تم مؤخرا نشر الإصدار الجديد من مؤشر المخاطر بإفريقيا للعام 2022، من قبل المجمع الدولي المتخصص في إدارة المخاطر "كونترول ريسكس" بالتعاون مع مؤسسة أكسفورد للأعمال تحت عنوان "عندما يصبح عدم اليقين فرصة". ويحلل تقرير هذا العام، بشكل خاصة، المستقبل على المدى المتوسط والمدى الطويل للقارة الافريقية من خلال معالجة ثلاثة مواضيع رئيسية وهي التحول الطاقي والتحديات الغذائية والأزمات الاجتماعية والسياسية التي تلوح في الأفق وتهم عدة بلدان في القارة. أهم محاور التقرير يركز تقرير هذا العام على ثلاثة محاور رئيسية سيكون لها تأثير على إعادة تحديد علاقة إفريقيا ببقية العالم ودورها في الاقتصاد العالمي من خلال دراسة الفرص التجارية المتاحة على هذا الصعيد والمخاطر التي يمكن ان تنجر عنها. اما فيما يتعلق بدور إفريقيا في التحول الطاقي في العالم، فإن القارة لديها فرصة، بناءً على التحليل المقدم، للعب دور أكثر استدامة في نظام الطاقة العالمي، كمصدر للطاقة وكقارة لديها القدرة على الخروج من عصر الوقود الأحفوري والانتقال مباشرة إلى اقتصاد أخضر شامل ومستدام. علاوة على ذلك، ركز التحليل بشكل كبير على التحديات المتعلقة بالأمن الغذائي في إفريقيا، مع التركيز على دراسة أهمية قطاعي الفلاحة والبنية التحتية التجارية كمحور جديد للنقاش والبحث عن حلول مبتكرة تشير إلى أنها ستفتح فرصًا جديدة – من المؤكد أنها مصحوبة بالعديد من المخاطر – للمستثمرين في السنوات القادمة. هذا ويسلط الموضوع الأخير للتقرير الضوء على حقيقة أن العديد من الحكومات تواجه نقصًا كبيرًا في السيولة في مواجهة هذه التحديات بينما تظهر في الأفق موجات سخط اجتماعي. ويشير التقرير إلى أن الاستقرار السياسي سيكون على الأرجح التحدي الأكبر أمام تحقيق التحول الطاقي في القارة وطموحات الأمن الغذائي. قارة ديناميكية نما الناتج المحلي الإجمالي لأفريقيا بنحو 6.9 بالمائة في عام 2021، مما يعكس زخمًا إيجابيًا، لكن القارة ستستمر في مواجهة حالة عدم اليقين خاصة أن تداعيات جائحة كوفيد -19 والحرب الروسية الأوكرانية لها تأثير ملحوظ على الآفاق الاقتصادية للقارة لعدة سنوات. وفي عام 2021، فقدت القارة حوالي 22 مليون موطن شغل نتيجة للوباء، بالتزامن مع دفع 30 مليون شخص إلى الفقر المدقع. كما أدى ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة وتعطل سلاسل التوريد وتغير المناخ إلى إعادة إشعال أزمة الغذاء التي تلوح في أفق القارة. ومع ذلك، فإن الغضب الاجتماعي المتصاعد ضد الحكومات ملحوظ بشكل متزايد في جميع أنحاء القارة، حيث يرى الناس أن القادة غير قادرين على مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية. في عام 2022، تُظهر نسب المخاطرة والمكافأة أن إفريقيا في منطقة مضطربة، حيث توجد الفرص ولكن في مناخ غير مؤكد للغاية. كما تؤكد باتريشيا رودريغيز، المحللة الأولى في "كونترول ريسكس" أنه يجب أن يتم التحول في مجال الطاقة في أفريقيا بشكل تدريجي كما يجب على العديد من البلدان، بل سيتعين عليها، استغلال الوقود الأحفوري أثناء تطوير الطاقات المتجددة بنشاط. أما الدول ذات الاحتياطيات العالية من الغاز الطبيعي المسال، مثل أنغولا وموزمبيق وتنزانيا ونيجيريا، فستجذب اهتمامًا مستدامًا من المستثمرين.
