أحيا اليوم المجلس الأعلى للثورة الذكرى الثالثة لإندلاع أوّل شرارة للثورة التونسية بساحة القصبة بتونس العاصمة وقد شهدت القصبة توافد حشود كبيرة من شباب التيار السلفي ورفعت خلال هذا الحراك الإحتجاجي رايات التوحيد التي أكدت وزارة الداخلية في بيان سابق منعها. كما رفع الحاضرون شعارات على غرار "الديمقراطية كفر" و لا للدولة البولسية كما علقوا لافتات تندد بالمداهمات الأمنية للمساجد وتطالب بالإفراج عن إخوانهم الموقوفين في السجون… وعلى المستوى الأمني قد تمّ تركيز سيارات تابعة لوحدات التدخّل التي طوّقت ساحة القصبة بحواجز حديدية وسط حضور أمني غير مسبوق . وقد شملت مداخلة رئيس حركة وفاء عبد الرؤوف العيادي تأكيده على أن هناك بعض الاطراف إستغلت الشباب السلفي وورّطته في مسألة الإرهاب خدمة لأهدافها الخاصّة. وحضر أيضا الناطق الرسمي بإسم تيار عائدون سيف الدين البناني والذي قال أن المجلس الأعلى للثورة يجمع و لا يفرق بالرغم من الإخلالات الأمنية. من جانب آخر دعا عدد كبير من الملتحين إلى ضرورة الدفاع عن حقهم في الحياة والدفاع عن كرامتهم كما نددوا بالممارسات التعسفية التي طالتهم من قبل الأمن من إعتقالات عشوائية ومداهمة بيوتهم لكونهم ملتحون فقط. و قال أحد المشاركين أن الجماعات السلفية بريئة من دماء التونسيين و لا علاقة لها بالإرهاب. وشهدت ساحة القصبة اليوم أجواء مشحونة بين الشباب السلفي بسبب انقسامهم بين من يدعو إلى التهدئة والإمتثال إلى تعليمات وزارة الداخلية التي منعت رفع اي شعار من شعارات التنظيمات المحظورة وبين شباب متحمصس أصر على رفع رايات التوحيد عاليا علما وأنها تمثل الشعار الاساسي لتنظيم أنصار الشريعة المحظور. وقد حاول احد الأئمة من القيروان تهدئة الأوضاع مبشّرا بفتح جديد لتونس المسلمة في المستقبل وسيكون الفتح حسب قوله على أيادي الشباب السلفي لبناء دولة الخلافة و طلب منهم المزيد من الصبر للوصول الى هدفهم.