دعا مؤتمر دولي حول الارهاب بدأ يوم الخميس بتونس بمشاركة عشرات الخبراء والمفكرين الى اعتماد منهج شامل في مواجهة ظاهرة الارهاب يبدأ بالاهتمام بحقوق الانسان اليومية ولا يقتصر على الجانب الامني. وقال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في خطاب افتتاح المؤتمر بحضور بان جي مون الامين العام لللامم المتحدة "ان انجع علاج في نظرنا هو العلاج الوقائي الذي يبدأ بالقضاء على الاسباب الدافعة الى ظهور الارهاب والظروف المهيئة لانتشاره." وأضاف ان ذلك يكون "بالاعتماد اساسا على تطوير حياة الانسان اليومية نحو الافضل وذلك بنشر التعليم والثقافة والنهوض بأوضاع المرأة والشباب وتكريس حقوق الانسان وتوسيع مجالات الاستشارة والمشاركة ومكافحة الفقر." ويستمر المؤتمر الدولي للارهاب الذي تنظمه منظمة المؤتمر الاسلامي للثقافة والتربية والعلوم (ايسيسكو) بالتعاون مع الاممالمتحدة ثلاثة ايام بمشاركة مفكرين وخبراء من اكثر من 20 بلدا. واعتبر الرئيس التونسي ان الحل الامني ضروري لكنه غير كاف. وقال يجب ان "لا نقابل العنف بالعنف وان لا نعتمد كليا على الحلول الامنية التي تبقى ضرورية لكنها غير كافية." وعكر هدوء تونس في اوائل العام تبادل نادر لاطلاق النار بين قوات الامن واسلاميين سلفيين متطرفين مما اسفر عن مقتل 14 مسلحا نجحت قوات الامن التونسية في محاصرتهم. ومن جانبه دعا جي مون الامين العام لمنظمة الاممالمتحدة الى "تقاسم الخبرات وأفضل الممارسات على الصعيد العالمي" لمواجهة هذه الظاهرة. وأضاف "اذا واجهنا معا الظروف التي تساعد على انتشار الارهاب فانه يصبح بامكاننا ان نكمل التعاون بشأن الامن وتنفيذ القوانين." ويسود اعتقاد واسع ان الحلول الامنية لم تعد مجدية وحدها في مكافحة ظاهرة الارهاب التي زادت وتيرتها بشكل واضح منذ هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 على الولاياتالمتحدة. واعتبر الامين العام للامم المتحدة ان من ابرز الظروف المساعدة على انتشار الارهاب "انعدام الحكم الرشيد وانتهاك حقوق الانسان والاقصاء السياسي والتهميش الاجتماعي." من جهته انتقد الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي أكمل احسان الدين اوجلي " التدابير المتخذة ضد الحريات المدنية بسبب هذه الظاهرة" ووصف الانتهاكات التي يتعرض لها مسلمون في بعض البلدان بانها "عقاب جماعي وتمييز عنصري". وارتفعت في الاونة الاخيرة اصوات منتقدة للمعاملة التي يلقاها مسلمون يقيمون في اوروبا من تمييز وترحيل وتتبعات ومحاصرة لجمعيات خيرية. ويرى المنتقدون ان التضييق على الحريات الفردية للمسلمين يتناقض مع قيم الديمقراطية التي تتشدق بها البلدان الغربية. وقال اوجلي ان العالم لم يصبح اكثر أمنا بعد الحملة الحالية على الارهاب بل ان الارهاب اتسعت رقعته الى عدة مناطق اخرى من العالم. من طارق عمارة