افتتحت اليوم (الثلاثاء) في تونس ورشة عمل دولية بعنوان "الإسلام واحد و متعدد" بمشاركة عدد من الباحثين و الفلاسفة والجامعيين. وتدوم ليومين 30-31 من الشهر الجاري. وينظم المعهد الأعلى لأصول الدين التابع لجامعة الزيتونة بتونس هذه الورشة التي تتواصل على مدى يومين بالتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور الألمانية. وحسب لجنة التنظيم، فإن اختيار موضوع "الإسلام واحد و متعدد" يندرج في "إطار الاهتمامات الثقافية الراهنة إلى الكشف عن الحقيقة في إطار الحوار العلمي البناء". هذا وسيتم تناول الموضوع وفق جملة من المحاور من بينها: "الوحدة و التعددية والكونية في الإسلام عبر التاريخ"، و "التفاعل بين الوحدة و التعددية و الكونية في الإسلام"، و "الوحدة والتعددية في الإسلام بين النظري والممارسة الاجتماعية الثقافية". ومن بين المشاركين، أستاذ تاريخ الفكر الإسلامي بجامعة السوربون الفرنسية محمد أركون، الذي سيقدم مداخلة بعنوان "الإسلام بين الدين و الثقافة"، أما الفيلسوف الفرنسي أوليفييه روا، الأستاذ بالمدرسة العليا لدراسات علوم الاجتماع فسيلقى مداخلة بعنوان "النص القرآني و تأويلات المفرد و المتعدد". وستقدم الباحثة الإيرانية الأستاذة بالجامعة البابوية الغريغورية في روما (إيطاليا)، شهرزاد هوشمند زاده، دراسة بعنوان "الإمامة والإنسان الكامل في التشيع الاثناعشري"، في حين ستقدم أستاذتان تونسيتان بجامعة الزيتونة هما منجية السوائحي وإقبال الغربي مداخلتين حول "علم الكلام و المفهوم المتعدد "، و"المواقع الالكترونية الإسلامية بين التشابه و التباين". وبمشاركة الأب كريستيان ترول اليسوعي الألماني، الأستاذ السابق بالمعهد البابوي الشرقي في روما. وأكدت الأستاذة هوشمند زاده، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، على "أهمية الاختلاف كحق إنساني ومكسب إيجابي ومظهر من مظاهر الرحمة الإلهية، فالمهم أن لا يتحوّل الاختلاف إلى خلاف وصراع وتطاحن". وأضافت "إن النزعة الإقصائية موجودة للأسف في العديد من الأديان والمذاهب، واليوم علينا كواجب أخلاقي أن نربي الأجيال على قبول التنوّع وعلى ثقافة الحوار والسلام". كما نوهت الأستاذة بهذه المبادرة التي تجمع باحثين من مختلف الجامعات والبلدان، من مسلمين ومسيحيين، "مما يؤكد على الأثر الإيجابي للحوار بين الأديان على الحوار داخل الدين الواحد".