تُعتبر منظومة اللحوم الحمراء أحد الركائز الأساسية للأمن الغذائي في تونس، إلا أنها تواجه تحديات متزايدة تهدد استمراريتها. وقد أكّد رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، معز بن زغدان، خلال يوم إعلامي حول تسمين الخرفان بتطاوين، على خطورة الوضع الحالي لهذه المنظومة، مشددًا على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذها. وأكد معز بن زغدان أن نسبة التزويد بالمنتوجات الغذائية خلال شهر رمضان كانت مستقرة ولم تُسجَّل إشكاليات تُذكر، باستثناء اللحوم الحمراء التي تعاني من صعوبات واضحة. وأوضح أن استمرار الوضع الحالي دون تدخل سيؤدي إلى انهيار تدريجي لهذه المنظومة. وأشار إلى أن الحل الأساسي يكمن في معالجة إشكاليات منظومة الألبان، نظرًا لارتباطها الوثيق بمنظومة اللحوم الحمراء. وشدد على ضرورة تعديل أسعار الحليب عند تسلمه من الفلاحين والمربين، مما سيساهم في دعم صمود القطاع وتحسين ظروف الإنتاج. ورغم تسجيل نقص في المياه خلال شهر ديسمبر، إلا أن المنتجات الغذائية، مثل الخضروات، توفرت بكميات كافية، مما يعكس قدرة الفلاحين على التكيف مع الظروف المناخية الصعبة، لكنه يبرز أيضًا الحاجة إلى سياسات دعم مستدامة لحماية القطاعات الأكثر هشاشة، وعلى رأسها اللحوم الحمراء. يبدو أن مستقبل منظومة اللحوم الحمراء في تونس رهين بإجراءات إصلاحية جذرية، خاصة فيما يتعلق بمنظومة الألبان والتسعير العادل للمنتجات الفلاحية. لذا، فإن تدخل الجهات المعنية بقرارات حاسمة أصبح ضروريًا لضمان استمرارية هذا القطاع الحيوي وحماية الأمن الغذائي الوطني.