قرر عشرات من المساجين السياسيين في تونس، الدخول في إضراب عن الطعام بداية من يوم الاثنين القادم، احتجاجا على تدنيس المصحف الشريف من قبل أعوان حراسة سجن برج الرومي ببنزرت، أحد أشهر السجون التونسية الذي يقبع فيه مئات من مساجين حركة النهضة الإسلامية التونسية المحظورة، منذ ما يزيد عن أربعة عشر عاما. وقال بيان للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، تلقت الشرق نسخة منه، أن قرار الإضراب، جاء إثر تعرض أحد السجناء إلى عملية تعذيب من قبل أعوان السجن، بتعليمات من مدير السجن، الذي قام بضربه بمصحف، ثم ركل المصحف عند سقوطه على الأرض حسبما جاء في بيان الرابطة. وطالب المساجين الحكومة، باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد أعوان السجن والكف عن الإساءة لمعتقدات المساجين. وكان السجين أيمن الدريدي الذي حوكم بموجب قانون مكافحة الإرهاب، تعرض للعقاب الشديد من قبل إدارة سجن برج الرومي (60 كيلو متر شمال العاصمة التونسية)، بسبب تشكيه لعائلته من حبسه في عزلة في زنزانة انفرادية منذ نقلته من السجن المدني بالعاصمة، في خلاف تام لقانون السجون التونسي. وشن سجناء برج الرومي في وقت لاحق من الشهر المنقضي، إضرابا عن الطعام تضامنا مع رفيقهم، غير أن إدارة السجن لم تعر هذا الإضراب أية أهمية، وقررت منع عائلته من الزيارة الأسبوعية. وأعربت الربطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في بيانها، عن تنديدها الشديد بتدنيس المصحف الكريم، والاعتداء على معتقدات المساجين السياسيين ، كما شجبت بشدة ممارسات التعذيب التي تتواصل في السجون التونسية منذ مدة طويلة على حد تعبيرها.