أعلنت الإفراج عن عدد من المعارضين البارزين ضمن عفو رئاسي بمناسبة الذكرى الخمسين لالغاء النظام الملكي واعلان الجمهورية. وشمل الافراج المحامي والناشط الحقوقي البارز محمد عبو وعددا من قادة حزب حركة النهضة الاسلامية المحظور. وكانت قد صدرت ضد الزعماء الإسلاميين في أوائل العقد الماضي أحكام بالسجن المؤبد بتهم عديدة منها "التآمرعلى أمن الدولة". غير أن العفو جاء مشروطا، إذ نص على أن المتهم قد يعاد الى المعتقل في حالة "ارتكاب جريمة بعد الافراج عنه خلال ما تبقى من مدة العقوبة". وكانت قضية عبو انطلقت بسبب مقالين نشرهما على الانترنت في 2005 ينتقد في المقال الاول اوضاع حقوق السجون الية والعربية. وعارض المقال الثاني بحدة زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق أرييل شارون التي اعلن أنه سيقوم بها الى بمناسبة استضافتها للقمة العالمية لمجتمع المعلومات في نوفمبر/تشرين الثاني 2005. أما بقية المفرج عنهم فتعود الاتهامات الموجهة اليهم الى اعمال العنف التي شهدتها اواخر الثمانينات واوائل التسعينات ضمن ما عرف ب"محاولة تغيير النظام بالقوة". يذكر أن الغالبية الساحقة من المساجين الاسلاميين افرج عنهم في دفعات خلال الاعوام الخمسة الماضية، بينهم قياديون سياسيون بارزون مثل علي العريض وحمادي الجبالي والدكتور زياد الدولاتلي. كما تمكن عشرات من المحاكمين غيابيا واللاجئين السياسيين في أوروبا من العودة الى "بعد تسوية ملفهم القانوني". انفراج سياسي؟ وقد رحبت هيئات حقوقية وسياسية ية معارضة بالإفراج واعتبرته مبادرة ايجابية. ولكنها طالبت السلطات مجددا ب"اصدرا عفو تشريعي عام يؤدي الى الافراج نهائيا عن كل من تبقى من السجناء في قضايا سياسية". كما طالبوا بتمكين "الآف المساجين السابقين والمعارضين في المنفى من استرداد حقوقهم المدنية والسياسية والاندماج مجددا في المجتمع". وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد زار مطلع الشهر الجاري، حيث اعلن بعد لقاء جمعه بالرئيس الي زين العابدين بن علي عن تفاؤله بخطوات انفراج سياسي. كما أعرب ساركوزي، خلال المؤتمر الصحفي الذي جرى في ، عن تفاؤله بإطلاق سراح قريب للناشط الحقوقي عبو. وكان الرئيس الي قد ألقى خطابا بمناسبة احتفالات مرور نصف قرن على اعلان النظام الجمهوري، اعتبره عدد رموز بالمعارضة ومستقلون مؤشرا على انفراج سياسي. وتوقع مراقبون أن تعقب ذلك خطوات جديدة بمناسبة بدء احتفالات بمرور 20 عاما على استلام بن علي الحكم. يذكر أن بن علي وصل للحكم في نوفمبر/تشرين الثاني 1987، خلفا لاول رئيس للجمهورية الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة.