مع انتهاء أشغال تشييد الجسر الرابط بين منوبةودوار هيشر، أحد الجسور الأربعة المبرمجة ضمن مشروع إنجاز القسط الأول للخط "د" من الشبكة الحديدية السريعة من محطة برشلونة إلى محطة القباعة، منذ أشهر، أصبح فتحها والاذن باستغلالها مطلبا ملحا من المواطنين، وخاصة من أصحاب السيارات، وسط غياب معلومات عن أسباب التأخر في ذلك، وفق تاكيد عدد من المواطنين ل"وات"، والانتقادات على صفحات التواصل الاجتماعي. وقد استبشر الجميع بسرعة انجاز هذا الجسر الهام، والممر العلوي على مستوى شارع الشغالين، اللذين فكّا عزلة معتمدية دوار هيشر بعد غلق كل المنافذ بينها وبين منوبة، إذ سهل الممر عملية التنقل للمارة، لكن مازال أصحاب السيارات من المعتمدية المذكورة والقادمين عبر الطريق وطنية رقم 7 من والى منوبة، ينتظرون فتح الجسر، بعد اشهر من تمديد المسار الى مسارات وقتية، طويلة عبر مفترق حيّ خالد بن الوليد، أو مفترق قصر السعيد – القصاب، والتي تشهد في اوقات الذروة خاصة، اكتظاظا واختناقا مروريا، وفق تصريحاتهم. ويعدّ هذا الجسر من أهم مكونات الخط التي انتهى انجازها وفي آجال سريعة، فيما يتواصل انجاز جسر ثان على مستوى حي البرتقال، وذلك ضمن اشغال هندسة مدنيّة مبرمجة بالخط تشمل وفق معطيات الشركة. وتتمثل هذه الاشغال في تسع منشآت فنية للسيارات تتضمن أربعة جسور علوية وخمس ممرات تحتية، اضافة الى 10 ممرات علوية وثلاث ممرات سفلية، فضلا عن اشغال ارضية تهم السكة الحديدية والمنشآت المائية والأرصفة ومأوى السيارات وكذلك والتهيئة الخارجية للمحطات واشغال التنوير العمومي. وانتهت أشغال الجسر المذكور منذ أشهر، لكن ظلت المعلومة غائبة حول أسباب تواصل غلقه، وتعذر الحصول عليها من طرف "وات"، رغم الاتصال بمصالح شركة تونس للشبكة الحديدية السريعة في اكثر من مناسبة، واكتفاء مصلحة الاتصال، بالتاكيد ان الاذن بالاستغلال وفتح الجسر لا يعود للشركة بل للمصالح المركزية والجهوية ذات العلاقة. ورغم تواصل غلق الجسر بحواجز اسمنتية منذ انتهاء الاشغال بها، فقد بدأ استغلالها من قبل أصحاب الدراجات والمارة، ما خلق مشاكل تعرض على اثرها البعض الى عمليات سلب تحت التهديد، جدّ آخرها مساء امس السبت، استنادا إلى ما أشار اليه عدد من أصحاب المحلات التجارية القريبة من الجسر، مؤكدين استغلال بعض المنحرفين لغلق الجسر وصعوبة مرور سيارات الأمن به عند الإبلاغ. كما تحدثوا عن تسجيل بعض الاخلالات في شبكة تصريف المياه في الامطار في جوان المنقضي، نتيجة امتلاء البالوعات بأتربة واوساخ الاشغال التي لم يتم تعهدها بالتنظيف لافتين الى ضرورة ان تأخذ الشركة هذا الامر بعين الاعتبار مع المقاولات المكلفة بالأشغال قبل استغلالها. وقال النائب بمجلس النواب، عن معتمدية دوار هيشر، علي بوزوزية، ل"وات"، إن مطلب فتح الجسر كان من أولوياته، حيث اتصل بمصالح شركة تونس للشبكة الحديدية السريعة، التي اكدت له عدم انتهاء اشغال الانارة بالجسر الامر الذي يشكل خطرا على مستعمليه ويحول دون استعماله، مبينة انه يجري التنسيق مع الشركة التونسية للكهرباء والغاز في الغرض بالاضافة الى رفع بعض المسائل الاخرى في المشروع. واضاف بوزوزية ان ينسق مع الشركة والسلط الجهوية من اجل حل الاشكاليات التي تعيق استغلال هذا الجسر ان وجدت مع التعجيل بفتحه في اقرب الآجال في كنف السلامة وبمقاييس الجودة المطلوبة. يذكر ان الخط "د" المندرج ضمن برنامج تطوير شبكات النقل الجماعي بتونس الكبرى، يمتد على مسافة 12,2 كلم من جملة 19,2 كلم مبرمجة، ويضم ثمان محطات انتهت اشغالها بنسبة 100 بالمائة.