في كل موسم من مواسم الحج تمتلئ المطارات التونسية بالحجاج والمودعين والحمالين. وغادرت يوم السبت 15 ديسمبر آخر طائرة تونسية في اتجاه المملكة العربية السعودية تحمل معها آخر فوج من أفواج الحجاج التونسيين. فالحاج بالنسبة للعديد من العائلات التونسية هو عبارة عن عروس تسبقه التهاني أولا بقبوله ضمن قائمة حجاج ذلك الموسم. فعلى الراغب في تأدية مناسك الحج أولا وقبل كل شيء أن يقدم شهادة طبية تؤكد قدرته على تحمل مشاق السفر وتأدية مناسك الحج. ثم يسجل اسمه ليحال على القرعة التي تشرف عليها الدوائر الحكومية المتخصصة. وعادة ما تعطي السلطات الأولوية لمن تجاوزوا السبعين عاما أو من شاركوا في القرعة خمس مرات متتالية دون أن يوفقوا . وبلغ عدد الحجاج هذا العام 9 آلاف حاجا تم اختيار غالبيتهم من بين ما يقارب 60 ألف مترشحا. ومع ارتفاع عدد النساء إلى حوالي 49 بالمائة، تمت إضافة مرشدات لمساعدتهن. ويضطر العديد من التونسيين الذين لم يسعفهم الحظ في المشاركة في القرعة بالسفر عبر الشركة الحكومية الوحيدة التي تعنى بالحجيج وهي شركة منتزه قمرت، للسفر عن طريق البر. وتوفر شركة منتزه قمرت التي قدرت مصاريف الحج لهذا العام بنحو 4164 دينارا وجبات متكاملة لكل الحجاج التونسيين يوم عرفة وأيام التشريق الثلاثة بمنى تفاديا للزحام وإثقال كاهلهم بمستلزمات الطبخ... كما يجد الحاج كل الخدمات الطبية اللازمة، وينقل الوفد الطبي المرافق حوالي أربعة أطنان من الأدوية. وقبل انطلاق أول رحلة في اتجاه البقاع المقدسة حذر وزير الشؤون الدينية أبو بكر الاخزوري من مخاطر ما أسماه بالحج الموازي في إشارة لمن يسافرون عبر وسائلهم الخاصة ولا يمرون عبر المؤسسة الحكومية، وعادة برا باستعمال خدمات أرخص. وقال "إننا نجد العنت الكبير لإيواء هؤلاء الحجاج الذين يبادرون من تلقاء أنفسهم للقيام بالفريضة ونحن نلتمس عدم اللجوء إلى هذه الطريقة". ورغم أن كل المشاركين يتلقون دروسا دينية (حوالي 2.932 منهم) ويشاركون في 182 لقاءا تكوينيا حول طريقة أداء المناسك، فإن الحكومة تناشد الناس بالتحلي بالهدوء والصبر خاصة عند رمي الجمرات الذي يؤدي إلى الازدحام كل موسم حج. أمينة فاخت نجمة الغناء التونسية من بين التونسيين الذين توجهوا إلى السعودية يوم السبت الماضي في وفد رسمي يترأسه وزير الشؤون الدينية. وخطفت الأضواء هذا الموسم بعد أن تصدرت صورتها الصفحة الأولى لصحيفة الشروق التونسية وهي بلباس الحج المحتشم في طريقها نحو الطائرة. وفي ذات اليوم وفي الصفحة الأخيرة لصحيفة لابراس برزت صورة أمينة فاخت بلباسها الفني الجرئ وتحتها دعوة لسهرة ستحييها الفنانة في أحد الفنادق الفاخرة بقلب العاصمة بمناسبة حفل ٍرأس السنة الميلادية. وعلق رجل وهو يراقب هذين الإعلانين بالقول "تلك هي أمينة فاخت التي تعبر في تناقضها عن طبيعة التونسيين".