من قرطاج إلى اشبيلية هو عنوان العرض الذّي برمج لسهرة افتتاح مهرجان قرطاج الدّولي هذه السّنة في دورته ال 45، عرض يمزج بين المالوف التّونسي و الجزائري و المغربي و الأندلسي في صورة تظهر تقارب هذه الأشكال الموسيقيّة لكل بلد، و العرض من تصوّر قائد الفرقة الوطنية للموسيقى محمد الأسود و يشارك فيه كل من زياد غرسة و درصاف الحمداني من تونس و عبير العابد من المغرب و عبّاس الريغي من الجزائر و “ماريا مارينا” من إسبانيا. و بمناسبة الافتتاح أكّد وزير الشّؤون الثّقافية محمد زين العابدين في تصريح لتونس الرّقمية أنّ القيمة التاريخيّة و الفنيّة التي يحضى بها مهرجان قرطاج على المستوى العالمي تقتضى برمجة عروض كبرى ذات إشعاع محترم وهو ما من شأنه المساهمة في تحريك عجلة الاقتصاد. كما أشار زين العابدين إلى أنه رغم اهتمام وزارة الشؤون الثقافية بمهرجان قرطاج الدولي كوجهة ترويجية للشأن الثقافي في البلاد إلا أنها تولي كذلك عناية متواصلة بالمهرجانات الأخرى والتي بلغ عددها 300 مهرجان على حد قوله. وبخصوص اللّغط الحاصل بشأن ارتفاع كلفة بعض العروض الأجنبية وما يتطلّبه ذلك من صرف للعملة الصعبة، شدّد محمد زين العابدين على أنّه بالرغم من أنّ الوزارة لا تتدخّل في كلّ ماهو برمجة، إلا أنّ مكانة ووزن مهرجان قرطاج الدولي يتطلب برمجة أسماء كبيرة ذات إشعاع عربي وعالمي لا سيما أنّ للمهرجان كذلك جانب تجاري واستشهاري لا يجب التغاضي عنه وفق تعبيره. كما أشار الوزير إلى انّ رئاسة الحكومة ارتأت أن يوظّف جانبا من مداخيل المهرجان هذه السّنة لفائدة المؤسّسة الأمنية و العسكرية التي فقدت عددا من أبنائها دفاعا عن مناعة تونس واستقرارها. من جانب آخر، أجمعت الجماهير التي حضرت حفل الافتتاح على أن العرض المقدّم يحمل في طيّاته جانبا من الرّقي الفني و التّصور الناجح من خلال الجمع بين الأنماط الموسيقيّة المتوسّطية، كما أكدوا على كونه فرصة لمزيد إثراء التّعاون الفني و الموسيقي المغاربي. و حول برمجة مهرجان قرطاج لهذه السنة عبّر أغلب من حاورتهم تونس الرّقمية عن سعادتهم بعودة الفنّانة التونسية أمينة فاخت إذ اعتبروا عرضيها المبرمجين ليومي 21 و 24 النّقطة المضيئة للمهرجان في دورته ال54. ومن بين المؤاخذات التي عاينتها تونس الرّقمية، خلال تغطيتها افتتاح الدورة 54 لمهرجان قرطاج الدولي، الحضور الجماهيري الذي كان باهتا ..حيث لاحظنا أنّ حوالي نصف مدارج المسرح الرّوماني كانت فارغة و هو الأمر الذّي سلب هذا العرض الفنّي الثّري و المتنوّع روحه، وهو ما يجعل من انطلاقة المهرجان من ناحية حضور الجمهور لا تليق نوعا ما بمهرجان في قيمة قرطاج الدولي ولا بعراقة مسرحه الرّوماني .. * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *