اختار المخرج العراقي مهند هادي شخصيتين هامشيتين من الشارع العراقي ليروي على لسانهما آلام شعب بأكمله في بلد تغيرت ملامحه واصبحت اصوات القذائف والقنابل وقرارات حظر التجول جزءاً من حياته اليومية. وعرضت مسرحية «حظر تجوال" ضمن فعاليات الدورة 13 من مهرجان قرطاج المسرحي في تونس. تدور احداث المسرحية في شارع يغوص في ظلام دامس وتتحرك تحت ضوء فانوس خافت شخصيات المسرحية على ايقاع صوت طبل لترسم ملامح معاناة يعيشها «ماسح احذية» و«منظف سيارات». تتقاسم الشخصيتان آلام البحث عن الرزق في ظل ظروف قاسية تتسم بانفلات الاوضاع الامنية وتشظي بغداد نتيجة الخوف والصراعات الدينية بين مختلف المذاهب العراقية يتخللها انفجار السيارات الملغومة. وقال المخرج ان هاتين الشخصيتين تختزلان جزءاً صغيراً جداً ما يجرى لأي عراقي. وعلى رغم جو التشاؤم والرعب واللاجدوى الذي يصل في هذا العرض الى حد العبث فإن هادي مهند اعتمد مساراً فنياً اراد عبره ان يوازن بين تشاؤمية الخطاب الفكري وجمالية الخطاب الفني الساخر القريب من الكوميديا السوداء.