تعهدت جماعة المعارضة الاسلامية الرئيسية في المغرب بأن تبقى مسالمة في مواجهة حملة من جانب السلطات ضدها. وكانت المواجهة مع الحكومة أثارت مخاوف من أن تتحول الجماعة الى جماعة متشددة وعنيفة. وقال مسؤولون من جماعة العدل والاحسان المحظورة رسميا لكن تتسامح السلطات مع نشاطها ان قوات الامن اعتقلت 457 على الاقل من زعماء واعضاء الجماعة في الرباط ومدن أخرى في الايام العشرة الماضية. وجاءت حملة الاعتقالات التي أعقبتها بسرعة افراجات بعدما بدأت الجماعة حملة "الابواب المفتوحة" لضم اعضاء جدد من خارج اماكن تقليدية كالمساجد والجامعات. وفي تحول على ما يبدو عن الاعتقالات الجماعية التي يصفها اعضاء الجماعة بأنها "حرب على الله" لجأت الشرطة لضرب النشطاء لتفريق تجمعات ضمت نحو مئة ناشط في الرباط وحوالي مئة اخرين في مراكش يوم الجمعة. وقال زعيم بارز في الجماعة رفض الكشف عن هويته "تعرض العديد من اشقائنا للاذى وسوء المعاملة على أيدي الشرطة الليلة الماضية ومن بينهم محمد السليماني أحد مؤسسي العدل والاحسان الذي يبلغ عمره 80 عاما والذي كان مقررا أن يرأس الاجتماع في مراكش." ونقلت وكالة المغرب العربي للانباء عن وزير الداخلية شكيب بن موسى قوله في الاسبوع الماضي ان نشاط جماعة العدل والاحسان غير المأذون وضع الجماعة خارج منطق القانون. وأضاف أن من واجب الدولة أن تطبق القانون بدقة. وقال محللون ان جماعة العدل والاحسان وهي كبرى جماعات المعارضة في المغرب وتضم نحو 250 ألف عضو تسعى للتوسع خارج القواعد التقليدية قبل الانتخابات البرلمانية في العام القادم. وأضافوا أن هذا التحرك وضع الجماعة على طريق تصادمي مع الحكومة التي سعت على مدى العقدين الماضيين لاحتواء نموها داخل المساجد والجامعات وسط تقارير تفيد بأن الجماعة تخطط لتنظيم انتفاضة هذا العام. وتوقعت صحيفة ماروك ابدو الموءيدة للحكومة التي تصدر باللغة الفرنسية أن تتحول المواجهة الى "حرب استنزاف". وقال المحلل السياسي محمد دريف ان الجماعة التي تنبذ العنف قد تتحول الى جماعة متشددة في المستقبل. وقال للصحيفة "تستمد الجماعة قوتها من حضورها القوي على الارض. انها جيدة التنظيم والبنيان." لكن عبد الواحد متوكل الامين العام للدائرة السياسية لجماعة العدل والاحسان قال لرويترز في مقابلة في ساعة متأخرة يوم الجمعة ان الجماعة ملتزمة بالنضال السياسي السلمي على غرار غاندي في سعيها لمزيد من الاصلاحات للحد من سلطات القصر الملكي واعطاء دور أكبر للسلطتين التنفيذية والتشريعية. وقال ان الجماعة تقوم على رؤية ومنهج يحظران العنف ويرفضانه. وأضاف أن الجماعة تتبنى الوسائل السلمية ولا تقل حماسا في هذا الشأن عن غاندي. وقال ان الحكومة مخطئة في شن حملة على الجماعة لمنع توسعها. وأضاف ان الجماعة تؤمن ايمانا تاما بنهجها السياسي السلمي ولن تغير سياستها في مواجهة حملة الحكومة. وأكد أن الجماعة ستواصل نهجها السلمي وتعمل في هدوء لكسب حقوقها وتحقيق مطالبها. وأضاف أن الجماعة أصدرت وثيقة سياسية داخلية تحث الاعضاء على التزام الهدوء حتى في ظل أشد الظروف التي تفرضها الاجراءات الحكومية قسوة.