قال الحبيب عمار مدير عام الدّيوان الوطني للسّياحة التّونسيّة، “إنّ مداخيل القطاع السّياحي، الذي تضرّر كثيرا بالأحداث التي جدّت في البلاد منذ ثورة 14 جانفي 2011، قد تراجعت بنسبة 33 بالمائة سنة 2011 لتبلغ 3364 مليون دينار”. وأضاف عمار “أن عدد اللّيالي المقضّاة قد انخفض بنسبة 40.3 بالمائة لتبلغ 21.2 مليون ليلة وتراجع عدد السياح الوافدين على تونس بنسبة 30.7 بالمائة لتستقر في حدود 4.7 مليون سائح”. وعلى مستوى التّشغيل أوضح المسؤول أنّ أزمة القطاع السّياحي أدّت إلى غلق 17 وحدة فندقية، وبالتالي فقدان 3 آلاف موطن شغل مباشر فضلا عن “التّخلي عن إحداث” حوالي 20 ألف موطن شغل موسمي. كما كان لأزمة القطاع تأثيرات سلبية في قطاعات النّقل الجوّي ووكالات الأسفار والصّناعة والصّناعات التقليدية وغيرها. وأرجع السّيد الحبيب عمار تراجع النّشاط السّياحي خلال سنة 2011 وبداية السّنة الحاليّة إلى عدم توفّر الاستقرار السّياسي والاجتماعي وغياب الأمن في البلاد. وتابع عمار “أنّه إلى جانب هذه الأوضاع الدّاخليّة فإن الحرب في ليبيا والأحداث في مصر قد ساهما في إعطاء صورة سيئة على كامل المنطقة التي أصبحت تعتبر منطقة غير آمنة”. ولاحظ المدير العام لديوان السياحة أنّ الوزارة بادرت بوضع استراتيجية ترويجية تهدف إلى طمأنة كل المتدخّلين في هذا المجال، ولاسيما وكلاء الأسفار بشأن “عودة الأوضاع إلى طبيعتها في تونس” من خلال تحسن الأوضاع السياسية والاجتماعية واستقرارها وتعزيز الأمن في كامل أنحاء البلاد. وأشار إلى أنه تم على هذا الأساس “دعوة حوالي 70 وكيل أسفار من القارات الخمس لحضور ورشة عمل انتظمت يوم 3 فيفري الجاري ببادرة من وزارة السياحة وخصصت للتباحث حول مسالة توافد السياح نحو الوجهة التونسية”. وأضاف أن الوزارة تعتزم قريبا إطلاق حملات إشهارية في مختلف الأسواق (التقليدية وغيرها)، تتضمّن برامج معلّقات وومضات إشهارية، وذلك بهدف إنعاش القطاع السياحي”. وتستقبل تونس سنويّا حوالي مليوني سائح ليبي و1.5 مليون سائح فرنسي ومليون سائح جزائري وحوالي 500 ألف سائح فرنسي. ولاحظ السيد الحبيب عمار أن السياحة التي تمثل 7 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي وتؤمن قرابة 400 ألف موطن شغل مباشر قاطرة فعلية للتنمية باعتباره يساهم في حركية العديد من الأنشطة الأخرى”. المصدر: وات