دخل أعوان شركة تونس للطرقات السيارة بداية من منتصف ليلة الاحد 29 جانفي 2023 في إضراب عن العمل يتواصل إلى غاية 31 جانفي الجاري، مطالبين بتجديد اتفاقية لزمة استغلال الطريق السيارة أ1 حمام الأنف – مساكن والتي تمثل أكثر من 50 بالمائة من مداخيل الشركة تونس للطرقات السيارة، وفق ما أفاد به الكاتب العام للنقابة الخصوصية لقطاع الطرقات السيارة أنيس الكعبي وهو مطلب يصعب تحديد علاقته بالوضعية الاجتماعية لأعوان الشركة نظرا لتعلق الموضوع بتصرف الدولة في ملك عمومي. مطالب رغم انهيار المؤشرات المالية وتتعلق مطالب الاعوان أيضا بتطبيق وتفعيل جميع اتفاقات محاضر الجلسات السابقة (لباس الشغل، الصندوق الاجتماعي زيادة الأجور، الصحة والسلامة المهنية) وبمراجعة منحة القفة ووصولات الاكل وترسيم الاعوان المتعاقدين والقطع مع اليات التشغيل الهش ومراجعة الالحاق وإعلان نتائج مناظرة الترقيات المهنية 2020. وتثير هذه المطالب الاستغراب اذ ان مستوى أجور أعوان الشركة يبدو مقبولا، من جهة كما ان المؤسسة تسجل خسائر كبرى رغم احتكارها لنشاط عملها وضعف عملها في مجال صيانة الطرقات، من جهة أخرى. وتقدر معطيات وزارة المالية عدد الاعوان سنة 2021 ب 1417 عونا وهو عدد كبير مقارنة بحجم نشاط الشركة تصل أعباء اجورهم الى 39.9 مليون دينار مما يعني ان معدل الاجر الشهري الخام للعون الواحد يناهز 2347 دينار. من جانب اخر، تكشف تقديرات وزارة المالية انه من المرتقب أن تصل خسائر الشركة مع موفى سنة 2021 الى 45,8 مليون دينار مسجلة بذلك تدهورا بما قدره 19,3 مليون دينار وبنسبة 72,8 بالمائة بالمقارنة مع سنة 2020 ويعود ذلك إلى تطور الأعباء المالية الصافية بما قدره 40,6 مليون دينار أي بنسبة 624,6%. وتقدر، اجمالا، مديونية الشركة سنة 2021 ب 1869.6 مليون دينار اذ تناهز ديونها تجاه الدولة 214.7 مليون دينار وتصل لدى البنوك المحلية الى 16.2 مليون دينار في حين تبلغ تجاه البنوك الأجنبية 1479.1 مليون دينار ولدى الصناديق الاجتماعية 2.9 مليون دينار وتجاه المزودين 156.7 مليون دينار. ولا تتناسب هذه الأرقام مع مستوى استثمارات الشركة التي من المتوقع ان لا تتجاوز في نفس العام 102.3 مليون دينار. خدمات رديئة يذكر ان خدمات الشركة ما انفكت تتدهور، بشكل خاص، السنوات الأخيرة وهو ما يلاحظه مستعملي الطرقات وقد سبق اكدت، في هذا الإطار، عائدة البرقاوي رئيسة مساعدة للجمعية التونسية للطرقات في تصريح اعلامي أنّ المواصفات الفنية من ناحية السلامة المرورية للطرقات السيارة في تونس تشوبها عدّة نواقص، مشيرة إلى أنّ الاستراتيجية فيما يتعلق بالسلامة المرورية على المستوى العالمي تتغيّر إلا في تونس، وموت الأشخاص أو تعرضهم إلى حوادث طرقات لديه قيمة كبيرة في العالم، وهذا ما لا يتوفر في تونس. كما أفادت الرئيسة المساعدة للجمعية التونسية للطرقات بأنّ فترة حياة الطرقات السيارة يجب ألا يتجاوز 20 سنة شرط ان يتم القيام بأعمال صيانة كل 8 سنوات مبينة أنّ أكبر خطأ قامت به شركة تونس للطرقات السيارة هي الطريق السريعة تونسبنزرت، اذ أنّه كان بالإمكان تحسين طريق تونسبنزرت فقط. ودعت المديرة المساعدة للجمعية التونسية للطرقات إلى الزيادة في معلوم الاستخلاص في الطرقات السيارة، إضافة إلى خلق أنشطة اقتصادية جديدة في محطات الاستخلاص وعلى كامل الطرقات السيارة لتحسين موارد الشركة.