اجتاحت في الآونة الأخيرة موجة من الاحتجاجات عدّة مناطق من البلاد التونسيّة و ذلك للتنديد بغلاء المعيشة و الزّيادة في جملة من المواد التي تضمّنها قانون الماليّة 2018. و شهدت البارحة عدّة مناطق و هي طبربة و حي التّضامن و الانطلاقة و القصرين و ساقية سيدي يوسف و قفصة و قابس عمليات تخريب للمنشآت العموميّة و الخاصة تصدّت لها الوحدات الأمنيّة والعسكرية. و قد اعتبر لزهر العكرمي القيادي السّابق بحزب نداء تونس احتجاجات جانفي ليست جديدة على البلاد التونسيّة و موضوعها أساسا اقتصادي و اجتماعي. و أوضح محدثنا أنّه مهما قيل بأنّ هناك أطرافا تحرّك هذه الاحتجاجات بهدف التخريب و السرقة يبقى المحرّك الأساسي هو اليأس الذّي أجّجته الزّيادة في الأسعار و غلاء المعيشة و المحرّك الثانوي هو التهييج و الرّكوب على الأحداث و هذا ناتج على الإفلاس السّياسي لإدارة المرحلة منذ 2015 ، إذ تمّ تخريب الحزب الفائز في الانتخابات و افتكاك المواقع فيه و إبراز وجوه زادت في إثارة النّقمة عند النّاس على حدّ قوله. و أشار العكرمي إلى أنّ ما حدث في الانتخابات الجزئيّة التشريعيّة في ألمانيا كان مؤشّرا لم تتمّ قراءته بالشّكل الصّحيح. و أكّد أنّ الهروب إلى الأمام سيدفع بالوضع الاجتماعي إلى التأزّم. و أضاف محدّثنا أنّ موجة الاحتجاجات مفتوحة التي تعيشها البلاد مفتوحة على كل الاحتمالات ولا أحد يمكنه توقّع تداعياتها موضحا أنّ كلّ شيء أصبح متوقّعا في الوضع الحالي و لا أحد بإمكانه وضع استراتيجيا حتى لمدّة 7 أيّام لأنّ الوضع الحالي يحمل مفاجآت أكثر ممّا يحمل تخطيطا وفق قوله. و حول إمكانيّة إطاحة هذه الاحتجاجات بحكومة يوسف الشّاهد اعتبر العكرمي أنّ هذا ممكنا إن أرادوا أن يحمّلوها مسؤوليّة حالة الفشل التي يعاني منها حزب نداء تونس و ستكون حكومة الشّاهد كبش فداء ليس بسبب فشلها بل لكونها أرادت مكافحة الفساد حسب تعبيره. تصريح لزهر العكرمي القيادي السّابق في حزب نداء تونس Votre navigateur ne prend pas en charge l'élément audio.