مع انقضاء إجازة عيد الأضحى بتونس، بدأ اهتمام التونسيون أصلا يتوجه نحو الاحتفال برأس السنة الميلادية وهاجر أغلب التونسيين الشوارع خلال أيام العيد في حين شهدت حركة السير تباطئا بسبب عودة الكثيرين إلى مدنهم الأصلية أو بسبب تزامن العيد مع العطلة المدرسية. ومع عودة الموظفين إلى مقاعد عملهم، دبت الحركة من جديد في الأسواق والمحلات التجارية التي بدأت بتزيين واجهاتها لاستقبال السنة الجديدة، وعرض الهدايا من الشوكولاطة والملابس والعطور الفاخرة. يقول محمود النوري، صاحب محل تجاري بالعاصمة "نحن لا نتوقع مرابيح شبيهة بالسنوات الماضية، بسبب اقتراب موعد عيد الأضحى من رأس السنة، لكننا نستعد للحدث رغم كل شيء، خاصة و أن رأس السنة هو مناسبة لتقديم هدايا المقبلين على الزواج". وأصبح احتفال رأس السنة موعدا قارا يُقدّم فيه الخطيب لحبيبته هدية تسمى "الموسم" حسب التقاليد التونسية. ورغم اختلاف الهدية وقيمتها من شخص لأخر حسب الإمكانية المادية لكل فرد فإن الشباب يقبل خاصة على شراء العطور والتحف الصغيرة خلال الأسبوع الأخير الذي يسبق رأس السنة. يقول نجيب الساحلي صاحب محل تجاري "أسهل شيء بالنسبة للشاب هو اختيار عطر فاخر أو هدية صغيرة، وثمنها غالبا ما يكون في متناول الشباب، أما الأثرياء فالهدية لا تقل عن 500 دينارا". أما سنية عبي، وهي طالبة، فترى أن هدية رأس السنة هي رمزية أكثر من أي شيء آخر. وتضيف لمغاربية "الواحد ليس مطالبا بدفع مبالغ خيالية للتعبير عن حبه لشخص ما، فهي هدية رمزية نبارك بها للعام الجديد". وبالتوازي مع المحلات والمركبات التجارية الكبري، فإن الفنادق والمطاعم تشهد اكتظاظا قبل رأس السنة بفترة طويلة. ورغم أن أسعار الحجوزات تتراوح بين 30 دولار وأكثر من 100 دولار للشخص الواحد فإن العديد من التونسيين لا يستطيعون مقاومة الإغراء لأسمية صاخبة بالموسيقى بقيادة فرقة محلية أو دولية. ويشتكي الكثير من التونسيين من غلاء أسعار الفنادق والمطاعم خلال احتفالات رأس السنة. ويرى ياسين بأن الأسعار لا تتوافق مع ما يقدم. ويقول" كنت اختار كل سنة الإحتفال بالسنة الجديدة في أحد المطاعم رفقة زوجتي وابني لكنني عدلت عن ذلك بسبب ارتفاع الأسعار وتفشي الغش في الأكلات المقدمة". ومثلما يقع قبل مناسبات الاحتفال الكبيرة، مثل عيد الفطر وعيد الأضحى، تكثف فرق المراقبة الاقتصادية والصحية قبل هذه المناسبة من حملات المراقبة للمطاعم والمخابز ومحلات بيع المرطبات لردع المتلاعبين بمعايير الصحة أو الرفع في الأسعار. وتجاوزت عمليات المراقبة أيام قبل رأس السنة 100 عملية خاصة بمحلات المرطبات، بحسب إدارة حفظ الصحة و حماية المحيط.