شهد ميناء حلق الوادي اليوم الخميس 12 جوان، حركية استثنائية مع وصول باخرتيْن سياحيتيْن تحملان ما يقارب 7500 سائح دولي. إقبالٌ يعكس تجدد الاهتمام بالسياحة البحرية في تونس ويعيد الطموح إلى استرجاع أرقام سنة 2010 القياسية. و وفقًا لما صرّح به سامي الدبّيش، مدير القرية السياحية بالميناء، فقد رست السفينة الأولى و على متنها حوالي 6000 راكب من جنسيات مختلفة، من بينهم إيطاليون وبرتغاليون وإسبان وصينيون. أما السفينة الثانية، والتي كانت أصغر حجمًا، فقد أنزلت نحو 1500 سائح، أغلبهم من الأميركيين. تنظيم محكم لتثمين المواقع الثقافية حرصًا على توفير تجربة سلسة و غنية للزوار، تم نقل جزء من السياح في حافلات إلى ثلاثة مواقع سياحية بارزة في منطقة تونس : قرطاج و سيدي بوسعيد و المتحف الوطني بباردو. و هي وجهات تشتهر بموروثها التاريخي و مناظرها المتوسطية و تُعدّ من أبرز المحطات في رحلات البحر الأبيض المتوسط. أما بالنسبة للسياح الذين اختاروا البقاء في محيط الميناء، فقد وُفّر لهم نظام نقل خاص عبر سيارات أجرة مخصصة ، لزيارة القرية السياحية بحلق الوادي و هي فضاء يهدف إلى إبراز الحرف التقليدية و التراث التونسي الأصيل. الهدف : استعادة أرقام 2010 لم يكن هذا التوافد المزدوج مجرّد صدفة ، بل ثمرة جهود مشتركة و موجّهة بذلتها السلطات المينائية و الفاعلون في القطاع السياحي إلى جانب شركات الرحلات البحرية الدولية. و صرّح سامي الدبّيش في هذا السياق : «هذه العملية تندرج ضمن المساعي المستمرة لاسترجاع مؤشرات سنة 2010». و قد استقبلت تونس خلال تلك السنة قرابة مليون مسافر عبر السياحة البحرية و هو رقم لا يزال يُعدّ مرجعًا استراتيجيًا في القطاع. مؤشر واعد للموسم الصيفي في مستهلّ الموسم السياحي الصيفي، يُعتبر هذا اليوم مؤشّرًا قويًا على جاذبية الوجهة التونسية في مجال الرحلات البحرية ، لا سيما بعد سنوات صعبة طبعها عدم الاستقرار الأمني و أزمة جائحة كوفيد-19. و تدلّ مشاركة سياح من أميركا و آسيا و أوروبا في نفس الرحلة على تنوّع الأسواق و على تجدد الثقة في حسن الاستقبال التونسي. كما يُنتظر أن يُسهم هذا الانتعاش في دعم الحرفيين و أصحاب المطاعم و المرشدين السياحيين المحليين، الذين يُعوّلون على هذه الزيارات القصيرة لكن ذات المردودية العالية بالنسبة للاقتصاد المحلي. و هكذا، تُعيد الحركية الكبيرة التي شهدها ميناء لا غوليت لتونس مكانتها الاستراتيجية في صناعة الرحلات البحرية في حوض المتوسط. و إن كانت الأهداف المرسومة طموحة، فإن نتائج يوم 12 جوان تؤكّد أنها باتت في المتناول. و يبقى الرهان الآن على الحفاظ على نفس النسق و جودة الخدمات و السلامة الأمنية، حتى تتحوّل كل محطة في تونس إلى دعوة جديدة للعودة.