كشف اليوم الثّلاثاء، 15 ماي، تقريري شهري مارس و أفريل من سنة 2018 أعدّه المرصد الاجتماعي التّونسي التّابع للمنتدى التّونسي للحقوق الاقتصادية و الاجتماعية ارتفاع عدد التّحركات الاحتجاجية خلال شهر أفريل الماضي مقارنة بشهر مارس 2018، بحوالي 600 تحركا احتجاجيا. و أوضح رئيس المنتدى التّونسي للحقوق الاقتصادية و الاجتماعية مسعود الرّمضاني خلال ندوة صحفيّة انتظمت بمقر المنتدى بالعاصمة أنّ التّقرير أكّد أنّ التّحركات الاحتجاجية الجماعية و الفردية التّي تمّ تسجيلها خلال شهر أفريل بلغت 1439 في حين تمّ تسجيل 850 تحركا احتجاجيا خلال شهر مارس2018. و قال الرّمضاني إنّ هذا التّطور الذّي تشهده التّحركات الاحتجاجية من شهر إلى آخر يعود إلى غياب التّنمية الجهوية و ارتفاع معدلات البطالة و لا سيما في صفوف الشّباب إضافة إلى ارتفاع أسعار المنتجات الاستهلاكية و تسجيل نقص بمنسوب المياه في عدّة مناطق من البلاد. و توقّع المتحدّث تطور الاحتجاجات في عدّة مناطق من البلاد خلال الأشهر القادمة، مفسرا ذلك بارتفاع معدلات التّضخم و تدني المقدرة الشّرائية للمواطن التّونسي علاوة على انسداد الآفاق أمام الشّباب التّونسي الذّي اختار الهجرة للبحث عن الحلول. و قال المشرف على المرصد الاجتماعي و الاقتصادي عبد السّتار السّحباني أنّ أكبر نسبة للتّحركات الاحتجاجية سواء كانت فرديّة أو جماعية خلال شهر افريل 2018 وفق نفس التّقرير، قد سجلت بولايات تونس و القيروان و القصرين وسيدي بوزيد في حين احتلت ولايات صفاقس و قابس و سوسة و قفصة و مدنين المرتبة الثّانية. و أشار التّقرير وفق ذات المصدر إلى أنّ الاحتجاجات الفرديّة حافظت على نفس نسقها لتستقر في حدود 6 بالمائة فقط من مجموع الاحتجاجات أي ب85 تحركا احتجاجيا مقابل تطور كبير للاحتجاجات الجماعية التّي بلغت 1354 تحركا احتجاجيا. و تطرّق تقرير شهري مارس و أفريل 2018 وفق ما أكّده المشرف على المرصد الاجتماعي و الاقتصادي عبد السّتار السّحباني إلى تطوّر الاحتجاجات ذات الخلفيات الاقتصادية و الاجتماعية و الإدارية و التّربوية. و أكّد السّحباني على صعيد أخر تطور حالات الانتحار ومحاولات الانتحار خلال شهر أفريل 2018 لتبلغ 54 حالة مقابل 41 حالة انتحار و محاولة انتحار خلال شهر مارس 2018 أي بزيادة تقدر ب 13 حالة انتحار خلال شهر أفريل 2018 وكانت الشّريحة العمرية بين 26 و 35 سنة أكثر الشّرائح حضورا في حالات الانتحار و محاولات الانتحار و التهديد بالانتحار. و أشار التّقرير إلى أنّه تمّ تسجيل أربع حالات انتحار أطفال لأسباب مختلفة يعود بعضها إلى لعبة الحوت الأزرق، في حين اعتبرت بعض الجهات المسؤولة أنّ سبب انتحار هؤلاء الأطفال لا يعود إلى هذه اللّعبة على عكس ما ذهبت إليه مندوبية حماية الطّفولة. و أكّد السّحباني أنّه لم يتمّ رصد أي حالة انتحار أو محاولة انتحار أو التّهديد بالانتحار بالنّسبة للشّريحة العمرية بين 36 و45 سنة في حين لم يتمّ رصد حالات انتحار في صفوف المسنين، خلال ذات الفترة. و اعتبر السّحباني أنّ التّفاوض وفتح باب الحوار سيساهم في تراجع موجة التّحركات الاحتجاجية و العنف و حالات الانتحار و محاولات الانتحار التّي مازالت تسجلها مختلف مناطق البلاد.