غادر نائب سوري سابق كان قد سجن لخمس سنوات لمطالبته بالمزيد من الحريات السياسية بلاده للقيام بحملة من شأنها ممارسة ضغط دولي على دمشق لاطلاق سراح المئات من السجناء السياسيين. ودعا مأمون الحمصي الذي يقيم الان في الاردن الدول الاوروبية بممارسة الضغط على النظام السوري الحاكم لاطلاق سراح السجناء السياسيين وتحسين مطالب حقوق الانسان وادخال الديمقراطية. وقال الحمصي مشيرا الى حركة تحرر سياسية ومدنية ظهرت لفترة وجيزة بعد تولي الرئيس السوري بشار الاسد سدة الحكم في العام 2000 "خرجت من سوريا قبل عشرة ايام ولن اعود. خرجت حاملا رسالة ربيع دمشق الى العالم .. احمل نداء الحرية لسجناء الرأي والضمير.. وحماية السجناء السياسيين في سوريا". وقال في مقابلة مع رويترز في بيروت "الاوروبيون يجب يمارسوا الضغط واتخاذ مواقف اكثر حزما وفعالية لانقاذ حياة سجناء الرأي والضمير ونطالبهم بتوجيه انذار للحكومة في سوريا اذا لم تستجب.. بسحب سفرائهم من سوريا". وقامت سوريا بقيادة حزب منذ العام 1963 باعتقال العديد من المعارضين بينهم ناشطون في مجال حقوق الانسان ومحامون ومثقفين في الشهور القليلة الماضية الذين طالبوا بتصحيح العلاقات مع لبنان. وانتقد الاتحاد الاوروبي الاعتقالات لكن وزارة الخارجية السورية ردت باستدعاء سفير الاتحاد الاوروبي في دمشق للاحتجاج على ما وصفته التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد. وقال الحمصي "13 شخصا على الاقل اعتقلوا في هذه الحملة لكن هناك المئات من السجناء السياسيين ونحن نريد تحريرهم جميعا اذ لا يجوز سجن اي شخص لمجرد تعبيره عن رأيه". اضاف "بعض هؤلاء الناس في الستينيات من اعمارهم وتم زجهم مع مجرمين عاديين. هم بحاجة لاطباء وجماعات حقوق الانسان لزيارتهم لانهم يعاملون معاملة سيئة". ومن بين المعارضين السياسيين الذين اعتقلوا الشهر الماضي المحامي أنور البني وهو ناشط مستقل يدافع عن الحرية السياسية في سوريا تم اقتياده وهو يصرخ من منزله على يد قوات الامن في منطقة برزة تحت سمع وبصر أسرته وجيرانه. وافتتح المحامي السوري قبل عدة أشهر مركزا لحقوق الانسان في دمشق برعاية الاتحاد الاوروبي سرعان ما أغلقته السلطات. وقال المسؤولون ان المركز لم يحصل على تصريح للعمل. كما اعتقلت السلطات الكاتب السياسي ميشيل كيلو ووجهت اليه الاتهام بارتكاب جرائم قد تبقيه في السجن مدى الحياة. والبني وكيلو من بين 500 مثقف وصحفي وكاتب من سوريا ولبنان وقعوا الاسبوع الماضي اعلان بيروتدمشق الذي يدعو سوريا الى تحسين علاقاتها مع لبنان عبر تبادل فتح السفارات وترسيم الحدود المشتركة. وتراجعت العلاقات بين الدولتين في أعقاب اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري في فبراير شباط 2005. وغادرت القوات السورية لبنان العام الماضي بعد وجود دام نحو 29 عاما. وكان الحمصي سجن لاكثر من خمس سنوات من العام 2001 لدوره بما سمي انذاك حركة ربيع دمشق. وسجل الحمصي الذي اطلق سراحه في فبراير شباط الماضي شريطا مسجلا في رسالة تدعو العالم الى "حماية سجناء الرأي والضمير" وقال انه يريد الديمقراطية في سوريا. وقال الحمصي الذي جاء الى بيروت لتوزيع الشريط "هدفنا العودة الى صناديق الاقتراع حيث الناس تستطيع اختيار قادتها وتحميلهم مسؤولية افعالهم" اضاف "غالبا ما يتحدث النظام عن الاصلاح لكنه يكذب . فكرته عن الاصلاح فقط بناء السجون الكبيرة".