق أو تلقي تدريبات في معسكرات «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» في الجزائر. وجرت اشتباكات في مطلع العام الجاري بين جماعة تونسية مسلحة غير معروفة تُدعى «جند أسد بن الفرات» وقوات الأمن في الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس، ما أسفر عن مقتل 12 عنصراً من المهاجمين وضابط في الجيش وآخر من قوات الأمن طبقاً للإحصاءات الرسمية. إلا أن محامين أكدوا ل «الحياة» أن الإفراج لم يشمل المتهمين الثلاثين من «جند أسد بن الفرات» الذين أحيلوا على القضاء أخيراً ووُجهت اليهم 11 تهمة. وتكتمت الجهات الرسمية على هوية المفرج عنهم، إلا منظمة «حرية وإنصاف» الحقوقية أفادت أول من أمس أن السلطات أفرجت عن 27 معتقلاً سلفياً من سجني برج الرومي (شمال) والمرناقية في ضواحي العاصمة، وبين المفرج عنهم أيمن الماجري وأنور الحناشي اللذان صدر في حقهما حكمان بالسجن لمدة عامين مع تقييد اقامتهما خمس سنوات بعد استكمال العقوبة. وأوضحت المنظمة أن غالبية المفرج عنهم الجمعة هم من المعتقلين الذين لم يُحالوا بعد على المحاكم. وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أمر بالإفراج عن 21 سجيناً إسلامياً من أعضاء «حركة النهضة» المحظورة والناشط الحقوقي المحامي محمد عبو في 24 تموز (يوليو) الماضي. ولم يبق من سجناء «النهضة» الذين مثلوا أمام محاكم استثنائية في مطلع التسعينات، سوى نحو خمسين سجيناً.