حقق العلماء انجازا كبيرا بنجاحهم في تحويل خلايا جلد بشري الى خلايا جذعية ما يفتح الطريق لوسائل علاج جديدة لامراض مثل السرطان والسكري وكذلك مرض الزهايمر كما افادت دراستان نشرتا الثلاثاء. هذا الاكتشاف الذي توصل اليه في وقت واحد فريقان، ياباني واميركي، اتاح ايضا الحصول على خلايا جذعية دون القضاء على اجنة لتحقيق ذلك، ما يخفف حدة الجدل الاخلاقي القائم بشان هذه المسالة. واشاد البيت الابيض بهذا الاكتشاف الذي راى فيه وسيلة لحل مشاكل طبية "دون المساس لا بالهدف السامي للعلم ولا بقدسية الحياة البشرية". ويدين الفاتيكان بشدة اي تلاعب بالاجنة البشرية لكنه يشجع الابحاث العلمية المتعلقة بالخلايا الجذعية البالغة. واعتبر جيمس طومسون معد الدراسة الاميركية التي نشرتها مجلة "ساينس" الالكترونية ان هذا الاكتشاف "سيغير كليا حقل" الابحاث. وتعتبر الخلايا الجذعية علاجا ممكنا لبعض الامراض القاتلة او المعوقة لانها يمكن ان تتحول الى خلايا ل220 نوعا مختلفا. وبتمكين العلماء من الحصول عليها بشكل اسهل سيتيح هذا الاكتشاف الذي اعلن الثلاثاء سرعة التقدم في الابحاث الخاصة بالسرطان والزهايمر والباركنسون والسكري واصابات النخاع الشوكي والتهاب المفاصل والحروق والامراض القلبية. واوضح طومسون الاستاذ في جامعة ويسكونسن في ماديسون (شمال) والذي كان من الرواد في الحصول على الخلايا الجذعية عام 1998 ان هذا الاسلوب الجديد يمكن ان يتبع بطريقة بسيطة نسبيا في مختبرات عادية. وقال "تفاؤلي ازداد كثيرا" متوقعا لتمويل الابحاث الذي يعرقله حتى الان الجدل الاخلاقي ان "يزداد اخيرا". من جانبه اعتبر ديباك سريفاستافا مدير معهد غلادستون لامراض القلب والشرايين ان هذا العمل "على قدر عظيم الاهمية في مجال الابحاث العلمية حول الخلايا الجذعية وفي تاثيره المتوقع على قدرتنا على تسريع تطبيقات هذه التكنولوجيا". ونجح الفريقان في تحويل خلايا جلدية الى خلايا جذعية بادخال اربع جينات (مورثات) مختلفة عليها بواسطة فيروس. ونجح الفريق الياباني بقيادة شينيا ياماناكا من جامعة كيوتو في تخليق سلالة من الخلايا الجذعية باستخدام خمسة الاف خلية. ومن المقرر نشر دراسته في مجلة "سيل" في 30 تشرين الثاني/نوفمبر. واوضح طومسون ان "هذه الفاعلية يمكن ان تبدو سهلة للغاية الا ان ذلك يعني انه من خلال عينة واحدة من عشرة سنتيمترات يمكن الحصول على سلالات متعددة من الخلايا الجذعية المتعددة القدرات. ونجح فريق جيمس طومسون في اعادة برمجة خلية من عشرة الاف لكن دون اللجوء الى جينة مسرطنة. وتسمح الطريقتان بالحصول على خلايا جذعية لديها الشفرة الجينية للمريض ما يزيل مخاطر رفضها من الجسم. الا انها تنطوي على احتمال حدوث تبدل لان الخلايا تحتفظ بنسخة للفيروس المستخدم. واستنادا الى مجلة ساينس فان المرحلة الرئيسية القادمة ستكون النجاح في تجاوز استخدام الفيروس مخفف. وقال ياماناكا "اذا توصلنا الى التغلب على مشاكل عدم الضرر فاننا سنتمكن من استخدام الخلايا الجذعية البشرية في وسائل علاجية بزرع الخلايا" معتبرا مع ذلك انه "من السابق لاوانه تاكيد ان الخلايا الجذعية البالغة يمكن ان تحل محل الخلايا الجذعية الجنينية" مذكرا "بان الطريق لا يزال طويلا قبل اكتشاف وسائل علاجية من الخلايا الجذعية".