أطلقت السلطات التونسية أول من أمس 55 من سجناء حركة «النهضة» الإسلامية المحظورة، بينهم ما لا يقل عن خمسة قياديين، في خطوة هي الأولى منذ عام، لمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لوصول الرئيس زين العابدين بن علي إلى سدة الحكم. وقال الرئيس السابق لحركة «النهضة» الشيخ الحبيب اللوز ل «الحياة» بعد ساعة من الإفراج عنه، إن أربعة قياديين آخرين كانوا معه في سجن «المرناقية» في ضواحي العاصمة أطلقوا في اليوم نفسه، وهم الرئيس السابق للحركة محمد عكروت وعبدالله مسعودي وحاتم زروق وأنور بن للََح. وكانت وكالة الأنباء الرسمية أفادت أن بن علي اجتمع مع وزيري الداخلية والعدل ووافق على الإفراج عن سجناء من دون إعطاء تفاصيل عن عددهم وهوياتهم. وأفاد اللوز أن 11 قيادياً آخرين كانوا معه في السجن نفسه أخبرتهم السلطات بخفض محكومياتهم، لكنها لم تطلق سراحهم. وأشار إلى أن بين هؤلاء الدكتور صادق شورو أحد الذين تولوا رئاسة الحركة في مطلع التسعينات. وحكم على العكروت واللوز عام 1992 بالسجن مدى الحياة بتهمة محاولة الانقلاب على النظام. وأمضى الرجلان من هذه العقوبة 15 عاماً. وفي سياق متصل، أكد رئيس «اللجنة الدولية للسجناء السياسيين» المحامي محمد النوري ل «الحياة» أن ثلاثين سجيناً إسلامياً أفرج عنهم أول أمس من سجون مختلفة، بينهم عبدالرزاق مزقريشو المعتقل منذ صيف العام 1987. وأشار إلى أن بقية المفرج عنهم دخلوا السجون مطلع التسعينات. وقال علي العريض الناطق باسم «النهضة» ل «رويترز» معلقا على العفو: «هذه خطوة ايجابية وفي الاتجاه الصحيح ونأمل ان تتدعم بخطوات لاحقة في إطار العفو التشريعي». ويُقدر عدد سجناء «النهضة» المتبقين في السجون التونسية ببضع عشرات، بعدما أطلقت السلطات مئات منهم خلال السنوات الأخيرة، سواء بعد قضاء محكومياتهم أو بموجب مراسيم عفو. ويُعتبر الناطق السابق باسم الحركة المهندس علي العريض ومدير صحيفتها «الفجر» (محتجبة) حمادي الجبالي أبرز القياديين المفرج عنهم في الفترة الأخيرة. وكانت المحكمة العسكرية في تونس قضت في عام 1992 بسجن مئات من قياديي «النهضة» وكوادرها فترات راوحت بين عشر سنوات والمؤبد، بتهمتي «التآمر على أمن الدولة» و «الانضمام إلى حركة إرهابية». وشملت الأحكام زعيم الحركة الشيخ راشد الغنوشي المقيم في لندن.