وزارة أملاك الدولة تعلن عن تكثيف عمليات المراقبة على السيارات الإدارية في الصيف    بالأرقام: تمويل البنوك العمومية للمرفق العام لا يتجاوز 14% من إجمالي قروضها    حادث مروّع يودي بحياة 19 شخصا في مصر.. #خبر_عاجل    عاجل - نتيجة السيزيام : بلاغ من وزارة التربية للتلاميذ والأولياء    فرص تفرّح: 35 منحة تقرا بيهم في فرنسا وألمانيا و120 بلاصة في IPEST للمتفوقين في الباك 2025!    عاجل – تونس: رئاسة الحكومة تعلن عن التوقيت الصيفي للإدارات العمومية    الصمار: وحدات الديوانة تحجز بضائع مهربة بقيمة تفوق ال900 ألف دينار    الملعب التونسي: تربص مغلق منتظر .. وعدد من المباريات الودية في البرنامج    برشلونة يستعد لتسليم لامين يامال رقم 10 بعد رحيل فاتي    الترجي الرياضي: عرض بأكثر من 3 مليارات لنجم الفريق .. والإدارة ترفض    وزارة التعليم العالي تحذر من التعامل مع مكاتب وساطة غير قانونية لمواصلة الدراسة بالخارج    عاجل/ احالة هذه الشخصية على دائرة الاتهام في قضايا الفساد المالي..    جندوبة: توقيع اتفاقية تعاون وشراكة بين جامعتي جندوبة والشاذلي بن جديد الجزائرية    أوروبا تستعد لموجة حرّ قاسية ومخاطر الحرائق.. #خبر_عاجل    مرض نادر يُسبّب العمى ل6 أشقاء.. والأب يستغيث    قبلي: انطلاق عملية تدلية عراجين تمور النخيل المنتج لدقلة النور    يحدث لتونسي: بحر، مظلّة، ومطعم... لكن ''البيتزا'' فطيرة، والتفرهيدة طارت!    بطولة ويمبلدون للتنس: انس جابر تواجه البلغارية فيكتوريا توموفا في الدور الاول    اليوم انطلاق الدورة 56 للمهرجان الساف بالهوارية    لجنة التشريع العام تشرع الاربعاء القادم في النظر في مقترح قانون لتنقيح وإتمام المرسوم عدد 54(ياسر القوراري)    هام/ متى تتجنب الخروج صيفًا وكيف تحمي نفسك من لهيب الحر؟    اختتام ملتقى الناشرين المستقلين في العالم العربي والفضاء الفرنكوفوني    جريمة مروعة: مصرع شاب بطلق ناري اثر مشاجرة..وهذه التفاصيل..    باجة: بعث شركة اهلية مختصة فى المنتوجات الفلاحية البيولوجية بعمدون    معلومات صادمة لمحبي ''المروحة'' ...مخاطر صحية لازمك تعرفهم    عاجل/ تنبيه لهؤلاء: أموال حساباتكم البنكية ستحول لخزينة الدولة..    عاجل: للناجحين في الباك 2025... لازمكم تعرفوا المعلومة هاذي قبل الترسيم!    زفاف بيزوس الفاخر يشعل البندقية: 200 مدعو و95 طائرة خاصة وسط صرخة ''مدينتنا مش للبيع''    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية عنيفة على خان يونس    إحالة البشير العكرمي على الدائرة الجنائية بتهم التدليس واستعمال مدلس    15 سنة سجناً لفتاة أدينت بتهريب الكوكايين عبر ميناء حلق الوادي    يهم الناجحين في البكالوريا..#خبر_عاجل    سخنّت الكرهبة؟ هاو شنو تعمل قبل ما تعمل كارثة!    انخفاض أسعار اللحوم البيضاء..وهذه التفاصيل..    تحب تعمل حفلة الباك ولا العرس؟ هاني باش نقولك كيفاش تتحصل على رخصتك !    فرص توظيف في سلطنة عمان: لجنة انتداب المدرسين تواصل قبول الترشحات بمقر وكالة التعاون الفني إلى غاية 1 جويلية المقبل    عاجل/ من بينها نوع مخيف: انتشار كبير للحريقة في الشواطئ التونسية وخبير يكشف الأسباب..    عاجل : نادي أوغسبورغ الألماني يتعاقد مع المهاجم التونسي إلياس سعد    عاجل : تحذير من ''مسكن ألم'' شائع .. عواقبه خطيرة    طقس الجمعة: الحرارة تصل الى 43 درجة بهذه الجهات    بعد "إحاطة سرّية".. الديمقراطيون يتحركون لمنع ترامب من ضرب إيران مجدداً    ملايين الدولارات.. مكاسب مالية ضخمة للهلال بعد تأهله في مونديال الأندية 2025    كأس العالم للأندية: الهلال السعودي ينتصر على باتشوكا و يضرب موعدا مع مانشستر سيتي في ربع النهائي    ولاية باجة تتصدر الولايات الاكثر تجيمعا للحبوب    تونس تحصد 4 جوائز في اختتام الدورة 25 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون    اتفاق كبير يشمل غزة.. تفاصيل أحدث مكالمة بين ترامب ونتنياهو    خطبة الجمعة... الهجرة النبوية... دروس وعبر    اسألوني ..يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    ملف الأسبوع... كَرِهَ عِبَادَةَ الْأَوْثَانِ، وَطَلَبَ الدِّينَ فِي الْآفَاقِ.. وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ... أوّل المؤمنين بعد خديجة    'النصر إلى الأبد'.. رونالدو يعلن الاستمرار في السعودية    مؤشر التحول الطاقي 2025: تونس في المرتبة الثانية إفريقيا و62 عالميا    خطر النوبات القلبية يتراجع.. وظهور أمراض جديدة    ما هي الأشهر الهجريَّة؟...وهذا ترتيبها    السبت والاحد القادمان... شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة دون سيارات    التحقيق في بلاغ مها الصغير ضد الفنان أحمد السقا بتهمة التعدي بالضرب والسب    مطرزا بالذهب والفضة والحرير.. السعودية تكسي الكعبة ثوبها السنوي    أخصائية نفسية: ''مانجحتش في الباك؟...أنا زاده عاودت العام وكانت من أجمل التجارب''    يوم دراسي حول حقوق المؤلف والحقوق المجاورة في القطاع السينمائي والسمعي البصري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشركات الاهلية نموذج لدفع التنمية المستدامة

بقطع النظر على أهمية دورها التنموي المؤكد وتعزيزها لنسيج الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فان الشركات الاهلية كوحدات اقتصادية واعدة بنيت لتكون عنصر إدماج شامل وهو ما دعا اليوم عدة هياكل اسناد الى التعبير عن استعدادها لدعمها. غير انه ليس من المنتظر بالضرورة، أن تكون الشركات الأهلية دافعا للاقتصاد فحسب بقدر ما يعول عليها لتعزيز التشغيل، باعتبار وجود فرص اعمال في العديد من القطاعات الاقتصادية والمناطق التي تحظى بدعم مؤسساتي هام. وينتظر ان تكون مساهمة الشركات الاهلية في تطويرها جد حيوية.
بمبادرة من السجل الوطني للمؤسسات تم يومي 18 و19 ديسمبر الجاري تنظيم ملتقى دولي علمي بالتزامن مع إحياء الذكرى 14 للثورة، تناول موضوع الشركات الأهلية في إطار حوارات مستفيضة جمعت خبراء ومتخصصين وذلك في سياق تثمين هذا الصنف القانوني الجديد من الشّركات الذي يندرج في إطار رؤية جديدة للدّولة التونسية في إرساء نموذج اقتصادي يرتكز على خلق فرص عمل لائق والحد من الفوارق الاجتماعية والاقتصادية وتعزيز التنمية المستدامة.
لقاء دولي وعلمي متميز
في هذا الصدد، أشرف رياض شوّد وزير التشغيل والتكوين المهني مرفوقا بحسنة جيب الله كاتبة الدولة المكلفة بالشركات الاهلية أول أمس الأربعاء بالعاصمة على افتتاح الملتقى الدولي العلمي تحت عنوان "الشركات الأهلية، رافد للتنمية المستدامة والاقتصاد الاجتماعي والتضامني" نظّمه السجل الوطني للمؤسّسات بالشراكة مع جامعة تونس المنار بحضور عادل الشواري مدير عام السّجل الوطني للمؤسّسات ونائبة رئيس جامعة تونس المنار ونجاة البراهمي رئيسة اللجنة العلمية للملتقى وعدد هام من الخبراء والأساتذة الجامعيين والباحثين والمختصين الاقتصاديين من تونس وفرنسا بالإضافة إلى عدد من إطارات الوزارة والهياكل المعنية وعدد من ممثلي الشركات الاهلية.
وأكّد الوزير على أنّ مرسوم الشركات الأهلية يعدّ ثورة تشريعية تؤسس لأنموذج تنموي يقوم على تكريس الاستقلالية الاقتصادية والتعويل على الذات تستعيد بواسطته الدولة لدورها الاجتماعي، كما أنّ إصدار المرسوم الخاص بالشركات الأهلية على أهميته لا يمكن أن ينظر له من الجانب القانوني فحسب فهو تأسيس لمشروع مجتمعي يتم فيه إعلاء قيم التضامن والتعاون والتكافل ويهدف الى تجسيد توازن بين الربحية الاقتصادية والقيم الاجتماعية.
كما بين المسؤول أنّ الدولة قد وضعت منذ صدور المرسوم كلّ الإمكانيات لتنزيله على أرض الواقع وتذليل كل الصعوبات التي تحول دون دخول بعض الشركات الاهلية طور النّشاط الفعلي ومنها تخصيص الاعتمادات المالية لتيسير النفاذ إلى التمويل عبر خط تمويل سنوي على موارد الصندوق الوطني للتّشغيل، وعهد التصرف في خط التمويل الى 6 مؤسسات بنكية عمومية وخاصة انخرطت في هذا المشروع الوطني إضافة الى الانطلاق في مراجعة بعض النصوص الترتيبية المتعلقة بالاستثمار وبرامج الصندوق الوطني للتشغيل للترفيع بسقف تمويل الشركات الأهلية .
مرافقة الشركات الأهلية
في نفس السياق، جرى التأكيد على الانطلاق في إعداد دليل مرافقة الشركات الأهلية لضمان دخولها طور النشاط الفعلي وضمان ديمومتها، وتخصيص منحة دعم ومرافقة لفائدتها فضلا عن إعداد برنامج تكويني مشترك مع المجلس البنكي والمالي في مجال التصرف الإداري والمالي، تم الانطلاق في تنفيذه، وذلك بالتوازي مع تطوير منصة رقمية بالتنسيق مع السجل الوطني للمؤسسات تعتمد على الترابط البيني لرقمنة مسار إحداث الشركات الاهلية بهدف مزيد تبسيط الإجراءات وتقريب الخدمات.
واكدت، من جهتها، حسنة جيب الله كاتبة الدولة لدى وزير التشغيل والتكوين المهني المكلفة بالشركات الاهلية على أنه ومنذ صدور مرسوم الشركات الاهلية عرفت تونس جيلا جديدا من المبادرات الجماعية تمثلت في الشركات الاهلية في تكريس دور الدولة الاجتماعية العادلة مبرزة أنّ الاستثمار لبعث الشركات الاهلية هو جزء من مجهودات الدولة لتحرير الاقتصاد الوطني وتلبية الحاجيات من التنمية والتشغيل.
كما أوضحت أنّ مشروع الشركات الاهلية هو مشروع مجتمعي واقتصادي يقوم على التوازن الاقتصادي الاجتماعي والبيئي لخلق التنمية المحلية والجهوية، عبر جملة من التسهيلات والامتيازات المالية والجبائية ومنها مشروع الترفيع في قيمة القرض المسند للشركات الاهلية من 300 ألف دينار إلى 1 مليون دينار، وإحداث آلية ضمان الشركات الاهلية بقيمة 10 مليون دينار في قانون المالية 2025، علاوة على إسناد منحة دعم شهرية لمدة 12 شهرا بقيمة 800 دينار شهريا لفائدة الشركات الاهلية المحدثة قانونيا، والعمل في غضون سنة 2025 على تفعيل المنحة التضامنية المقدرة ب 20 ألف دينار.
وفي ختام مداخلتها، شددت كاتبة الدولة على أنه سيقع العمل خلال سنة 2025 على الترفيع في نسق إحداث الشركات الاهلية ذات المسؤولية البيئية المستدامة داخل معتمديات الجمهورية، بالإضافة إلى إرساء بنك أفكار مشاريع متطورة قادرة على تحقيق القيمة المضافة وتطوير القدرة التنافسية الشركات الاهلية. ومن جهته أكد عادل الشواري مدير عام السجل الوطني للمؤسسات على أنّ اختيار ملف الشركات الاهلية محورا لهذه الدورة الثانية للملتقى العلمي، يندرج في إطار المساهمة في إثراء المرجعيات الخاصة بالملف والاستئناس بالتجارب المماثلة في المجال.
نموذج لتحريك التنمية في الجهات
تشكل الشركات الأهلية محركا تنمويا قادرا على خلق ديناميكية في الجهات ومساهما في تكريس الدولة الاجتماعية العادلة وتوفير فرص العمل اللائق. وتفرض، على هذا الأساس، معطيات الظرف الاقتصادي تعزيز هذه الشركات بتدعيم الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتفعيل الاقتصاد التضامني حتى تعطي نتائج اقتصادية واضحة خصوصا انه من المفروض ان تمكن الشباب من أن يصبح عضوا في شركة، وستكون فرصة حقيقية لهم لتحقيق ذاتهم.
ونص مرسوم إحداث الشركات الأهلية الصادر منذ سنتين، تقريبا، على ان هذه المؤسسات تتكون من أشخاص طبيعيين لا يقل عددهم عن 50 شخصا وتتوفر فيهم صفة الناخب في الانتخابات البلدية. ويمكن الجمع بين صفة المشارك في الشركة الأهلية وصفة الأجير، ولا يمكن أن يقل رأس مال الشركة الأهلية المحلية عن عشرة آلاف دينار وإذا كانت الشركة الأهلية جهوية فإن رأس مالها لا يمكن أن يقل عن عشرين ألف دينار.
وتهدف الشركات الأهلية، حسب نص المرسوم، إلى تحقيق التنمية الجهوية وأساسا بالمعتمديات، وفقا للإرادة الجماعية للأهالي وتماشيا مع حاجيات مناطقهم وخصوصياتها. وتمارس الشركات الأهلية نشاطا اقتصاديا انطلاقا من الجهة الترابية المنتصبة بها. وتتمتع الشركات الأهلية بالشخصية القانونية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.