قامت مجموعة من عمال شركة فنطازيا لتوزيع الملابس الجاهزة بالدخول في اعتصام في احد مقرات الشركة المتواجدة في وسط العاصمة، و ذلك احتجاجا منهم على المماطلة و التسويف الصادر من قبل مدير الشركة. و قد أعلن المعتصمون، وهم في أغلبتهم من النساء، بأنهم قرروا الدخول في اعتصام مفتوح إلى أن تتدخل السلطات الإدارية و تدفع بمدير المؤسسة لتطبيق القرار القضائي الذي يأمر صاحب الشركة بدفع تعويضات مقدارها تتراوح ما بين700 و 2500 دينار تونسي (قرابة 500 و 2000 دولار). و يعتبر هذا التحرك الرابع من نوعه الذي يلتجئ إليه العملة منذ حوالي سنوات. حينما قام مالك الشركة بإغلاق عدد من المحلات التابعة له. و قرر تصفية معداتها بدون جبر تبعات الغلق هذه على المتضررين منها. و على اثر التحركات الأولى، و التي تزامنت مع الدعوى القضائية المرفوعة ضد مالك المؤسسة، قررت المحكمة بيع الآلات و المعدات التابعة للشركة، و من ثم يتم توزيع محصول البيع على العملة. غير أن أمين الفلسة القائم بعملية البيع غاب عن الظهور وتنكر لمهمته. و أمام انغلاق جميع الأبواب، و بعد الالتجاء إلى جميع السائل القانونية، قررت المعتصمات الدخول في إضراب عن الطعام، و ذلك منذ 28 ماي المنقضي. و توجيه نداء استغاثة إلى الاتحاد العام التونسي للشغل ( النقابة العمالية الوحيدة في تونس) و إلى كافة هيئات المجتمع المدني. و في الأثناء، بدأت الوضعية الصحية للمضربات تتأزم. فعدد منهن يعانين من بعض الأمراض المزمنة، و أخريات بلغن أطوار متقدمة من الحمل. و بدأت الحالة تتفاقم مع انتشار مرض الجرب المعدي بين صفوف المضربات. و المعلوم، بان اتحاد الشغل، كان قد تخلى عن الدفاع عن مطالب هؤلاء العملة، متخاذلا عن لعب دوره الطبيعي في الوقوف إلى جانب العمال. كما أن مكونات المجتمع المدني لم تتجاوب ايجابيا مع صيحات الاستغاثة المتأتية من العاملات اللواتي أعيتهن الحيلة. و تركن منازلهن و عائلاتهن من اجل السعي لاسترجاع حقوقهن. معطلون عن العمل في تحرك جديد و في نفس الإطار، قامت مجموعة من الشباب المنتمين إلى" اتحاد أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل " (قيد التأسيس)، باعتصام يوم الخميس 08جوان في مقر وزارة التربية. و كان بعض ممثلي الاتحاد طرحوا، سابقا، جملة من الملفات ذات الأولوية لمعطلين عن العمل، قصد تشغيلهم من قبل الوزارة المذكورة، التي تجاهلت كليا تلك المطالب. و أثناء طلب لقائهم بأحد المسؤلين في الوزارة، قامت هذه الأخير استدعاء الأمن و إخراج المعتصمين بالقوة. و يقدر عدد خريجي الجامعات المتحصلين على شهائد و لم يجدوا شغلا قارا، حسب الإحصائيات الرسمية ،ب 60 ألف عاطلا. تاريخ النشر الثامن من جوان 2006