أفادت مذكرة المتابعة لشهر أفريل 2025 الصادرة عن المرصد الوطني للفلاحة (ONAGRI)، بأن القرارات التجارية الأمريكية أدت إلى زيادة التقلبات في السوق العالمية للحبوب، مما أعاد إلى الأذهان الاضطرابات التي شهدها عام 2018. ورغم أن الأسعار لا تزال مستقرة نسبياً حتى الآن، إلا أن الفاعلين في السوق يظلون متيقظين إزاء التطورات السياسية والاقتصادية التي قد تؤثر على العرض والطلب العالميين. تُظهر آفاق السوق العالمية للحبوب خلال الأشهر القادمة حالة من عدم اليقين المتزايدة، نتيجة لتطورات جيوسياسية حديثة وتغيرات مناخية متزايدة الحدة. وقد تم تصوّر ثلاثة سيناريوهات محتملة. هيمنة العوامل المناخية واستمرار التوترات في هذا السيناريو المتشائم، ستتسبب الظروف المناخية والتوترات المستمرة في خسائر جديدة في محاصيل روسيا والهند والأرجنتين، مع استمرار محدودية الصادرات الأوكرانية، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار العالمية لبعض الحبوب بنسبة تتراوح بين 10% و20%، وزيادة مخاطر الأزمات الغذائية المحلية في الدول المستوردة الصافية للحبوب. استقرار تدريجي يتمثل هذا السيناريو في تحسن تدريجي لتدفقات التصدير عبر البحر الأسود، إلى جانب موسم حصاد جيد في أستراليا والولايات المتحدة وكندا، مما يساهم في موازنة السوق، مع استقرار نسبي للأسعار مع زيادات طفيفة. عودة نسبية إلى الوضع الطبيعي يمثل هذا السيناريو التفاؤلي، حيث يتم التوصل إلى اتفاق جزئي بشأن ممر تصدير الحبوب، وتتسم الأحوال الجوية بالاعتدال خلال شهري ماي وجوان في المناطق الرئيسية المنتجة، مما يؤدي إلى تراجع تدريجي في الأسعار وتخفيف التوترات التجارية. وأكدت مذكرة المرصد الوطني للفلاحة أن المخزونات العالمية من الحبوب تظل مريحة بشكل عام، رغم أن بعض المناطق، خاصة في آسيا وإفريقيا، قد تواجه تحديات في التزود نتيجة الاضطرابات التجارية والظروف المناخية السلبية.