جدد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي التّأكيد على موقف بلاده الداعم لكل الجهود الرامية لتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط، والمساعي المبذولة لتسوية الأزمة اللبنانية. وقال في كلمة ألقاها الخميس أمام رؤساء البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية المعتمدين في بلاده، إن تونس تساند وتدعم كل الجهود التي تبذل من أجل تحريك عملية السلام وإيجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية تمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة، وتحقق الأمن والسلام لشعوب المنطقة كافة. وأضاف "إننا عازمون على مزيد تفعيل العمل العربي المشترك ودعم مسيرة التطوير والتحديث بالمنطقة العربية والإسهام في تقريب وجهات النظر وتوحيد المواقف بخصوص مختلف قضاياها الجوهرية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية". وفي هذا السياق، أعرب عن دعم بلاده للمساعي العربية بشأن الوضع في لبنان، وترحيبها بكل المبادرات الهادفة إلى مساعدة الشعب اللبناني على تحقيق التوافق بين أبنائه، والحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره. ودعا من جهة أخرى، إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية من أجل وضع حد لمعاناة الشعب العراقي حتى يتمكن من إعادة إعمار بلاده في كنف الوفاق والوحدة والاستقرار. وأكد أن بلاده ستواصل إسهامها في مساندة جهود الأممالمتحدة الهادفة إلى تعزيز مقومات الأمن والسلم في العالم، وإلى مواجهة التحديات الدولية المشتركة والقيام بدورها في إشاعة قيم التضامن والحوار بين الشعوب والحضارات والثقافات والأديان. إلى ذلك، تعهد الرئيس التونسي بمزيد تطوير منظومة حقوق الإنسان والحريات الأساسية في بلاده خلال العام الجاري، وذلك "تعزيزا لخياراتنا الوطنية في هذا المجال ووفقا لثوابت مسيرتنا الإصلاحية". وقال إن بلاده ستعمل على "تطوير الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية من خلال الارتقاء بالأحكام المنظمة لها إلي مرتبة قانون، وتمكينها كمؤسسة وطنية لحقوق الإنسان من الاستقلال الإداري والمالي". وأضاف أن عملية التطوير ستشمل أيضا مراجعة تركيبة هذه الهيئة بما يدعم التواصل بين الدولة ومكونات المجتمع المدني وتعزيز اختصاصها تأكيدا لدورها في مجال النهوض بحقوق الإنسان وحمايتها". وأشار بن علي إلى أن تونس عملت خلال الفترة الماضية على مزيد توسيع نطاق المشاركة في الشأن العام ، حيث "واصلت دعم الأحزاب السياسية وصحافتها، وتعزيز مشاركة الشباب وحضور المرأة في مختلف أوجه الحياة العامة، إلى جانب تفعيل دور المجتمع المدني بجميع مكوناته وتطوير المشهد الإعلامي تكريسا لحرية التعبير وإثراء لثقافة التنوع".