تبحث صربيا بيع أسطولها البحري وتسريح قواتها البرمائية بعد ان أفقدها استفتاء الجبل الاسود على استقلالها في 21 مايو (ايار) الماضي، التواصل البحري مع العالم. ويعتبر عناصر القوات البحرية اليوغوسلافية السابقة، من أمهر البحارة العسكريين وأكثرهم خبرة في منطقة البحر الادرياتيكي، وهم الآن قابعون في ميناء تيفات، أكبر قاعدة عسكرية بحرية على مستوى المنطقة بالجبل الاسود، في انتظار الأوامر ونتائج المشاورات التي تجريها قيادتهم حول وداع البحر الى الأبد أو الانضمام لقوات الدولة الوليدة في الادرياتيكي أي الجبل الاسود. وافادت صحيفة «فيتشرني ليست» الكرواتية اول من امس بأن ليبيا «ابدت اهتماماً بشراء القطع البحرية التابعة للاسطول الصربي السابق؛ ومنها سفن بحرية وقذائف». كما اشارت الصحيفة إلى إبداء القاهرة رغبتها هي الاخرى في شراء فرقاطة من الاسطول العسكري الصربي، مضيفة ان اتفاقا بين بلغراد والقاهرة بهذا الشأن قد يحدث قريباً. ومن بين الراغبين في شراء قطع بحرية من الاسطول الصربي المعروض للبيع سري لانكا ودول آسيوية وأفريقية أخرى. وتقدر قيمة القطع البحرية المعروضة للبيع بين 4 و15 مليون يورو. ويقول مراقبون إن القطع قديمة، ولا يمكن الاستفادة منها، سوى في إخماد الثورات الداخلية كما هو الحال في سري لانكا التي خسرت عددا من قطعها البحرية أثناء موجة المد البحري (تسونامي) العام الماضي، والتي تواجه أيضا تمردا مسلحا من قبل ثوار جبهة نمور التاميل. من جهته، قال الادميرال توني بيتكوفيتش الذي عمل في القوات البحرية اليوغوسلافية لصحيفة «سلودنا دالماسيا» الكرواتية إن «الاسطول البحري الموجود في قاعدة تيفات يحتوي على قطع بحرية متطورة، منها قطع صنعت في يوغوسلافيا السابقة مثل السفينة البحرية العسكرية «سافا 831» وغيرها». ووصف القيادة التي تسيطر على الاسطول بأنها «قيادة متعصبة للصرب»، مشيرا الى ان مقصورات القيادة تمتلئ بصور الرئيسين اليوغوسلافيين الاسبقين جوزيف بروز تيتو وسلوبودان ميلوشيفيتش. ولم يؤكد ما إذا كان البحارة الصرب سيقبلون الاندماج في الجبل الاسود أو ينسحبون من الحياة العسكرية بعد الانفصال، بعد أن عادت صربيا 88 سنة إلى الوراء يوم كانت بدون بحر كما هي اليوم. بدوره، قال وزير البيئة والموانئ في الجبل الاسود أندريه لومبار لتلفزيون الجبل الاسود: «لا أعتقد أننا سنكون في حاجة أكيدة للبحارة الصرب، سواء العسكريون منهم أو المدنيون». وتابع قائلاً: «الجبل الاسود سيكون لديه ألفا جندي بدون قوات بحرية وسنكتفي بقوات خفر السواحل التي سيقودها الجنرال بلاغوي غراهوفاتس». الى ذلك، علقت الولاياتالمتحدة بعض المساعدات المقدمة لحكومة صربيا للعام الرابع على التوالي لعدم اعتقالها وتسليمها راتكو ميلاديتش القائد العسكري السابق لصرب البوسنة المتهم بارتكاب جرائم حرب. وافادت السفارة الاميركية في بلغراد في بيان بان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس غير قادرة على التأكيد للكونغرس بأن بلغراد تتعاون مع محكمة جرائم الحرب في لاهاي التي وجهت اتهامات للقائد العسكري لصرب البوسنة بالابادة الجماعية عام 1995. واضاف السفير مايكل بولت في البيان: «ستكون نتيجة هذا القرار حجب سبعة ملايين دولار من المساعدات خاصة بالحكومة المركزية لصربيا لعام 2006 2007». ولا يمثل قطع الملايين السبعة من المساعدات المقدمة من الحكومة الاميركية الى نظيرتها الصربية عقوبة مالية بقدر ما هو موقف سياسي بما أن واشنطن ستواصل تقديم مبالغ أكبر كثيرا من المساعدات الاقتصادية للصرب. وقال السفير الاميركي بولت في بيانه ان واشنطن ستواصل ارسال اكثر من 62 مليون دولار من المساعدات الى «شعب هذا البلد في محاولة للمساعدة على مواصلة نمو اقتصادكم وتوفير فرص عمل وأمل للمواطنين»، مضيفا «انني لا أريد أن يعاني شعب صربيا بعد الآن بسبب متهمين هاربين». وتأتي هذه الخطوة بعد قرار اصدره الاتحاد الاوروبي مطلع مايو (ايار) الماضي ويقضي بتعليق المحادثات حول علاقات أوثق مع صربيا لعدم وفائها بأحدث مهلة لتسليم ميلاديتش. يشار الى ان ميلاديتش مطلوب من قبل محكمة جرائم الحرب الدولية، الى جانب الزعيم السابق الآخر لصرب البوسنة رادوفان كاراديتش بتهمة الابادة الجماعية بسبب مذبحة سربرينيتسا عام 1995 والتي قتل فيها ثمانية آلاف شخص ومحاصرة العاصمة البوسنية سراييفو بين عامي 1992 و1995، مما أسفر عن مقتل نحو عشرة آلاف مدني.