في حادثة غريبة من نوعها لا يمكن أن تحدث إلا في تونس، قطار الضّاحية الجنوبيّة اليوم الخميس، 26 جويلية 2018، يسير بسرعة جنونيّة جدا دون توقّف و بدون سائق. و حسب مقاطع فيديو تمّ تداولها منذ الصّباح على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك فإنّ القطار واصل سيره دون توقّف من محطّة الزّهراء إلى حدود محطّة فندق جديد أين انقطع عنه التيار الكهربائي أي إن لم انقطاع التّيار الكهربائي فلن يتوقّف القطار “المجنون” و كان من الممكن أن يصطدم بكلّ شيء يعترض طريقه كما كان من الممكن أن يتسبّب في كارثة وطنيّة يروح ضحيّتها عدد كبير من الأرواح البشريّة التّي لا تمتلك حلا للتنقل إلا على متن قطارات الشّركة الوطنيّة للسكك الحديدية. و في تصريح لإذاعة “شمس اف ام” أوضح حسّان الميعادي المكلف بالإعلام بشركة السّكك الحديدية أنّ الحادثة تتمثّل في نزول سائق القطار للتثبّت من عطب في الأبواب بمحطّة الزّهراء فانطلق القطار بمفرده.. فكيف انطلق هذا القطار ألم يوقفه السّائق للنزول..؟ كيف إذا ينطلق هكذا بمفرده دون أن يتحكّم فيه أحد..؟ غريب جدا. من ناحية أخرى سُئل الميعادي عن عدم وجود تقني مساعد للسائق على متن القطار فأجاب بأن قطارات الأحواز يقودهم سائق فقط.. فهل هذا معقول سؤال يطرح نفسه هنا بغضّ النّظر عن حادثة اليوم ماذا سيحدث لو أصيب أحد سائقي القطارات بوعكة صحيّة فجئية فما الحل ؟ يمكن أن يتسبّب الامر في كارثة…؟ نقاط عدّة و تجاوزات غير مفهومة لشركة السّكك الحديديّة… و في كلّ مرّة تبرّر الشّركة موقفها بأنّه سيتمّ فتح تحقيق… أين هي نتائج هذه التحقيقات ننتظر في كلّ مرة بيانا يكون شافيا و إجراءات تكون حاسمة لإنقاذ هذا القطاع الذّي يعاني من مشاكل بالجملة. ومن جانب آخر فقد حاولنا الاتّصال مرارا وتكرارا بالمكلّف بالاعلام بشركة السّكك الحديدية للاستفسار أكثر عن الحادثة لكن دون جدوى…